البلاد – محمد عمر
قذفت مليشيا الحوثي الانقلابية بملف خزان النفط العائم “صافر” خلف ظهرها وتركته طي النسيان عن عمد، متجاهلة كافة النداءات في هذا الاتجاه، من بينها ما طرحته هولندا مؤخراً لإيجاد حل للأزمة التي تهدد اليمن والمنطقة، حيث أعلنت وزيرة خارجية هولندا سيجريد كاخ، استعداد بلادها للإسهام في إيجاد حلول للتعامل مع قضية “صافر”، بينما يستمر تعنت ميليشيا الحوثي ورفضها السماح للفريق الأممي المكلف بمعاينة الخزان، ما ينذر بحدوث كارثة بيئية هي الأكبر عالمياً.
وقالت المسؤولة الهولندية، أثناء لقائها في لاهاي، وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، إن وضع “صافر” يتطلب معالجة فورية لهذه القضية تجنباً لكارثة بيئية ستؤثر على اليمن والمنطقة، مؤكدة أهمية استئناف عملية المفاوضات في سبيل إيجاد حلول سلمية للصراع في اليمن، فيما جدد وزير الخارجية اليمني، التأكيد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بإجراءات صارمة لوضع حد لتعنت الميليشيات الحوثية ورفضها لكافة الجهود الهادفة الى تحقيق السلام، واستمرار عدوانها على الشعب اليمني وزعزعتها لاستقرار وأمن المنطقة.
وأشار بن مبارك إلى استمرار الهجمات الإرهابية المتواصلة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي على محافظة مأرب وتسببت في سقوط العديد من الضحايا المدنيين خاصة من النساء والأطفال، لافتاً إلى القيود التي تفرضها ميليشيات الحوثي على إيصال المواد الغذائية والطبية والمشتقات النفطية للمواطنين الساكنين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، الأمر الذي يفاقم من الحالة الإنسانية المتدهورة أصلاً. وفي وقت حذر وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، من خطر وقوع الكارثة المحتملة الخاصة بخزان النفط العائم صافر قبالة سواحل الحديدة، والتداعيات الناجمة على المستويات البيئية والإنسانية والاقتصادية، سواء على اليمن أو دول المنطقة، دعا رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة اليمنية السابق الدكتور عبد القادر الخراز، إلى ضرورة وجود تحرك دولي لمعالجة القنبلة العائمة “صافر”، نظراً للمخاطر الكبيرة التي من الممكن أن تسببها كمية النفط الموجودة بها، وكذلك تأثيرها على التنوع البحري الموجود فى المنطقة.
وأشار الخراز، إلى أن جميع التجهيزات على السفينة متوقفة حالياً وهناك مخاطر من انفجارها بسبب عدم وجود الغاز الخامل إلى جانب التسريبات فى المياه التي حدثت أكثر من مرة، كما أن هناك كميات كبيرة من النفط تسربت فى البحر وللأسف لم يعلن عنها من قبل المليشيا الحوثية، مؤكداً أن الوضع الحالي ينذر بكارثة بيئية.
من جهة ثانية، تستمر هجمات ميليشيات الحوثي على محافظة مأرب، على الرغم من التحذيرات الأممية والدولية من تعريض مصير آلاف النازحين للخطر، بينما كشفت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين أن نحو 130 ألف طفل وطفلة ممن يعيشون في مخيمات النزوح لن يتمكنوا هذا العام من مواصلة تعليمهم. وعزى المسؤولون السبب في ذلك إلى “أن مدارس المدينة تجاوزت الطاقة الاستيعابية لها بكثير”، إثر تدفق المزيد من النازحين هربا من الهجمات الحوثية. فيما تسعى السلطات المحلية وإدارة مخيمات النازحين لافتتاح فصول دراسية في الهواء الطلق، كي لا يضيع على هؤلاء الصغار العام الدراسي الجديد.