كنت في رحلة داخلية على متن الخطوط السعودية، شاهدت فيها العودة الى الحياة الطبيعية على متن الرحلة، تلك العودة كانت متمثلة في الوجبات المقدمة، جلوس المسافرين، نوعية ومحتوى الرسائل الصوتية التي يتم بثها عند الإقلاع والهبوط. طبعاً، مازال استخدام الكمامات مستمرا، كنت سعيد جدا بتلك المشاهدات، لماذا؟ لأني وعلى مدى فترة الجائحة شاهدت جميع الاحترازات التي قامت بها الخطوط السعودية للحفاظ على سلامة المسافرين والعاملين على متن رحلاتها الجوية. ولقد ذكرت ذلك في احدى مقالاتي السابقة، وكم كانت سعادتي عندما وجدت تفاعلا رائعا من الخطوط السعودية مع محتوى مقالي المتواضع جداً، وتواصل أكثر من رائع من كبير اخصائي العلاقات العامة الأستاذ القدير نبيل زارع.
نعلم ان زمن الرحلة الجوية (الداخلية) قد يصل أحيانا الى الساعة والنصف، في تلك الفترة الزمنية، تجد المسافر يشغل وقته بمشاهدة محتويات الجوال او مشاهدة مادة إعلامية تُعرض من خلال الشاشة التلفزيونية المتوفرة على متن الطائرة. في خلال رحلاتي الداخلية، اتابع تلك المواد الإعلامية، شاهدت افلام الكرتون! مادة إعلامية تتعلق بالرياضة او مادة إعلامية عائلية ذات طابع فكاهي. في فترة كورونا، كان العرض يتعلق بعرض معلومات عن الرحلة الجوية بصورة (3D)، حيث تشاهد بعض المعلومات مثل ارتفاع الطائرة عن سطح البحر، درجات الحرارة، جهة الرحلة والزمن المتبقي من الرحلة وغيرها، كل تلك المعلومات تتجدد باستمرار على مدار الرحلة الجوية.
في مقالي المتواضع، أتقدم باقتراح الى أصحاب الشأن في الخطوط السعودية، هذا الاقتراح يتمثل في عرض تاريخ المدن السعودية على متن رحلاتها الداخلية، كيف؟ مثلاً، إذا كانت الرحلة متجهة الى الرياض عاصمة مملكتنا الغالية، سيكون رائعا ان يشاهد المسافر فيلم قصير عن مدينة الرياض، كيف كانت الرياض وكيف أصبحت في العهد السعودي. وإذا كانت الرحلة متجهة الى المدينة المنورة، سيكون رائع ان يشاهد المسافر تاريخ وحضارة سيدة المدن والممتد من العصر النبوي الشريف الى العهد السعودي الزاهر. حيث يتم عرض صور المسجد النبوي قديما وحديثاً، مسجد قباء، احياء وبيوت المدينة، مزارع النخيل، حضارة وثقافة المجتمع المدني. هذا مثال يمكن ان يطبق أيضا على باقي رحلات السعودية بين مدن المملكة الغالية والتي هي لنا دار.
باختصار، بطاقة الفرسان وما تمتلكها من ميزات بسيطة لعضو الفرسان تحتاج الى بعض المرونة من قبل القائمين عليها، كيف؟ في بداية كل عام ميلادي، يتم حذف بعض اميال السفر من بطاقة العضوية، وكلنا يعلم كيف كان حال السفر في فترة الجائحة الكونية والمستقبل القريب. اقتراحي المتواضع الذي اتمنى ان يجد صداه الايجابي، هو إلغاء حذف اميال السفر في بداية كل عام ميلادي، حيث ان ذلك (الحذف) لن يساهم في رضا العميل من بطاقة العضوية.
أخيرا، كل التقدير والاحترام للجهود الرائعة التي تقدمها الخطوط الجوية السعودية من خلال جميع منسوبيها المحترمين.
استشاري وباحث في الشأن الصحي
drimat2006@hotmail.com