اليوم في وسط هذا الزخم من المواقع والسيل الجارف من المعلومات وظهور العديد من وسائل التواصل والاتصالات يسعى مجتمعنا لحماية الشباب ضد الاستهداف لعقيدتنا وثوابت ديننا ولحمة وطننا .. حيث أن محاولات زرع الفتن تحت مسميات عديدة وفتاوى مضللة تقود الشباب إلى الهلاك لأن التأثير على العقول التي لا تملك ما يكفي من الثقافة الفقهية والتحصين من السقوط في الهاوية له أثر أعظم في ظهور تلك الفقاعات !! لهذا ازدادت الحاجة إلى التصدي لتلك الأفكار الهدامة وعدم تمادي هؤلاء العابثين بأفعالهم ونشر سمومهم.
إن مواقع التواصل الاجتماعي تفتقد المرجعية العلمية والشرعية ولذلك فإن أهمية الفتوى تصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في عصرنا الحديث الذي يتميز بالانفتاح إلى مواكبة المستجدات دون زعزعة الثوابت وتبديل القيم والمبادئ..
إن من عظم شأن الفتوى أن الله سبحانه وتعالى أسند القيام بها إلى العلماء العالمين بكتابه عز وجل وسنة رسوله الأمين عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل 43.
وقد حرم تعالى التساهل في أمرها وقال عز وجل (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلَالٌ وهذا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) النحل 116
وعليه فإننا بحاجة ماسة إلى أدوات ودروع تناسب عصرنا هذا في التصدي لتلك الظواهر الخطيرة ومحاولة الوقاية منها وعلاجها من جميع الجوانب ونشر التوعية اللازمة لذلك وإظهار دور الفطنة في توصيل المعلومة الصحيحة والمرتبطة بالشرع حيث المنبع الشرعي الصحيح.
مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين نستطيع من خلاله خدمة ديننا و وطننا بكل جدارة واقتدار حين نستخدم صحة عقولنا وعلمنا النافع ومعلوماتنا الموثقة ذات المصادر الدقيقة وليس بمرض النفوس نشر الإشاعات والمجاهرة بالمعاصي و عرض المحتوى السخيف و ربما التافه على أنه قيم أو مفيد !!
إن التربية التي تستمد هديها من الإسلام والالتزام بقيمه ومبادئه تُمثل الطريق السليم الذي يضمن للنشء تنظيم عواطفه وتوجيه سلوكه وتنمية ميوله بما يناسب وثقافة مجتمعه الذي يعيش فيه مع قدرته الفائقة على مواجهة ما هو دخيل على معتقداته وأفكاره.فالمبادئ والأخلاق لا تنتقل بالوراثة !! بل تُكتيب نتيجة للتربية السليمة وبمرور الوقت حيث الإضافات والتطورات من أجل التكيف مع الحياة المحيطة والتماشي مع متطلبات العصر الحديث.
قطرة :
قف شامِخًا عانِقْ هناك الأنْجُمَا
يكفيكَ فخْرًا أنْ تكون مُعلّما. (منقول)
tsfhsa@yahoo.com