كابل – البلاد
تظاهر آلاف الأفغان ضد حكومة طالبان في مدينة قندهار أمس (الثلاثاء)، احتجاحاً على مطالبتهم بإخلاء مجمع سكني لعائلات من الجيش وقوات الأمن، حيث تجمع المحتجون أمام منزل الحاكم بعد مطالبة نحو 3 آلاف أسرة بمغادرة المجمع، وفقا لمسؤول حكومي سابق وتلفزيون محلي.
وأظهرت لقطات مصورة بثتها وسائل إعلام محلية حشوداً تسد طريقاً بمدينة قندهار في المنطقة التي يشملها أمر الإخلاء لأناس أغلبهم من أسر جنرالات متقاعدين وأعضاء آخرين في قوات الأمن، فيما ذكر المصدر أنه جرى إمهال الأسر، التي يقيم بعضها في المنطقة منذ نحو 30 عاماً، 3 أيام للمغادرة.
وانتهت احتجاجات متفرقة ضد الحركة، التي وصلت إلى السلطة بعد سيطرتها على العاصمة كابل قبل نحو شهر، باشتباكات دموية في بعض الأحيان. غير أنه لم ترد تقارير مؤكدة عن أعمال عنف أمس.
وفي ظل هذه الاحتجاجات برزت تساؤلات عن سر اختفاء قادة حركة طالبان عن المشهد، إذ اختفى القائدين البارزين في الحركة، ليتساءل البعض إن كان زعيم طالبان الملا هبة الله أخوند زاده، ونائب رئيس الوزراء المعين حديثا الملا عبدالغني برادر، على قيد الحياة، على الرغم من نفي طالبان مقتل برادر.
وسلطت صحيفة “الجارديان” البريطانية الضوء على اختفاء يشغل الأفغان، حيث إن الملا أخوند زاده، لم يره أحد بعد شهر على سيطرة الحركة على أفغانستان، فيما أصدر متحدث باسم طالبان نفيا رسميا لشائعات وفاته، مشيرة إلى أن الملا عبدالغني برادر، أحد أشهر وجوه الحركة، مختفٍ، لافتة إلى تردد تساؤلات بشأن صحة رئيس المكتب السياسي والشخصية الرئيسية في محادثات السلام مع واشنطن، بعد عدم ظهوره علنا منذ عدة أيام. وكانت هناك شائعات في كابول بأن برادر تعرض للقتل، أو أنه تعرض لإصابات بالغة، جراء قتال مع شخصية رئيسية أخرى من طالبان خلال جدال حول كيفية تقسيم الوزارات الأفغانية.
من جهتها، بدأت الإدارة الأمريكية مواجهة التحديات الجديدة في أفغانستان وأوّلها هو إخراج من تبقّى من الأمريكيين أو المتعاونين الأفغان الذين عملوا مع القوات الأمريكية خلال السنوات العشرين الماضية، وذلك عبر مركز متخصص في العمليات المتقدمة تابع للقيادة المركزية، يعمل من خلاله الأمريكيون للاتصال بطالبان، التي أبدت تعاوناً لتسهيل خروج من يحملون أوراقا تثبت أنهم أمربكيون أو مقيمون أمريكيون، لكن الحركة لا تتعاون بالشكل الكافي للمساعدة في خروج آخرين ممن علقوا في أفغانستان أو يريدون الآن الخروج لأنهم معرّضين للاضطهاد لأسباب دينية أو شخصية، فيما أوردت مجلة “بوليتيكو” إن عملية إجلاء حوالي 12 ألف أفغاني إلى الولايات المتحدة، ستتأجل بعد اكتشاف أربع إصابات بمرض الحصبة، وسط أفغان وصلوا إلى الولايات المتحدة.