البلاد – مها العواودة
يقود “حزب الله” لبنان إلى العقوبات الأمريكية – الأوربية بممارساتها غير المسؤولة تجاه التعامل مع ملف استيراد منتجات النفط الإيراني، وتلاعبه بإبرامه صفقات مع نظام الملالي دون إطلاع المسؤولين في الحكومة اللبنانية بذلك، وهو ما ظهر جلياً أمس (الأحد)، عندما نفت مصادر تابعة لرئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي طلب الحكومة اللبنانية لأي شحنة وقود من إيران، بينما التأكيد من الخارجية الإيرانية، بأن شحنة الوقود المرسلة إلى لبنان كانت بطلب من السلطات اللبنانية، دون تحديد جهة بعينها ما يعني أن مسؤولي الحزب المدعوم من إيران هم من اتفقوا على دخول شحنة الوقود للبلاد.
وقال رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، في وقت سابق، معلقاً على إدخال ميليشيا حزب الله الوقود الإيراني إلى بيروت: “أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان”، إلا أنه أضاف: “ليس لدي خوف من عقوبات عليه، لأن العملية تمت في معزل عن الحكومة”، ما يؤكد فعليا أن الحزب الإرهابي يسيطر على القرار في لبنان بتأييد حكومي، خصوصا في ظل عدم تحرك ميقاتي لمنع دخول شحنة الوقود الإيرانية التي وصلت فعلياً إلى بيروت عبر عشرات الصهاريج المحملة بالمازوت، على أن تفرغ حمولتها في مخازن محطات بعلبك، التابعة لحزب الله والمدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية.
وانتقد مسؤولون لبنانيون صمت الحكومة اللبنانية الجديدة وعجز رئيسها ميقاتي أمام دخول المازوت الإيراني بطريقة غير شرعية في انتهاك واضح لسيادة واستقلال الدولة اللبنانية، مؤكدين أن هذه الخطوة الاستفزازية، تشير إلى السيطرة الواضحة لحزب الله على المرافىء والحدود وإلى الهيمنة الإيرانية على كامل القرار اللبناني. وقال الوزير اللبناني السابق إيلي ماروني إن تشكيل حكومة ميقاتي شكل خيبة أمل كبيرة للبنانيين لأنه لم يلتزم بما تعهد به فأكثر من نصف الحكومة غير أخصائيين بحقائبهم وكل الحكومة محسوبة على الأحزاب والسياسيين والمحاصصة هي أساس التركيبة الحكومية، بينما لحزب الله الحصة الكبرى. وأضاف “لأول مرة حقيبة الأشغال المهيمنة الشرعية على المطار والمرافئ تكون لصالح حزب الله. ولم يحرك ميقاتي ساكنا تجاه دخول النفط الإيراني إلى لبنان، واكتفى بالتعبير عن حزنه دون أي إجراء يحفظ السيادة والكرامة ويحمي لبنان من احتمالية العقوبات”.
من جانبه، أكد رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام في لبنان الدكتور خلدون عريمط، أن حكومة ميقاتي هي حكومة حزب الله بامتياز، ووجوده فيها يعد شكليا لن يقدم أو يؤخر، بدليل دخول المازوت الإيراني دون اعتراض منه، فيما قال النائب اللبناني السابق فارس سعيد، إن إدخال الوقود الإيراني عبر الحدود اللبنانية السورية انتهاك واضح وصريح لسيادة واستقلال لبنان وعدم اتخاذ أي تدابير من قبل الرئيس ميقاتي كمسؤول عن رئاسة الحكومة ومن قبل رئيس جمهورية لبنان هو خيانة وطنية وخضوع للهيمنة الإيرانية.