جدة – عبدالهادي المالكي
تعتبر مهنة التعليم رسالة ساميّة ودور المعلمين عظيم، وهم شريحة فاعلة ومؤثرة في مسيرة البناء، والتنمية والتطوير وبناء المجتمع السليم والآمن، وتكمن اهميتهم في تربية الاجيال والارتقاء بالمسيرة التعليمية والتربوية، ويوم أمس احتفل العالم باليوم العالمي للمعلم خصوصا وأن دوره يزداد أهمية ومسؤولية، والمعلم لا يستحق تكريماً بالإعلان عن يوم واحد في السنة فقط، وإنما يستحق التكريم في كل لحظة وفي كل وقت، باعتباره مثالا للصبر، والعطاء والمثابرة، على تحقيق الاهدف المرجوّة. ومنذ عام 1994، يحتفل باليوم العالمي للمعلمين وهو بمثابة إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1966 والمتعلقة بأوضاع المعلمين.واتخاذ موقف لأجل مهنة التدريس يعني توفير التدريب الملائم، والتنمية المهنية المستمرة، وحماية حقوق المعلمين.
ففي جميع أنحاء العالم، يوفر التعليم الجيد الأمل والوعد بمستوى معيشة أفضل. مع ذلك، فليس من الممكن أن يكون هناك تعليم جيد بدون وجود معلمين مخلصين ومؤهلين.والمعلمون هم أحد عديد العوامل التي تبقي الأطفال في مدارسهم وتؤثر في عملية التعلم. فهم يساعدون التلاميذ في التفكير النقدي، والتعامل مع المعلومة من عديد الموارد، والعمل التعاوني، ومعالجة المشاكل واتخاذ قرارات مدروسة.
واحتفلت المملكة امس باليوم العالمي للمعلم والحديث عن اهميته في تربية الاجيال وتقديم مخرجات بدعم الحراك التنموي وتربية الاجيال. في البداية يقول المعلم علي الزهراني : يشرفني انني كنت اعمل في التعليم قبل تقاعدي فالتعليم مهنة الأنبياء والرسل وكم من اجيال واناس كان التعليم له دور كبير في تطويرهم وترقيتهم ، فالمعلم هو اب ومربٍ قبل ان يكون معلما، فقيمة المعلم عند نفسه أولا ثم عند مجتمعه فما نهضت الأمم الا من خلال التعليم ومن خلال هذا المعلم والمعلمة واقدم شكري لك من يقدر ويحترم مربي الأجيال .
لقد بدأت التعليم في عام 1400هـ وقد لاحظت ان المعلم هو نفسه الا ان التطوير هو الذي تغير فالمعلم بالرغبة وليس بالتكليف فإذا كان المعلم راغباً لعمله ستكون مخرجاته ونتائجة جيدة جدا.
بدأت عملية التعليم في منطقة الباحة ثم انتقلت بعدها الى الرياض ثم انتقلت مرة أخرى الى جدة .
واوجه رسالة الى الطالب بالاهتمام بدروسه وأن يقدر معلميه ووالديه وهذا يعطي نتائج إيجابية في مساره التعليمي، وللمعلم أقول له امض قدما في رسالتك فانت تنشئ أجيالا تحت يدك على مدى حياتهم المستقبلية.
المعلم له مكانته في الوزارة وله قيمته في الدولة واذكر من المواقف التي حصلت لي انني طلبت نقل لمنطقة أخرى واخلي طرفي وغيرت رغبتي في نفس اليوم على منطقة ثانية واخلي طرفي في نفس اليوم على المنطقة الثانية واعتبره وقتا قياسيا في إنجاز المعاملة في التعليم.
مستقبل الامة
بدوره قال المعلم علي الناشري الغامدي : بداية انا في نظري يجب ألا نخصص للمعلم يوما في العام ونسميه يوم المعلم ونقوم بتكريمه بنفس اليوم بل الصحيح ان يكون كل ايام العام هو ايام لهذا المربي الذي بيده مستقبل الأمة وقد عرف الجميع من خلال المنصة التعليمية الجهد الكبير الذي يبذله المعلم لتوصيل رسالته لأبنائه الطلاب. ولا غرابة عندما اختار احمد شوقي المعلم ولم يختر الطبيب ولا العكسري ولا القاضي وهو يقول:
قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم ان يكون رسولا.
اقول هذا الكلام من واقع خبرة ثلاث وثلاثين سنة في الميدان التربوي بدأت في قرى بني مالك التابعة لمحافظة الطائف وانتهت بمحافظة جدة وقد بدأت معلما ثم وكيلا ثم مديرا قرابة ربع قرن من الزمن.
ولا شك أن هناك فارقا كبيرا بين تعليم الأمس وتعليم اليوم فالكل يعرف ان تعليم الأمس كان فيه نوع من الحزم والشدة وتصل احيانا للقسوة ومع انني اختلف بعض الشيء في نوع العقاب الذي كان متبعا في الماضي الا انني اعترف ان المخرجات التعليمية لطالب الأمس تفوق بكثير مخرجات طالب اليوم.
نعم بالأمس كان هناك انضباط كبير في العملية التعليمية فلم نسمع ان طالبا تعدى على معلمه ولم نر ولي أمر طالب يقتحم أسوار المدرسة ويعتدي بالضرب على المعلم وكان طلاب الأمس حريصين كل الحرص على الحضور حتى آخر يوم في الدراسة ولم نشاهد في الماضي سهولة في الاختبارات.
واليوم انعكس تدليل للطلاب وضعف الإجراءات الإدارية بحق الطلاب المخالفين على مستوى الطلاب التربوي والتعليمي.
وبمناسبة أليوم العالمي للمعلم ابعث ثلاث رسائل:
الاولى لولي امر الطالب واقول له انت الراعي وانت المسؤول الاول عن رعيتك ولا تلق كل الحمل في تربية وتعليم أبنائك للمدرسة وعليك أن تتعاون مع المدرسة وتحث أبنائك على احترام وتقدير المعلم.
الرسالة الثانية للطالب واقول له العلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف.
هذا المعلم الذي أمامك عامله معاملة والدك واعلم انه وان قسى عليك يوما ما فهو حريص على مستقبلك وتعليمك ولا مانع من مناقشته بكل أدب واحترام وواجبا عليك ان تستغل يوم المعلم بزيادة احترام معلمك وتهنئته.
الرسالة الثالثة للمعلم
انت صاحب رسالة عظيمة ويكفي انك وريث الأنبياء وتقع على عاتقك مسؤولية وامانة ومستقبل الشعوب. نصيحتي لك لا تكن غليظ القلب ولا تكن متهاونا احرص على التربية قبل التعليم فأنت مربٍ ولست معلما فقط.
واترك لطلابك مساحة كبيرة لمناقشتك. وابتعد عن اهانة الطالب وترفع عن السب والشتم وعالج الامور بحكمة واعلم علم اليقين انك اذا احترمت طلابك قدروك واجلوك وان تواضعت لهم رفعوك واعزوك حاول أن تتلمس احتياجاتهم واحرص على اكتشاف مهاراتهم وصقلها وتنميتها. اكثر من التحفيز والتشجيع من مدح وثناء ودعم معنوي.
واخيرا احرص على تطوير نفسك بالدورات والقراءة وخصوصا في مادتك العلمية وايضا مادة طرق التدريس.
عملة استثمارية
وقالت المعلمة الدكتور نجاة حسين عقاب دكتوراه في القيادة التحويلية: المعلم اصبح العملة الاستثمارية في كل المجتمعات والمعلم كله واكبر دليل واضح هو جائحة كورونا حيث اثبتت لنا انه لا غنى لنا عن المعلم واصبحنا نطالب في الجائحة بعودة قوة المعلم التي سلبت منه في فتره من الزمن.
الآن مرت سبع سنوات منذ تقاعدي بعد أن خدمت في التعليم قبل تقاعدي 31 عاما من البذل والعطاء خدمت منها 21 عاما في الإدارة رئيسة قسم وتقلدت منصب وكيلة مدرسة ومديرة مدرسة ومشرفة اجتماعية الى ان وصلت الى مديرة مكتب تعليم شمال جدة.
كانت بدايتي في التعليم في عام 1400هـ وقد لاحظ تغير كبير في التعليم وخاصة من ناحية الطالب وتعود هذه المتغيرات نتيجة تغير العالم كله من ناحية الانفجار المعلوماتي ونظم المعلومات والتقنية والاستراتيجيات الجديدة حيث أصبح العالم قرية صغيرة ومفتوحه وأصبح هناك من يربي الطالب غير الاسرة والمعلم لذلك تنوع التربية وعدم التقنين في الاستفادة من سبل التربية أصبح عندنا طالب مختلفة تماما عن الطالب السابق ، ربما كانت السيطرة على الطالب السابق افضل لكن الطالب الان متمكن ويمتلك الكثير من المهارات والمعارف وقوة الشخصية والقدرة على التفكير.
اما من ناحية التطور في التعليم فقد كان هناك تطور في التعليم عن الماضي بقفزات كبيرة جدة سواء من ناحية المباني او المقررات او المعلم حيث طورنا من أداء منظومة العمل كاملة الا انه مهما استخدمت من نظم او تطور في التقنية في التعليم لا يمكن الاستغناء عن المعلم.
أتمنى من أبنائنا الطلاب والطالبات ان يتبعوا السلف الصالح في تعاملهم مع المعلمين والدول الحديثة في طريقة التعامل مع الكادر التعليمي ، فالمعلم ليس معلما فقط فهو اب ومربٍ وصديق.
تخريج الأجيال
المعلمة الدكتورة سعدية رضوان قالت : الأمم لا ترتقي ولا تنهض الا بالتعليم ومن اهم ما يقوم التعليم هو المعلم فهو من يخرج لنا الأجيال جيلا بعد جيل في جميع المجالات من تحت ايدي المعلم نرى الأطباء والمهندسين والطيارين وحماة الوطن فالمعلم له القيادة الكبيرة في المجتمع فلذ وجب عليه ان يكون هو القدوة للابناء وتكون المعلمة قدوة للبنات ومهم جدا ان يحاولوا ان يربطوا ما بين البيت والمدرسة.
واستطردت بقولها كانت بدايتي في التعليم عام 1400هـ وبعد ثلاث سنوات أصبحت مشرفة تربوية الا انه هناك فرق ما بين المعلم في ذلك الوقت والوقت الحالي فالان أصبحت التكنولوجيا مسيطرة على الوضع مثل ما رأينا في المنصة والتعليم عن بعد الا نه لا تكون مثل الإحساس بتواجد المعلم وجها لوجه فلا بد ان يكون هناك دور إيجابي للمعلم متلاصق مع التطور.
وأقول لأبنائي وبناتي الطلاب والطالبات رسالة المعلم رسالة سامية لذلك وجب احترامهم وللمعلم لا تعتبر ان الذي تقوم به مهنه تتقاضى عليها راتب بل يجب ان تحبها وتعشقها حتى تؤدي رسالتك على اكمل وجه.اما بالنسبة لاحترام الطالب للمعلم فلم تكن مثل السابق وقد تكون بسبب جراءة الطلاب في وقتنا الحاضر لذلك من هنا تبدا مهمة المجتمع في تربية أبنائهم وحثهم على احترام معلميهم.
بصمة واضحة
من جهتها اوضحت المعلمة وداد فقية: أن المعلمين لهم بصمة واضحة في الحياة وهم ينشئون الأجيال الصالحة لذا وجب على المجتمع الاهتمام بهذا اليوم العالمي لهم تقديرا للجهود التي يقومون بها من اجل أبنائنا وبناتنا، واضافت فقية مضى علي الان 10 سنوات منذ تقاعدي بعد ان خدمت 28 عاما في تعليم الأجيال جيلا بعد جيل من بناتنا وقد كان في هذاك الزمان هيبة للمعلم والمعلمة الا انه بدأت تختفي في وقتنا الحاضر، وكان هناك احترام من قبل الطلاب لمعلميهم في جميع مراحل الدراسة.
وانا أتمنى من الطلاب والطالبات احترام الكادر التعليمي على ما يبذلونه من جهد من اجل تعليمهم لان المعلم هو أساس التعليم في الحياة وباني مستقبلهم.