لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد (محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد).
بهذه العبارة التاريخية استهل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، وبهذه العبارة بدأنا عهداً جديداً في محاربة الفساد، فطموحنا وأحلامنا لن يعيقها وجود الفاسدين بين أظهرنا، وفي هذا رسالة واضحة على أن الفساد لا يتقادم مع مرور الزمن،
فمهما كان الوقت ومهما كانت الظروف نثق أن القانون هو الفيصل وهو المنتصر في نهاية الأمر، فكم كنا بحاجة إلى مثل هذا الواقع الجميل الذي أضحى فيه الفاسد معاقبا والصالح مكرّما، فبمثل هذا تنشأ الحضارات، وترتقي الأمم، وتبقى الدول شامخة عزيزة تضرب أطنابها في باطن الأرض قروناً من الزمن، وبدونه تتعطل التنمية، وتُنزع الثقة من الأجهزة الحكومية، وتصادر الحقوق العامة والخاصة، فواقعنا المشرق أحلام لغيرنا، وما نراه رأي العين يتمناه غيرنا في دول أخرى، كل ذلك فقط جاء بتطبيق القوانين التي أقرتها السلطة التنظيمية في المملكة منذ زمن، فبمواجهة الفساد نحقق هدفين رئيسيين، أولهما: محاسبة المفسدين ورد الحقوق الخاصة وإعادة المال العام إلى خزينة الدولة، وثانيهما: ردع كل من تسول له نفسه الانغماس في وحل الفساد ظناً منه أنه سينجو من عاقبة فعله، وهذه العبارة ليست من نافلة القول، بل إنها أصل أصيل وقول يتبعه فعل، فمن تسول له نفسه (كائن من كان) أن يتعدى على حقوق الدولة أو الأفراد فإن القانون له بالمرصاد، سيما وأن أجهزة الدولة ككل أصبحت شبكة واحدة مترابطة، وبالتقدم الالكتروني الهائل الذي تشهده المملكة أصبح كشف المجرمين أكثر سرعة وسهولة من ذي قبل، وهذا أمر يحسب أولاً لصاحب الرؤية الطموح الذي لا يفتر عن السير بنا نحو مصاف الدول المتقدمة، ويحسب ثانياً لأجهزة الدولة التي تعمل ليل نهار لحماية وصيانة الوظيفة العامة من الاسترزاق بها أو الاخلال بنزاهتها وبسير العمل فيها.