لقد أثلج صدري منظر ركاب الطائرة المتجهة من لندن إلى الرياض حيث كانوا في معظمهم بريطانيين يقومون بزيارة للمملكة العربية السعودية بهدف السياحة في بلاد الرمال الذهبية، حيث الآثار والأوابد التاريخية وحيث العادات العربية الأصيلة وحيث المناخ المعتدل شتاء .
كم هو هام أن نستثمر في السياحة ونبني وطننا الذي هو قبلة المسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة في أن يكون وجهة للسياحة الثقافية والشعبية والعلمية أيضاً، فتتردد إليه الشعوب من كل صوب وحدب ليجدوا فيه ضالتهم التي تلبي رغباتهم وتحقق طموحهم فيكون الوطن هو الملاذ الآمن لهم وهو أمل العالم ومستقبله المشرق.
الآن ونحن نستعد لقدوم السياح إلى بلادنا ، أليس هاماً أن نروج لذلك فنجعل مدننا انموذجاً في أناقة المكان ولمّ الشمائل، فنحافظ على المسطحات الخضراء فيها، ونزين المباني والعمران بالزهور والورود ونعالج التشوهات البصرية ونعزز الوعي والسلوك الحضاري بحماية المرافق العامة، أليس هاماً أن نقلل من التلوث البيئي فلا نرمي الفضلات إلا في الأماكن المخصصة لها ، ولا نعكر نقاء الهواء بعوادم المركبات ودخان المعامل ، ولا نقطع الأشجار ونستجر المياه بدون وجه حق ، وألا نعتدي على الحياة الفطرية من نباتات وحيوانات حفاظاً على المحميات الطبيعية والتوازن البيئي ، أليس هاماً أن ننتظم في المرور فلا تجاوز ولا مخالفات ، وأن نراعي الذوق العام فلا نخرج للشارع إلا بملابس لائقة تعكس قيم المجتمع ، وأن نساعد كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في أداء أنشطتهم اليومية ، وأن نطور من خدمات الفنادق والنزل والمنتجعات من حيث النظافة ووسائل الراحة وجودة الطعام وكيفية التعامل مع العملاء ، أن نجري الصيانة الوقائية والخدمة الدورية لآلات الملاهي وألعاب الترفيه ، أن نشجع على الحرف والصناعات اليدوية التي تمثل نمط العيش وتحاكي التراث ، أن نوسع القاعدة الانتاجية للصناعات المحلية ونرفع من جودتها لكي نزيد من فرص البيع والتسوق ، أن نثري المشهد الثقافي بمهرجانات وفعاليات فنية وابداعات أدبية .
وفوق كل هذا وذاك أليس من الاستحقاق الوطني أن نكون فاعلين في المجتمع وعلى قدر التحدي والمسؤولية ونلبي احتياجات الوطن في أن نتعلم أكثر ونتدرب أكثر ونعمل بدأب وتفان أكثر، وأن نمثله في الخارج خير تمثيل، ليظل في مقدمة الدول وتظل أرضه المباركة هي الوجهة الأولى لاجتذاب السياح في العالم.
bahirahalabi@hotmail.com