البلاد – مها العواودة – رانيا الوجيه
يلعب الدعاة دوراً مهما في توعية المجتمع ضد الأفكار المتطرفة، لبناء جيل وسطي معتدل، لذلك شدد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية عواد بن سبتي العنزي، أن قدر المملكة ورسالتها هي خدمة الإسلام والمسلمين بالعالم، وتقديم الغالي والنفيس في سبيل خدمتهم، مؤكدا خلال لقائه بالدعاة في المالديف، أهمية أن يكونوا على قدر من المسؤولية، وأن يكونوا دعاة إلى الله سبحانه لا ينطوون تحت طائفة أو حزب أو تكتل، وبعيدين عن الغلو والتشدد والتطرف، داعيا لمنهج الوسطية والاعتدال.
وقال الداعية الإسلامي الدكتور محمد السبر لـ”البلاد”: على المسلم – خاصة الشاب – أن يحتاط لدينه، ويحافظ على عقله ومجتمعه من كتب المبتدعة والخوارج، فالشُّبه خطافة، وقد تتمكن من العقل ويصعب إخراجها، وليتق الله من ينشر أو يروج شبه المبتدعة والخوارج بين الناس – خاصة الشباب الذين لم يتمكنوا من العلم؛ ففي الغالب لا يسلم عقلُ مَنْ أكثر النظر في كتب المبتدعة، فلا يخلو من لوثة والعياذ بالله، إلا من عصمه الله بالعلم والسنة والحكمة”، مشددا على ضرورة فحص مكتبات المساجد والجوامع وملحقاتها وما تحتويه من كتب أومجلات أو منشورات وتنقيتها من أي إصدارات تتبنى فكرا مخالفا لمنهج أهل السنة والجماعة أو تتبنى فكرا متشددا أو تنتمي لأي جماعة متطرفة أو مبتدعة وما يحسب على مهدادات الأمن الفكري والمجتمعي من منهج الخوارج والجماعات والفرق ذات التنظيم والبيعة التي جرمتها الدولة وحذر منها بيان هيئة كبار العلماء كجماعة الإخوان المسلمين وداعش وغيرها.
ويرى المشرف العام على وحدة التوعية الفكرية بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور محمد بن علي بن صالح الغامدي، أن الأمن أحد ضرورات الحياة التي لا تستقيم إلا بها، وأحد ركائز صلاح حال الدين والدنيا؛ فهو عماد قيام الدين؛ وعمدة قوام حياة الناس؛ فبدون الأمن لا يهنأ عابد بعبادته؛ وبدون الأمن لا يهنأ عيشٌ لإنسان في هذه الحياة؛ فيصبح فؤاده مرتقباً لكل حادثة في كل وقت؛ فلا يهنأ بطعام ولا بنوم، مؤكدا أن الأمن ركيزة أساسية لصلاح حال الدين والدنيا، والضرورات الخمسة التي أتت الشرائع لحمايتها وصيانتها لا يمكن بحال أن يُحافظ عليها في حال انعدام الأمن. وأضاف “عندما نتحدث عن مصطلح (الأمن الفكري)، فإننا نعني به السعي إلى تحقيق الحماية التامة لفكر الإنسان من الانحراف أو الخروج عن الوسطية والاعتدال، ونعني به كذلك حماية المنظومة العقدية والثقافية والأخلاقية والأمنية في مواجهة كل فكر أو معتقد منحرف أو متطرف وما يتبعه من سلوك”.
ولفت الغامدي، إلى أن توجيه وزارة الشؤون الإسلامية للخطباء والدعاة بضرورة العناية بهذا الجانب – في محله الصحيح-، ابتداءً من تلقيهم للدورات التي تتناول قضايا الأمن الفكري بالتوضيح والبيان، ثم حرصهم على بثّ هذه الروح من خلال منابرهم التي تشرفوا باعتلائها، وتابع “إذ لايخفى على أحدٍ أهمية دور المسجد والرسالة العظيمة التي يضطلع بها المنبرُ، خصوصا أن الخطاب المنبري أحد أهم وأسرع وسائل التأثير على المتلقي إذا أُحسن إعداده وصياغته، فكلما كان الخطاب يحاكي الواقع الراهن وفق متطلبات العصر ولغته كان الخطيب أسرع إلى الوصول إلى ذهن السامع. ويجب على الإمام والخطيب أن يعي ضخامة المسؤولية الكبيرة التي تقع على كاهله، وخاصة في هذا الوقت الراهن الذي تتجاذب كثيرًا من الناس التياراتُ الفكرية المنحرفة، إلى جانب ما يكيده أعداء الأمة من مؤامرات لتشكيكهم في دينهم”.
إلى ذلك، قال المستشار القضائي الدكتور صالح بن سعد الليحدان: “أرى أن تكثف وزارة الشؤون الإسلامية المتابعة والمراقبة على مكتبات المساجد وما تحتويه، وفيما يتعلق بأئمة المساجد والمؤذنين يرى أهمية قصوى لالتحاقهم بدورات الأمن الفكري والأمن العقلي، ودورات علمية في المساجد حتى يؤدوا دورهم المهم في إيصال رسالة “المواطنة الصالحة”.