بيروت – البلاد
مرة أخرى يهدد “حزب الله” حياة اللبنانيين ويتلاعب بالأرواح، مثلما فعل في مرفأ بيروت الذي شهد كارثة انفجار لم يسبق لها مثيل ما أودى بأرواح الكثيرين، إذ ضبطت قوى الأمن اللبنانية، أمس (السبت)، 20 طنا من مادة نيترات الأمونيوم داخل شاحنة في بعلبك البقاعية، ليتحرك على الفور وزير الداخلية والبلديات، بسام مولوي، بشكل فوري إلى بعلبك؛ لعقد اجتماع أمني طارئ قبل أن ينتقل لسهل بلدة بدنايل، ويوجه بفتح تحقيق فوري في الشحنة، يشكك اللبنانيون في أنه سيخرج بالمفيد لأن الشحنة في الأساس تابعة لحزب الله المسيطر على الحكومة، مؤكدين أن تحقيقات المرفأ لم تفض حتى الآن عن نتائج على الرغ من مرور 13 شهراً على الكارثة التي راح صحيتها أبرياء.
وما يعضد قول اللبنانيين هو رفض المولوي الكشف عن تفاصيل الحادث الذي تعاملت معه القوى الأمنية، مكتفياً بالتوجيه لإجراء كشف ميداني دقيق في المنطقة لاستخراج أي مواد خطرة حفاظاً على أرواح اللبنانيين، في بلدة بدنايل الواقعة تحت السيطرة الأمنية لميليشيات “حزب الله”.
وقبل عام، طالب مسؤول أمريكي، الدول الأوروبية بتصنيف حزب الله “منظمة إرهابية”، بعد تبين تخزينه كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم على أراضي القارة العجوز. وأكد منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية ناثان سيلز، أن مليشيات حزب الله لا تزال تشكل خطراً كبيراً على أوروبا، بينما لا تزال بيروت تلملم جراحها بعد الانفجار الضخم الذي ضرب مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020م، متسبباً في مقتل أكثر من 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 بجروح، وتشريد نحو 300 ألف شخص ممن تدمرت منازلهم أو تضررت أو تصدّعت.
وتشير أصابع الاتهام إلى أن مليشيا حزب الله تقف خلف هذا الانفجار بعد تمسكه بتخزين هذه الكميات من نيترات الأمونيوم بالمخالفة للقانون، ويريد تكرار المشهد في بعلبك في 2021م، مستفيداً من سيطرة “الثلث المعطل الخفي” على حكومة نجيب ميقاتي، فعلى الرغم من إصرار جميع المعنيين على أن الحكومة الحالية لا تمنح أحدا ثلثا معطلا، إلا أن القراءة المتفحصة لأسماء الوزراء، تظهر وجود وزيرين على الأقل بهوية سياسية غير واضحة، ما يثير الشكوك حول وجود ثلث معطل مستتر غير واضح للجميع، بدليل أن عدد الوزراء المعينين من قبل الرئيس عون والتيار الحر يبلغ 8 وزراء، بينما التابعين لحزب الله وحركة أمل 5 وزراء، ما يعني أن حزب الله وحلفاؤه يسيطرون على 13 مقعداً في الحكومة الحالية وفي أهم الوزرات حساسية، بينما تبقت 11 مقعداً أخرى، خصص منها 4 مقاعد لحصة ميقاتي الذي يسير وفق مخطط تحالف “عون – حزب الله”، وتبقى المقاعد الـ7 دون تأثير يذكر في الحكومة وفقاً لمراقبين، إن لم تكن هي الأخرى مشاركة في مخططات حزب الله وعون لتكتمل أركان المؤامرة على لبنان.