جدة – نجود النهدي
جولة جديدة لرصد آراء المواطنين حول فروقات السعر بين منافذ التسويق ومنها الالكترونية، حيث وجدنا فرقا بسعر منتج نسكافيه القهوة العربية منتج أربيانا ٢٠ عبوة صغيرة في إحدى المحلات بسعر ٤٠.٥٠ ريال وفي أحد المواقع بسعر ٤٢.٢٥ ريال ، ومن ثم نتعرف على بعض الآراء حول التخفيضات ، وما تشهده مراكز التسوق الكبرى من إقبال على العروض.
بداية نستضيف فهد الحربي، متخصص بمجال العلاقات العامة، والإنتاج الفني ، وسألناه حول مدى علاقة عروض التسوق بمستويات الجودة ، فقال: من خلال اطلاعي المستمر والدائم لعروض التخفيضات وإقبال الجمهور عليها نجد تناقضا في وعي المستهلك. فعلى سبيل المثال لا تزال عروض تخفيضات الكماليات تطغى بشكل كبير على قرارات الشراء من المستهلكين ، وينتظرونها بين الحين والآخر لشراء المنتجات، لكن بعض العروض لا تكون حقيقية بالدرجة الكافية، وبعضها يستعين بمشاهير السوشيال ميديا ، وبالتالي يسارع البعض إلى الشراء نتيجة تلك الدعاية، وبالمقارنة نجد أن أسعار المنتجات الأساسية لا تجد قبولا لدى بعض المستهلكين ، وعند وجود بعض التخفيضات عليها يتوقعون بأن هناك استغلالا من قبل التاجر أو قرب نهاية صلاحية المنتج وبالتالي عدم ثقتهم بهذه التخفيضات.
ويقدم الحربي مقترحات عدة قائلا: النصائح كثيرة، لكن هناك أساسيات ومرجعيات يمكن العمل عليها من الجهات المختصة ، منها تفعيل المتسوق السري خلال فترة التخفيضات بشكل أكبر، ومنع مشاهير السوشيل ميديا من الإعلان وقت التخفيضات، ويجب ان يكون إعلان التخفيضات عبر بوابات رسمية بالتنسيق مع جمعية حماية المستهلك وعرض السعر قبل التخفيض وبعده.
كذلك التدقيق في أسعار العطور المحلية، ومحلات البضائع المخفضة للمعرفة ، لافتراض أن أسعار تلك المنتجات من الأساس رخيصة سواء كانت زيوت عطرية أو كماليات وبالتالي فإن أي تخفيض لايقلل كثيرا من أرباحها ، ومثال ذلك هناك عطور تحمل علامة تجارية وزجاجة خاصة ، ولا تكلف العبوة الواحدة من العطر نحو ٣٥ ريالا وتباع في السوق بأكثر من ١٥٠ريالا ، ومع البيع بخصم ٥٠ % تحقق مستوى ربحية كبير ، مايعني عدم مصداقية لمثل تلك التخفيضات.
تخفيضات حقيقية
في السياق يرى علي عبدالرحمن المزيد، كاتب اقتصادي ، أن التخفيضات ليست بالضرورة مرتبطة بعدم الجودة ، لكنها أسلوب يستخدم للتسويق، على سبيل المثال أسعار السيارات معروفة وتكون التخفيضات حقيقية، وكذلك أجهزة التكييف وغيرها من أجهزة وسلع معمرة ، تهدف تخفيضاتها إلى تقليل هامش الربح حتى يحصل البائع على سيولة عالية وسريعة يستفيد منها ، أيضًا قد تكون البضاعة جيدة ولكن يخشى من ذهاب موديلها مثل الساعات وغيرها ، لذلك يلجأ التاجر أو المصنّع إلى تسويقها عبر التخفيضات بحيث لا يذهب موديلها وبالتالي تكون خسارة عليه، فهو يغري المستهلك بهذه التخفيضات وهذا أمر مشروع في النهاية.
الأمر الآخر أعتقد أن هناك ثقة تتراوح ما بين 70 -80 % في التخفيضات وإنها بالفعل حقيقية، ومثلما ذكرت سابقًا التخفيضات لا ترتبط بعدم الجودة، وأحيانا التخفيضات تكون نوع من أنواع الإعلان التسويقي للبضاعة، فبعض المنتجين يجعلها على شكل تخفيضات في المحلات بحيث تبرز بضاعته وأحياناً تكون البضاعة معروفة وعليها تخفيض فيقبل عليها، أو تعريف المستهلك ببضائع جديدة ، وبالتالي التخفيضات ليست بالضرورة مرتبطة بانعدام الجودة.
من جهته قال د. ياسر بن محمد الحربي ، رجل أعمال عضو جمعية الاقتصاد السعودية أن إعلانات بعض التخفيضات تتلاعب بالمفردات الترويجية ، بينما حقيقة السلعة قد تكون متقادمة وحقق ارباحا منها ، لذا أنصح بقراءة الإعلان بتمعن ، ومقارنة المنتج في منافذ بيع أخرى ، أو باستخدام محركات البحث بشأن ذلك.