البلاد – مها العواودة
جهود إنسانية كبيرة تبذلها المملكة في سبيل مساعدة مختلف الدول لمواجهة الوباء القاتل، إذ استمر الدعم السعودي بـ20 مليون ريال من أجل توفير لقاحات كورونا للفئتين: العاملين الصحيين وكبار السن في الدول الأعضاء الأقل نمواً بمنظمة التعاون الإسلامي، والتي يبلغ عددها 22 دولة، بينما سبق ذلك تقديم لقاحات لدول عديدة لمساعدتها في مواجهة الجائحة، في تأكيد على الدور الريادي للمملكة للتصدي للأزمات العالمية بما فيها الصحية. وأكد نائب رئيس لجنة الحقوق الاجتماعية والإنسانية في الدورة 75 للأمم المتحدة الدكتور خالد المنزلاوي لـ”البلاد”، أن مبادرة دعم الدول الأقل نموا، تتماشى مع إطار التفاعل البناء الذي توليه المملكة لتعاونها مع نداء منظمة التعاون الإسلامي في مكافحة جائحة كورونا، وتأكيد على أهمية الدبلوماسية في زيادة التضامن الإسلامي وتوحيد الجهود لمواجهة التهديدات المشتركة التي تواجه دول المنظمة.
ولفت إلى أن مملكة الإنسانية تضرب أروع الأمثلة في التضامن مع دول المنظمة وقبلها دول العالم لمكافحة هذه الجائحة كورونا بوقوفها بجانب الجميع لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد وتوفير اللقاح للفئات الأكثر احتياجا في هذه الدول.
فيما يرى رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجنيف أيمن نصري، أن مبادرة المملكة بتوفير مبلغ 20 مليون ريال لتوفير لقاحات فيروس كورونا في الدول الأعضاء الأقل نموا بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة الانسانية، تعكس حرص المملكة على المشاركة في رفع المعاناة الإنسانية على المستوي الإقليمي والدولي وليس المحلي فقط، وهو أمر ليس بالجديد فقد تعود العالم من المملكة تحمل مسؤوليتها الإقليمية والدولية من منطلق دورها الريادي وهو الأمر الذي يجعل السعودية دائما في قلب الحدث الدولي وتشارك دائما في صنع القرار السياسي والاقتصادي.
وأكد نصري أن المبادرة السعودية تشجع وتحفز بشكل كبير الدول الصديقة والقطاع الخاص على المشاركة في مثل هذه النوعية من المبادرات الإنسانية، لما للمملكة من قيمة وتقدير واحترام من كافة الجهات الدولية الرسمية وغير الرسمية، بما فيهم منظمات المجتمع المدني والتي أصبحت لها مساحة كبيرة داخل المملكة وأصبحت شريكا أساسيا في تنمية الإنسان، وتشارك دائما بالمجهود والخبرات لحل المشاكل التنموية والصحية والبيئية.
وأوضح نصري أن هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة من المبادرات السعودية للمشاركة في المجهودات الدولية والأممية للحد من تداعيات جائحة كوفيد 19، وعلى رأس هذه المبادرات مساهمة المملكة بمبلغ 90 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية بغرض دعم تنفيذ الخطة الاستراتيجية لمواجهة الفيروس لضمان قدرة المنظمة على توفير الاحتياجات الصحية للمجتمعات المحلية الصغيرة المتضررة، وهو ما يؤكد أن المملكة من الجهات الرئيسية القليلة الداعمة للمنظمة في مجالات الصحة العالمية، خاصة في مجال الطوارئ الطبية وأن هذه النوعية من المساهمات تعلن المملكة من خلالها تضامنها المطلق مع المنظمة ودعمها بقوة لشعوب العالم المحتاجة في وقت تتعامل بعض دول العالم بأسلوب براغماتي يركز فقط على مواجهة المشكلة داخلياً دون النظر إلى معاناة الدول الفقيرة.
وأضاف المملكة حصلت على إشادات من الخبراء في مجال الصحة والمنظمات الدولية بسبب المساهمات المستمرة على مدار الخمس سنوات الماضية بمبلغ تخطي 300 مليون دولار في العمليات التي تشارك فيها منظمة الصحة العالمية في كلا من اليمن والعراق وفلسطين وبنجلادش وباكستان، وهو أمر يأتي ضمن سياسية طويلة المدي لتقديم الدعم المادي اللوجيستي لمواجهة خطر انتشار الأمراض والفيروسات على المستوي الإقليمي والدولي”.