البلاد : متابعات
كشفت شركة نيوم عن نتائج البعثة المشتركة التي نفذتها بالتعاون مع “أوشن إكس”، في إطار مبادرتها الطموحة والفريدة من نوعها لاستكشاف شمال البحر الأحمر. واستمرت المهمة الاستكشافية لمدة ستة أسابيع على متن سفينة “أوشن إكسبلورر” OceanXplorer، إحدى أكثر سفن الاستكشاف والبحث تقدمًا في العالم. وقدمت البعثة بحثًا علميًا خاصًا بالنظم البيئية البحرية، ومجموعات الكائنات الحية الضخمة التي تعيش في قاع البحر، وأحواض المياه المالحة، بالإضافة إلى دراسة حول كيفية الحفاظ على الشعاب المرجانية وتجديدها.
وحول هذه الاكتشافات العلمية قال المهندس نظمي النصر، الرئيس التنفيذي لنيوم: “نيوم ليست فقط وجهة عالمية للاستثمار والتقنية والسياحة وغيرها من توجهات صناعية وتجارية، بل تعدت ذلك لتكون شريكاً للعلماء والمنظمات العالمية للعلوم والأبحاث والدراسات الاستكشافية. واليوم نعلن أن جهود البعثة المشتركة حققت أهم أهدافها بالتعرف على منطقة طبيعية كانت بعيدة عن الاهتمام العالمي وأبرزت عدداً من الاكتشافات العلمية العالمية غير المسبوقة”.
واستطرد النصر: “إن اختيار موقع نيوم ليس أمراً اعتيادياً فجميع مستهدفات رؤية 2030 تمت دراستها بشكلِ متأنِ ودقيق، ومن أهم هذه المستهدفات الاستدامة والتوازن بين التنمية الحضرية والمحافظة على البيئة. وكون نيوم حجر الزاوية لرؤية 2030 فكان لزاماً عليها أن تقدم للانسانية وجهة عالمية جديدة تمتلك جميع مقومات المستقبل الجديد لمجتمعات إدراكية تحافظ على البيئة وترتقي بالإنسان والمكان”.
وتضمنت النتائج اكتشافات علمية غير مسبوقة تعزز مصادر ثراء النظام البيئي في البحر الأحمر حيث تم اكتشاف قمة بحرية بارتفاع يصل إلى 635 متراً (أعلى من الكثير من ناطحات السحاب في العالم) واكتشاف أكبر حوض للمياه المالحة في أعماق البحار في العالم، بالاضافة إلى مساحة تزيد عن 600 كيلومتر مربعة من المواقع الجاذبة للتنوع البيولوجي للأسماك والشعاب المرجانية.
وفيما يخص الكائنات البحرية تم توثيق مشاهدتين اثنتين بالكاميرا لحبار عملاق لم يسبق مشاهدته من قبل في المنطقة، بالإضافة إلى تأكيد وجود 12 نوعًا من الكائنات الضخمة في مياه نيوم، بما في ذلك أسماك القرش والحيتان والأطوم والسلاحف والدلافين، وتحديد 341 نوعًا من الأسماك في نيوم، منها 8 أنواع جديدة و 68 نوعًا مستوطنًا، و18 نوعًا نادرًا ومهددًا بالانقراض على مستوى العالم.
كما تمكنت البعثة من توثيق مستوطنات جديدة لشعاب مرجانية نادرة تتميز بمقاومتها للتغير المناخي، وعمل مسوحات تفصيلية لثلاث جزر غير مستكشفة، واكتشاف ثلاثة مواقع بحرية وحطام سفن قديمة.
وتعليقاً على النتائج، قال رئيس المحميات الطبيعية في نيوم، الدكتور بول مارشال : “يعاني نظام المحيطات العالمي من أزمة بيئية، ولكن الضرر قابل للإصلاح. وستعزز هذه الشراكة مع أوشن إكس OceanX التزام نيوم تجاه المحافظة على الحياة في كوكبنا وحمايتها. ونحن على ثقة بأن الحفاظ على سلامة نُظمنا البيئية البحرية وتحسينها، وخاصة الشعاب المرجانية، أساس لضمان مستقبلنا ونجاحنا. وتُمهد هذه الرحلة الاستكشافية الأولى من نوعها في العالم، الطريق أمام برنامج نيوم الطموح للحفاظ على البيئة والذي يتطلع لتسريع تحوّلنا إلى مجتمعات تعيش في تناغم تام مع الطبيعة من حولنا”.
وأضاف الدكتور مارشال: “تتجاوز نتائج هذه البعثة الاستكشافية حدود المنطقة، حيث ستدعم الجهود العالمية لحماية النظم البيئية البحرية والحفاظ عليها في كافة أنحاء العالم، وستلقي الضوء على الخصائص البيولوجية والشروط الضرورية لازدهار الحياة في البحار والمحيطات، في ضوء التغيرات الناجمة عن أزمة تغير المناخ العالمي”.
وأوضح مارشال أنه سيتم استخدام نتائج البعثة لدفع تصميم وتطوير المناطق البحرية المحمية من أجل الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها لتخصيص 95٪ من مساحة نيوم للحفاظ على الطبيعة.
من جهته، قال كبير العلماء والرئيس التنفيذي المشارك في “أوشن إكس”، الدكتور فينسنت بييربون : “تلتزم أوشن إكس باستكشاف المواقع التي لم يطلع عليها الكثيرون، وبمشاركة اكتشافاتنا مع العالم. ولا تقتصر النتائج الهامة لهذه البعثة المشتركة على الاهتمام بحفظ النظم البيئية في شمال البحر الأحمر فحسب بل تشمل أيضاً عدداً من الاكتشافات العلمية الهامة على المستويين الإقليمي والعالمي”.
وتجمع “أوشن إكس” بين العلم والتقنية لاستكشاف المحيطات وزيادة التوعية بشأنها، وبإنشاء مجتمع يشارك في حمايتها. وتم توثيق مراحل الاكتشاف باستخدام أدوات متقدمة لإنتاج الأفلام تحت الماء، ومشاركة مستجدات البعثة مع الجهات العلمية والأكاديمية في المناطق المحيطة، فضلًا عن جمهور “أوشن إكس” العالمي. ويسهم هذا الدمج بين بعثات الاستكشاف العلمية وعروض القصص المرئية في تعزيز المعرفة بالمحيطات، ويكمل طموحات نيوم الهادفة إلى بناء نموذج جديد لاستدامة وازدهار الحياة .
الجدير بالذكر أن البعثة قامت بأكثر من 960 ساعة من الأبحاث تحت الماء، واشتملت على تخطيط ثلاثي الأبعاد لمساحة تزيد عن 1500 كيلومتر مربعة من قاع البحر بدقة عالية، ووضع مقياس مرجعي للتنوع البيولوجي وحيوية المواطن البيئية التي ستعزز جهود نيوم لتحقيق هدفها المتمثل في الحفاظ على سلامة النظم البيئية المحيطة وتحسينها.
وضمّ طاقم العمل 30 شخصًا من علماء المحيطات والباحثين المرموقين على المستوى العالمي، من بينهم أربعة خبراء من نيوم، وخمسة آخرون من وزارة البيئة والمياه والزراعة وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، و11 خبيراً من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، بالإضافة إلى خمسة مستكشفين من ناشيونال جيوغرافيك.
هذا وستقوم نيوم بإطلاق برنامج وثائقي من تسعة أجزاء يغطي الرحلة الاستكشافية عبر قناتها على YouTube وعبر قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لـ OceanX .