جدة – ياسر بن يوسف
تحتفل القطاعات الصحية يوم غد باليوم العالمي لهشاشة العظام، الذي يصادف يوم 20 اكتوبر من كل عام وذلك لرفع الوعى والتعريف بالمرض وطرق الوقاية منه، إذ تعتبر هشاشة العظام من الأمراض المنتشرة حول العالم وتصيب ملايين من الناس.
وحذر أمين عام اتحاد المستشفيات العربية أستاذ واستشاري الصحة العامة وطب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق احمد خوجة ، أفراد المجتمع السعودي من العوامل التي تمهد لهشاشة العظام التي تعتبر من الأمراض الصامتة، حيث إنه يتسبب فى ضعف العظام تدريجيًا حتى يؤدى إلى نقص فى كثافة وقوة العظام ، موضحًا أن منظمة الصحة العالمية تصنف هشاشة العظام، بين أكثر 10 أمراض انتشارا في العالم، معتبرة هشاشة العظام من الأمراض الخطيرة الصامتة التي تصيب 30% من النساء بعد سن 50 عاما و10% من الرجال بعد سن 50 عاما، ويؤدي إلى تدهور في كثافة وقوة العظام ما يؤدي إلى الكسور .
من جانبه يوّضح أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري بكلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور عبدالمعين الأغا، إنّ الاهتمام بالغذاء الجيّد المتوازن بتناول المواد البروتينيّة وكذلك شرب الحليب الغني بمادّة الكالسيوم والتعرّض للشمس من أهم العوامل الأساسيّة لبناء وتقوية العظام.
وبين أنه ثبت علميّاً أن النسيج العظمي يكون في أقصى حالات البناء منذ الطفولة وحتّى مرحلة البلوغ والشباب، وبعد سن الأربعين تبدأ صلابة العظم في الانخفاض تدريجيّاً على مدى سنوات عديدة حتّى تصبح العظام أكثر رقّة وهشاشة وذلك مع زيادة عمر الإنسان، وقد ورد ذكر هذا المرض في القرآن الكريم عندما نادى زكريّا عليه السلام ربّه (قال ربِّ إنّي وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربّ شقيّا). إلى ذلك يوجه الدكتور ضياء حسين، المتخصص في الروماتيزم وهشاشة العظام ثلاث نصائح مهمة لمرضى هشاشة العظام، تمثلت في ممارسة التمارين الرياضية، وخفض الوزن وتقليل السمنة، والحصول على قدر كافٍ من النوم الصحي.
وقال إن ممارسة التمارين الرياضية، تقلل الآلام التي تسببها هشاشة العظام من القدرة على أداء بعض الحركات والتمارين الرياضية، ولكن هذا الأمر لا يعني أن على الفرد التخلي عن ممارسة الرياضة بصفة نهائية، فالتمارين المنتظمة تساعد على تقوية العضلات حول المفاصل، وهذا من شأنه أن يساعد على تجنب المضاعفات غير الضرورية، كما أن ممارسة الرياضة لمدة تراوح بين 20-30 دقيقة يوميا تقلل تصلب الحركة، وتمنع حدوث نوبات ألم، ويمكن للفرد المشي أو السباحة أو القيام بتمارين التمدد.
وحول أهمية فيتامين D وتفادي الهشاشة المبكرة يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد باواكد: العديد من أفراد المجتمع يعانون بالفعل من مشكلة نقص فيتامين D ويتساهلون في علاجه، مبينًا أن هذا الفيتامين يعرف باسم فيتامين أشعة الشمس، ومنذ 50 عاماً مضت لاحظ الأطباء أن القليل فقط من أطفال البلاد الاستوائية النامية يعانون من تشوهات في نمو العظام والأسنان تشابه في صفاتها تلك التشوهات الناتجة عن مرض الكساح، بينما كثير من الأطفال الذين يعيشون في البلاد المعتدلة المناخ أو البلاد الصناعية المتقدمة يعانون من هذه التشوهات في العظام والأسنان، والسبب هو في فيتامين أشعة الشمس (D) ذلك لأن الأطفال في البلاد الاستوائية يتعرضون لأشعة الشمس طوال العام.
وفي السياق وصف الدكتور وائل عواد استشاري طب النساء والتوليد ، مرض هشاشة العظام بأنه مرض يجعل العظام ضعيفة وسريعة الانكسار لدرجة أن أي كدمة أو سقطة بسيطة يمكن أن تؤدي إلى كسر خطير، مبينًا أنه يصاب حوالى نصف النساء فوق سن الستين بكسر نتيجة هذا المرض، إذ يطلق على هشاشة العظام اسم المرض الصامت، حيث لا تكون له عادة أية أعراض إلى أن تصاب المرأة بكسر ما، وأكثر الأماكن عرضة لذلك هي الورك والعمود الفقري والمفصل والحوض.وأشار إلى أن العظم نسيج حي يتكون من أوعية دموية، وخلايا، وألياف عصبية وأملاح معدنية مثل الكالسيوم الذي يشكل جزءا مهما من مكونات العظم، ويعطيه الصلابة التي يتميز بها، وتشهد العظام كغيرها من مكونات الجسم عمليات هدم وبناء متواصلة ومتوازنة وهي تعتمد إلى حد بعيد على مستوى هورمون الاستروجن في الجسم، فإذا زادت عمليات الهدم على معدل البناء تحدث هشاشة للعظام. وبدءا من حوالى سن 45 عاما ينتج جسم المرأة عادة كميات أقل من الأستروجن فيزيد الهدم عن البناء و تقل قوة العظم بمعدل حوالى 1 إلى 2 بالمائة في السنة، وبعد انقطاع الدورة الشهرية تستمر معدلات الاستروجن بالانخفاض مما يؤدي إلى سرعة خسارة قوة العظم بحيث يصل معدل ذلك إلى حوالى 2 إلى 4 بالمائة في السنة.