جدة – البلاد
حسب المؤشرات الأخيرة التي أعلنت عنها وزارة الصحة ومع الانخفاض المستمر للإصابات في المملكة وزيادة الأفراد الذين تلقوا لقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) فإن المملكة تتجه قريباً لإعلان خلوها من الفيروس، حيث إن إصابات أمس السبت ولأول مرة وصلت إلى ما دون المئة في إحصائية تعتبر هي الأفضل في المملكة منذ بداية الجائحة، فقد أعلنت وزارة الصحة، عن تسجيل (83) إصابة مؤكدة بالفيروس وتعافي (75) حالة، فيما بلغ عدد الحالات النشطة (2312) حالة منها (528) حالة حرجة.
وبلغ إجمالي الإصابات في المملكة (545912) حالة، وحالات التعافي (534983) حالة، وتم تسجيل (7) حالات وفاة، ليصل الإجمالي إلى (8617) حالة.
اللقاحات فعالة وآمنة
وأوضحت الوزارة أن اللقاحات المعتمدة في المملكة فعالة وآمنة، مؤكدة أهمية الحصول على جرعتين من اللقاح للوقاية من مضاعفات متحورات الفيروس السريعة الانتشار.
ونصحت الجميع بالتواصل مع مركز (937) للاستشارات والاستفسارات على مدار الساعة، والحصول على المعلومات الصحية والخدمات ومعرفة مستجدات الفيروس مشددة على أهمية الاستفادة من المواعيد المتاحة حاليًا في كافة مراكز اللقاحات بمناطق المملكة.
وتمكنت الوزارة من إعطاء أكثر من (39158235) جرعة من اللقاحات في أكثر من 587 موقعاً مخصصاً للتطعيم في كافة مناطق المملكة فيما تستهدف تحصين أكثر من 70 % من سكان المملكة خلال المرحلة القادمة حتى تعود الحياة لطبيعتها.
اهتمام القيادة الرشيدة
وتعتبر تجربة المملكة في التصدي لجائحة كورونا من أفضل التجارب في العالم فقد واجهت الفيروس وتعاملت معه منذ وقت مبكر للتخفيف من آثاره وتداعياته حيث أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قدرة المملكة على مواجهة الجائحة بقوله، حفظه الله،:”إننا نعيـش في مرحلـة صعبة فـي تاريخ العالم ولكننا ندرك تماماً أنها مرحلة ستمر وتمضي رغم قسوتها ومرارتها وصعوبتها.. إن بلادكم المملكة العربية السـعودية مسـتمرة في اتخــاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة هـذه الجائحة والحد مــن آثارهـا»، فيما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان:” الظروف السيئة إن شـاء الله تزول، ونحن مقبلـون على خير دائماً بهمـة رجال المملكة العربية السعودية».
تحفيز اقتصادي وعلاج مجاني
وتعد المملكة من أوائل الدول التي باشرت اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية حرصاً منها على سلامة وصحة المواطنين والمقيمين وصدر الأمر السامي بتشكيل اللجنة العليـا الخاصة باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والتدابير اللازمة لمنع انتشار الجائحة التي تضم في عضويتها 24 جهازاً حكومياً كما نفذت مجموعة واسعة من إجراءات التحفيز الاقتصادي مقدمة ضمانات لتغطية 60 % من مدخول المواطنين المتضررين العاملين في القطاع الخاص، وسمحت لأصحاب الأعمال بتأجيل دفع ضرائب القيمة المضافة، والإنتاج والدخل لمدة ثلاثة أشهر، إضافة إلى تقديم باقة دعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة حسب الحاجة بلغت 177 مليار ريال، فيما ضخت لوزارة الصحة 47 مليار ريال، وأمرت بتوفير العلاج المجاني لجميع المصابين وإجراء فحوصات واسعة النطاق بين فئات عشوائية من السكان بغية الاكتشاف المبكر للحالات.
مستشفيات ومراكز عزل
كما جرى تجهيز مستشفيات متنقلة جديدة، تتميز بمرونة التنقل حسب الحاجة، إلى جانب تجهيز 25 مستشفى لاستقبال الحالات المؤكدة، وتوفير 80 ألف سرير في كل القطاعات الصحية، و8 آلاف سرير عناية مركزة، إلى جانب توفير 2200 سرير عزل، وتعزيز إجراءات الرصد والمراقبة للفيروس في منافذ الدخول للمملكة. كما أنشئت مراكز للكشف ثابتة ومتنقلة يجرى حجز موعد فيها عبر تطبيق “صحتي”، بهدف الوصول إلى الأحياء المكتظة بالمواطنين والمقيمين والأجانب بغض النظر عن أوضاعهم القانونية.
الوعي المجتمعي
وتوالت جهود المملكة في التعاطي مع الأزمة بشكل كبير شمل الأعمال الإنسانية والصحية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، فكانت الاستجابة من المواطن والمقيم على قدر المسؤولية، والتأقلم مع واقع المرحلة، لينعكس أثر الالتزام بالتطبيق في سلوكيات المجتمع على مستوى الفرد والجماعة في المنزل والعمل وفي مختلف المواقع، وفق البروتوكولات الصحية، بهدف احتواء الفيروس والوقاية منه والكشف عنه، وتوفير العلاج ضمن نهج وطني متكامل.
أنموذج يحتذى
لقد أصبحت تجربة المملكة في مواجهة الجائحة أنموذجاً يحتذى عالمياً في إدارة الأزمات من كافة جوانبها مع التأكيد على الجانب الإنساني عزز ذلك خبرتها العميقة في إدارة الحشود والتعامل مع الأوبئة كما تميزت تجربتها بتكامل المنظومة الحكومية والأهلية والتطوعية وفق معايير محددة وترتيبات شاملة. كما اضطلعت بدور فاعل إبان رئاستها لمجموعة العشرين فيما ترأس خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، أعمال الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات قمة قادة دول المجموعة الافتراضية، التي عقدت في نوفمبر الماضي لتنسيق الجهود العالمية لمكافحة الجائحة، والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي.