متابعات

السياحة الزراعية.. وجهة جديدة وتجربة فريدة

جدة- ياسر بن يوسف

تهتم وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتنمية السياحية المتوازنة والمستدامة، لتحقيق تنوع اقتصادي، وإثراء اجتماعي، وإيجاد فرص عمل لأبناء الوطن، مع المحافظة على البيئة والأصالة الثقافية، وتعتمد تلك المهمة، في تحقيقها، على المشاركة الفعالة بين القطاعين العام والخاص.

كما أن صندوق التنمية الزراعية يساهم في التكاليف الاستثمارية والتشغيلية للمنشآت السياحية داخل المزارع المرخصة، بقروض طويلة الأجل حيث تقدم السياحة الزراعية للسائح تجربة الاقتراب من الطبيعة ضمن السياحة البيئية في المملكة.

ولأن منطقة مكة المكرمة تتمتع بمساحات زراعية واسعة ومزارع خاصة تضم أشكالاً من الحيوانات والنباتات التي ترتبط بالبيئة المحلية، فهي مؤهلة لاستقبال السياح باعتبارها وجهة مناسبة لاستكشاف نوعية الزراعة والحصول على تجربة فريدة، خصوصاً مع إدراج المزارع في قوائم وجداول المكاتب السياحية ومنظمي الرحلات السياحية والمرشدين السياحيين، باعتبارها عوامل جذب سياحي مهمة، وهذا ما أفصح عنه مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس سعيد بن جار الله الغامدي من أن السياحة الزراعية مشروع رائد يصب في رؤية المملكة 2030 ويعيد تشكيل الخريطة السياحية والزراعية ويقدم فرص عمل للشباب والشابات والأسر المنتجة، ويسعى إلى إيجاد بدائل مميزة لقطاع الإيواء السياحي والسفر والاستمتاع بالطبيعة، وهذا التحول لبعض المزارعين المنتجين للورد والفاكهة لاستثمار مزارعهم في مشاريع زراعية سياحية وتهيئتها بتوفير خدمات ومتطلبات الزوار له أثر ايجابي وناجح حيث أصبحت مزارعهم وجهة سياحية رائعة في المنطقة خاصة بعد جائحة كورونا.

تنافس وإنتاج وفير
وأكد الغامدي أن المملكة تسعى إلى تنمية سياحية قيمة ومميزة ذات منافع اجتماعية، وثقافية، وبيئية، واقتصادية، انطلاقاً من قيمها الإسلامية، وأصالة تراثها العريق وضيافتها التقليدية ، فاصبحت بعض المزارع في منطقة مكة المكرمة، التي تشهد تنافساً كبيراً فيما بينها في الجوانب التطويرية والتشغيلية، مجموعة كبيرة من البيوت المحمية بأحجام متفاوتة، وحقول زراعية مكشوفة، وتنتج عشرات الأصناف الزراعية المتنوعة وبكميات وفيرة على مدار العام، لتحقيق الجانبين السياحي، الترفيهي والتثقيفي، بما يضمن تقديم هذه المزارع لزوارها كوجهة سياحية جديدة في المنطقة، وإضافة إيراد مالي جديد، وتبني التوازن البيئي، والتنوع في المحاصيل والإنتاج وهي أحد الأنماط السياحية التي تسمح للسائح بزيارة مزرعة (قائمة) للاستمتاع بعدد من الأنشطة المرتبطة بالنشاط الزراعي والحياة الريفية، وتطوير المزارع وتنويع مصادر دخلها لضمان استدامتها.

 

المبادرات السياحية الريفية
وتسعى هذه المزارع لتكون إحدى المبادرات السياحية الزراعية الريفية التي توظف لخدمة المجتمع، لإثراء التجربة السياحية المحلية وإيجاد عناصر للترفيه والمتعة والتعليم، وتمكين المزارعين من تطوير برامج ومنتجات وخدمات وأنشطة سياحية في مزارعهم، حيث اصبحت مناسبه جدا للعائلات ولتعليم الأطفال حب الزراعة والاستمتاع بعدد من الأنشطة المرتبطة بالنشاط الزراعي والحياة الريفية.


ويرى الغامدي أن السياحة الزراعية وثقافة الزراعة المستدامة والحصاد التنافسي المستمر، فكر سياحي جديد ومميز ومنافس للسياحة التقليدية، مؤكداً أن رؤية المملكة للقطاع السياحي تنطلق من بعد قيمي ومجتمعي وحضاري في المقام الأول، يتبعها بعد اقتصادي محلي ودور دولي فاعل ومتفاعل مع القيم والمجتمعات الأخرى، حيث بدأت السياحة الريفية في عدد من المناطق الريفية والزراعية في المنطقة تستقطب الباحثين عن هذا النوع من النشاط، كما أصبحت استثمارات تجذب رؤوس الأموال.

 

تربية النحل وإنتاج العسل
وبذلت المملكة جهوداً كبيرة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية في تطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل، حيث يتزايد الإقبال على إقامة المناحل في مختلف مناطقها مع توفير الظروف والبيئة المناسبة، ويتوافد العديد من الزوار والسياح إلى المناحل وحدائق النحل بمن فيهم الأطفال والسياح لاستكشاف هذا العالم. وفي هذا السياق أوضح الغامدي أن عدداً من منظمي الرحلات السياحية يدرجون في برامجهم زيارات للمناحل لمختلف الشرائح المجتمعية ومنها العائلات والأطفال الذين يرتدون الملابس الخاصة للتعامل مع النحل، وسط تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا، ويبدأون رحلتهم للتعرف على النحل والعسل، كجزء من السياحة الريفية.

واضاف أن الوزارة من خلال إدارة المناحل وإنتاج العسل تقوم بإطلاق مبادرات تسهم في نشر الطرق الحديثة في تربية النحل ، ورفع مستوى الكفاءة الإنتاجية، وتحسين الجودة بما يؤدي إلى تحقيق عوائد اقتصادية.

تلبية الاحتياجات
من جهته أكد رئيس لجنة الحج بفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة مدير إدارة الزراعة الدكتور غالب بن عبدالغني الصاعدي أن أبهى صور الاحتفال بذكرى اليوم الوطني الكبير في تاريخه وإنـجازه، هو تجديد وتأكيد الالتزام بنطاق المسؤولية، وتحمل الأمانة على كل من القيت على عاتقه والعمل الدؤوب على المشاركة في التنمية الشاملة العملاقة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين، حفظهما الله ، وما ذاك إلا وفاء وترجمة واضحة لمشاعر الوطنية والولاء التي بلا ريب تتجاوز حدود التعبير إلى الالتزام والتنفيذ. وأكد أهمية الدور الحيوي والمستمر الذي تقوم بهِ الوزارة وسعيها للعمل على توفير كافة خدمات قطاعاتها بما يلامس احتياجات الحجاج وقاصدي المشاعر المقدسة.

تحفيز المستثمرين
وبين مدير إدارة أسواق النفع العام والمسالخ بفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة المهندس جمعان بن علي الزهراني، سعي الوزارة للحفاظ على مستوى الخدمات التي تمس احتياجات المواطن والمقيم بشكل يومي، ومن ثم الارتقاء بمستواها في كافة المجالات الخدمية والتنموية، موضحاً الحرص على تذليل أية صعوبات يمكن أن يواجهها الراغبون في الاستثمار لدى الوزارة في هذا المجال والحرص على تحفيز الجادين منهم للتقدم بأفكار ومشاريع استثمارية جديدة تعود على المستثمر وعلى المواطن بالفائدة وتسهم برفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطن بما يحقق توجيهات القيادة الحكيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *