بغداد – البلاد
بدأت الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية على ضوء النتائج الأولية، مشارواتها لتشكيل الحكومة المقبلة، وذلك بعد وصول زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى بغداد، أمس (الاثنين)، للقاء شخصيات سياسية والإشراف على المفاوضات مع الكتل الفائزة بالانتخابات لتشكيل الحكومة، إذ أكد القيادي في التيار الصدري، النائب السابق رياض المسعودي، أن تياره ماضٍ في تشكيل تحالفات سياسية قوية وقادرة على إعلان حكومة جديدة في القريب العاجل، موضحاً أن التيار يمتلك محددات استراتيجية ومنهجية واضحة للمرحلة المقبلة.
وتتسارع الأحداث في العراق بشأن ردود الأفعال حول نتائج الانتخابات البرلمانية، وتتجه نحو مزيد من التصعيد، بعد رفض تحالف الفتح، الذي يضم غالبية القوى المسلحة، نتائج الانتخابات، متوعدا بالرد ما لم تتراجع المفوضية عن هذه النتائج، ومنظما مع قوى أخرى مقربة من الحشد الشعبي تظاهرات وقطع طرق في محافظة ديالى احتجاجا على نتائج الانتخابات، فيما أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أمس، تجاوز عدد الطعون 1000 طعن، لكنها قالت إن هذه الطعون “لا تغير نتائج الانتخابات”.
وقال عضو الفريق الإعلامي في المفوضية عماد جميل محسن، وفقا لوكالة الأنباء العراقية، إن استقبال الطعون في النتائج سيستمر حتى نهاية الدوام الرسمي اليوم، أي 3 أيام بعد الإعلان عن النتيجة. بعد ذلك، ستكون الأيام المقبلة مخصصة لعملية البت بهذه الطعون، وهنا يأتي دور الهيئة القضائية التي ستنظر بالطعون، بحسب محسن الذي أشار إلى أن قرارات الهيئة القضائية بهذا الشأن تكون ملزمة للمفوضية.
من جهته، قال الرئيس العراقي برهم صالح أمس، إن البلاد تمر بظرف دقيق وأمامنا تحديات جسيمة واستحقاقات وطنية كبرى، داعيا إلى توحيد الصف الوطني وتغليب لغة الحوار، وتقديم مصالح البلد العليا، والانطلاق نحو تلبية استحقاقات البلد وتطلعات العراقيين في الحياة الحرة الكريمة، مطالبا باحترام إرادة الشعب والعملية الدستورية والمسار السلمي.
فيما دعا رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إلى “تجاوز الخلافات والاجتهادات الحزبية أو الشخصية”، مؤكدا أنه على النواب الجدد واجب استعادة ثقة الناس بالعمل السياسي وبالديمقراطية في البلاد. وقال: “اليوم نفي بعهدنا أمام شعبنا، بإجراء انتخابات نزيهة مبكرة. الناس اختاروا من يمثلهم، وهؤلاء النواب الجدد سيمارسون دورهم في مجلس النواب الجديد”، مشددا على أنه تقع على عاتق النواب الجدد واجبات أخلاقية ووطنية تجاه شعبهم، بل عليهم واجب إعادة ثقة الناس بالعمل السياسي وإعادة الثقة بالديمقراطية. وأشار بلهجة حازمة، إلى أن “السياسة أصبحت تعني لدى البعض، الابتزاز والكذب والصراع وخداع الناس”.
من جهة ثانية، أعلنت السلطات في العراق أمس، اعتقال العقل المدبر لتفجير دموي وقع عام 2016 واستهدف مركزا تجاريا وأسفر عن مقتل نحو 300 شخص وإصابة مائتين وخمسين آخرين. وأكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي في تغريدة القبض على منفذ هجوم الكرادة 2016 بعد ملاحقته في الخارج. وقال الكاظمي: بعد أكثر من خمس سنوات على جريمة تفجير الكرادة التي أدمت قلوب العراقيين، نجحت قواتنا البطلة، بعد ملاحقة مخابراتية معقّدة خارج العراق، في اعتقال الإرهابي غزوان الزوبعي، الملقب بـ(أبو عبيدة بغداد)، المسؤول عن هذه الجريمة وجرائم أخرى. إلى ذلك دمر الطيران العراقي أمس، أوكارا لداعش في محافظة كركوك، وفقا لوكالة الأنباء العراقية، موضحة أنه بناءً على معلومات استخبارية دقيقة من خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة، نفذ طيران القوة الجوية بواسطة طائرات F_16 والسوخوي 25 ضربات جوية، استهدفت خلالها أوكارا للإرهابيين في وادي شاي بمحافظة كركوك. وأضافت: خرجت قوة من فرقة المشاة الآلي الثامنة لتفتيش مكان هذه الضربات وعثرت على خمسة أوكار تم استهدافها تحتوي مواد طبية وأخرى غذائية وأفرشة وأغطية وخلية شمسية ونضائد وكاميرا.