جدة – البلاد
تقطع الولايات المتحدة الأمريكية كل السبل أمام الانتهاكات الإيرانية بفرض عقوبات مغلظة على مسؤولين وكيانات تهرب النفط وشبكات استخبارات تستهدف الناشطين السياسيين في بلدان أخرى، حيث كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الاستخبارات الإيرانية خططت لخطف مواطنة أمريكية على أرض أمريكية “لإسكات انتقاداتها”.
وقال بلينكن في تغريدة عبر “تويتر”: “نفرض عقوبات على مسؤول إيراني كبير و3 جهات لنثبت أننا لن نتسامح مع مثل هذه المحاولات”، فيما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها فرضت عقوبات على شبكة استخبارات إيرانية اتهمتها باستهداف ناشط ومعارضين إيرانيين في بلدان أخرى، موضحة أن الشبكة الإيرانية جزء من “حملة واسعة النطاق لإسكات منتقدي الحكومة الإيرانية”، مشددة على أن استهداف المعارضين في الخارج يدل على أن “قمع النظام الإيراني يتجاوز حدود بلاده”، مؤكدة أن واشنطن ستستمر في محاسبة “الحكومات الاستبدادية” التي تلجأ إلى القمع العابر للحدود سواء لاستهداف المنشقين أو الصحفيين أو قادة المعارضة. وبينت الخارجية الأمريكية أن المسؤول البارز في الاستخبارات الإيرانية علي رضا فرحاني يقود شبكة العملاء هذه لاستهداف منشقين إيرانيين في بلدان منها أمريكا وبريطانيا وكندا، فيما تتهم منظمات دولية وحقوقية عدة السلطات الإيرانية بخطف وملاحقة معارضي الخارج بغية تكميم أفواههم، حتى أن بعض القضايا بلغت تفجير اجتماعات للمعارضة، كما حصل في قضية الدبلوماسي الإيراني الموقوف في بلجيكا أسد الله أسدي.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، فرضت الجمعة عقوبات على 4 مسؤولين في المخابرات الإيرانية، مبينة أن المسؤولين الإيرانيين هم “علي رضا فرحاني، محمود خزين، عميد نوري، وكيا صادقي”. وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، إن “الأربع مسؤولين متهمين باستهداف الأمريكيين والإيرانيين المنشقين خارج إيران في إطار حملة واسعة لتكميم أفواه منتقدي الحكومة الإيرانية”.
ويستمر نظام طهران في الترهيب والتصفية الجسدية والمضايقات عابرة الحدود لتلاحق معارضي إيران بالخارج، في قمع عابر للحدود يستهدف استئصال الانتقادات، بينما وثقت منظمة “فريدوم هاوس”، 608 حالات من المضايقات الحكومية وترهيب النشطاء الأجانب. وفي تقرير، قالت المنظمة التي تتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا لها، إن النظام الإيراني استأنف حملته ضد المعارضين في الخارج بطرق مختلفة، بما في ذلك اختطافه.
وأوضح التقرير أنه يتم في العديد من البلدان، استخدام أدوات وأساليب مختلفة لقمع المعارضين والنشطاء الأجانب والضغط عليهم، انطلاقا من التهديدات أو المضايقات السيبرانية، إلى إعلام العملاء وتعقبهم والتحكم بهم.
ولوقف مراوغات إيران فيما يخص الملف النووي، أكدت واشنطن أنها لن تنتظر للأبد قرار إيران حول مفاوضات النووي، مبينة أنها لم تتلق بعد أي جواب من طهران بشأن استئناف المفاوضات النووية.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، روبرت مالي، وفقا لوكالة “بلومبيرغ”: “لا يمكننا الانتظار إلى الأبد بينما تواصل إيران تقدمها النووي”، إلا أنه أكد في الوقت عينه أن بلاده مستعدة لمواصلة المحادثات غير المباشرة التي انطلقت في أبريل الماضي في فيينا.
وفي الداخل الإيراني، شهدت العاصمة الإيرانية، أمس، تجمعاً واسعاً للمطالبة بالتوظيف وفرص عمل، منددين بتزايد البطالة، إذ خرج عدد كبير من الناجحين في امتحان التوظيف في وزارة التربية والتعليم والمعروفين بـ”أصحاب السجل الأخضر” إلى الشارع وتوجهوا نحو مبنى وزارة التربية في طهران احتجاجاً على عدم توظيفهم. وطالب المتظاهرون بإتاحة فرص العمل لهم في مجال التعليم، بعد نجاحهم في الامتحان منذ أشهر طويلة. وتعود قضية هؤلاء إلى العام الماضي، وكانوا قد نظموا حينها عدة مسيرات احتجاجية سعياً لتحقيق مطالبهم، لكن مشاكلهم لا تزال عالقة، فيما تدير السلطات الآذان الصماء.