قيل إن فلسفة التاريخ تقوم على مبدأ هام مفادهُ؛ أن لكل مجتمع ثلاث مكونات” الأفكار، والأشخاص، والأشياء، ويكون المـجتمع في أوجّ عافيته حين يدور الأشخاص والأشياء في فلك الأفكار الصائبة!
ويمرض ذات المجتمع حين تدور الأكار والأشياء في فلك الأشخاص ..! وكل ماسبق يمكن استحضاره في تصريح متلفز لراعي الرياضة السعودية ورمزها الراحل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل، رحمه الله ، حين قال:
“النادي الأهلي هو صرح لرياضتنا ومدرسة قائمة بحد ذاته. ثم أكمل قائلا: هذا النادي ليس ملكاً لأحد غير جمهوره، وختم تصريحه، رحمه الله: إنّ الولاء للنادي يكون بأن تصبح المصلحة هي غايتنا والمحبة هي الوسيلة لتحقيق ذلك”. انتهى..
نعم الأهلي تأسس حول فكرة نبيلة ووضع لبناته الأولى رجال عظام خدموا بلادهم ورياضتها وشبابه من خلاله.
وبإمكانكم العودة لتاريخ منجزات رياضة بلادنا في المحافل القارية في جميع الفئات العمرية والألعاب المختلفة، وأن تراجعوا أسماء أصحاب تلك السواعد والأقدام والعقول في كشوفات المشاركين في تلك المحافل؛ لتعرفوا أن معظمهم أتى من عنوان واحد في غرب مدينة جدة الجميلة. وأمّا على صعيد بقية أندية وطننا الحبيب، لا يمكن إلّا أن نستحضر تصريح الراحل الكبير سمو الأمير محمد العبدالله الفيصل، رحمه الله، حين تحدث أمام رؤساء الأندية الجماهيرية الكبيرة وذكّرهم قائلاً : للأهلي مواقف يعرفها الجميع؛ النصراوي قبل الأهلاوي، والهلالي قبل الأهلاوي والاتحادي قبل الأهلاوي..
فلم نعرف الأهلي يوماً مستنجداً بأحد. فقد وُلد عزيزا شريفا لايقبل منّةً من أحد، ومهما اختلف أهله حوله يظل المبدأ الذي تأسس عليه ثابتا: “الأهلي أولاً وثانياً”..
ما سردته سابقاً هو غيض من فيض- ليس إلّا.
ومدخلاً لما أريد أن أختم به، فبيننا من يحتاج أن تنعش ذاكرته من وقت لآخر حتى لا يستيقظ يوماً أمام حقيقة لايمكن الرجوع عنها بسهولة.
تاريخ كرة القدم والرياضة في بلادنا أشبه بمدينة كبيرة شيّدت عبر التاريخ، وعلينا أن نستوعب جيداً أن الأهلي هو سور تلك المدينة المنيع؛ وإن كان التاريخ علّمنا شيئا عن سقوط المدن؛
فهو أن “سقوط المدن يبدأ أولاً بسقوط أسوارها” ..!
تغريدة:
الأواني الفارغة تحدث ضجةً أكثر من تلك الممتلئة، كذلك تفعل العقول، فاختر من يجادلك بعناية ..!
@ABAADI2015
Abdullah h. Mohmammad