جدة ـ نجود النهدي
انتشرت مؤخراً حملات ترويجية لبيع الأدوية والمكملات الغذائية عبر مواقع الإنترنت، وهو ما لاقى إقبالاً من البعض في محاولة للاستفادة من أسعارها المنخفضة وخدمة التوصيل إلى المنازل إضافة إلى توافر كل أنواع الأدوية المطلوبة للمرضى، متجاهلين التحقق من مصدرها ومعرفة آثارها الجانبية التي ربما تصل إلى درجات تهدد الحياة.
وفيما تحذر الهيئة العامة للغذاء والدواء من شراء المنتجات الطبية عبر الإنترنت لما تشكله من خطر على الصحة لعدم توافر وسائل تأكيد الجودة والفاعلية للدواء، أو توافر تعليمات الاستخدام الخاصة بالدواء، وغياب تأكيد الجودة، إلى جانب أنّ المنتج قد يتخطى الإجراءات القانونية، وقد تكون المنتجات مغشوشة ومضرة للصحة، أكد مختصون ان شراء الادوية عبر الانترنت محفوف بالمخاطر خصوصا من ناحية تغليف الادوية وربما تعرضها لعوامل الطقس فضلا عن ان هناك شركات وهمية تقوم بتصنيع الادوية المطلوبة في الاسواق العالمية الامر الذي يضر بالمرضى.
وفي هذا السياق قال أستاذ علم الدواء المساعد ورئيس قسم الصيدلة بجامعة الملك خالد الدكتور علي بن مسفر القحطاني بداية ما هي أخطر الأدوية الممنوع شراؤها عبر الإنترنت؛ الحقيقة أن جميع الأدوية التي تتطلب وصفة طبية يعتبر شراؤها عبر الانترنت خطر.. ولعل من أبرز تلك الأدوية المقيدة “الخاضعة للرقابة” لأن الكثير منها يُهدد بالوفاة.
واستطرد أن الهيئة العامة للغذاء والدواء حذرت عدة مرات من شراء الادوية والمستحضرات الطبية والعشبية عن طريق الانترنت ولا سيما تلك المواقع المشبوهة التي تكون منتجاتها مجهولة المصدر أو لا يوجد لها تسجيل في الهيئة، لكن إذا دعت الحاجة لأي سبب من الأسباب للشراء فلا بد من التأكد أن الموقع مصرح له وأن الدواء أو المستحضر مسجل ومصرح به. وحول كيفية معرفة المصادر المأمونة لشراء الأدوية عبر الإنترنت قال: حقيقة لا اشجع لشراء الادوية عن طريق الإنترنت لعدة أسباب ولعل من أهمها أن العديد من الأدوية تتطلب حالات تخزين محددة وبعضها يتأثر بشكل كبير عند تعرضها لأشعة الشمس، لكن لعل من أهم المواقع الموثوقة لشراء الأدوية عن طريق الإنترنت هو عن طريق المواقع الإلكترونية التابعة لشركات الأدوية والصيدليات التجارية والتي تمتلك سجلا تجاريا معتمدا.
خبرة كافية
واضاف الدكتور على القحطاني بقوله : انصح الأشخاص الذين يشترون الادوية من الإنترنت بضرورة البحث جيدا في الصيدليات المجاورة حيث ان الصيادلة لهم الخبرة الكافية في مسألة تخزين وحفظ الأدوية بشكل صحيح، ونصيحتي الأخرى أن الدواء أو المستحضر الطبي الذي يفيد غيرك قد لا يُفيدك وقد يكون ضرره عليه أكبر، وإن كانت الدواعي للاستخدام واحدة إلا أن هناك فروقات جينية وصحية بينك وبين الاخرين، فقد تكون جرعة الآخرين لا تناسبك وقد تصل إلى مرحلة السمية لديك، أيضا تأكد أن هناك شركات وهمية ومغشوشة تقوم بتصنيع أدوية مشابهة في الشكل لأدوية أخرى، ولكنها لا تحتوي على المادة الفعالة فتكون من غير فائدة.
وصفة طبية
ومن جانب آخر ذكر استشاري طب الأسرة وطب النوم مانع مبارك الشهراني إن الأصل في استخدام أي دواء أو مستحضر طبي هو أن يكون معترفا به من هيئة الدواء والغذاء وأن يكون بوصفة طبية وتحت إشراف طبي، من ناحية الوصفات الطبية هناك وصفة طبية يمكن وصفها مباشرة من قبل الطبيب المختص مثل المضادات الحيوية، وهناك وصفات طبية مقيدة لابد أن تكون من تخصصات معينة وبجرعات وكميات معينة لفترة محددة ولتشخيص معين كبعض الأدوية النفسية والعصبية وبعض الادوية الخاصة باضطرابات النوم ولها نموذج خاص أو وصفة خاصة بها وغالبا لا توجد إلا في صيدليات المستشفيات لوجود تنظيم خاص بها، هناك بعض الأدوية التي قد لا تحتاج وصفة طبية تسمى over counter medication مثل البندول وغيره، عند شراء أية أدوية لابد أن تكون بمشورة طبية وبإلمام تام لدواعي الاستخدام وطريقة الاستخدام والأضرار الجانبية والتأكد من أن هذا الدواء مجاز من هيئة الدواء والغذاء بالرجوع لموقعهم وقنوات التواصل الخاصة بهم.
مخاطر جمة
الصيدلي بوزارة الصحة عبد الرحمن ساعد السويعدي قال نظراً لأن الكثير من الأشخاص يستخدمون الإنترنت لفهم مشكلاتهم الصحية وتشخيص أنفسهم، فإن البعض أيضا يستخدم الإنترنت لشراء الأدوية التي تستلزم وصفة طبية. لكن العديد من صيدليات الإنترنت غير مسجلة في الجهات الصحية التشريعية والرقابية وغير موثوقة، لذا فإن الشراء منها قد يكون غير آمن.
بعض الأدوية، مثل الأدوية الخافضة للكوليسترول وكثير من المستحضرات الطبية للبشرة، غالبًا ما تباع بسعر رخيص عبر الإنترنت وبدون وصفة طبية من الطبيب أو نصيحة من الصيدلي.
لكن هذا محفوف بالكثير من المخاطر لأنه ينبغي تناول الدواء تحت إشراف رعاية صحية. لأن إرشاداتهم حول ما إذا كان الدواء مناسبًا لك، والجرعة، والآثار الجانبية المحتملة، وأي تفاعلات ضارة مع الأدوية الأخرى أمر في غاية الأهمية. بل قد يكون الدواء من موقع الإنترنت غير موثوق وخطيراً على صحتك لأنه قد يكون منتهي الصلاحية أو مخففًا وفعاليته معدومة أو يتضمن مواد مضافة غير آمنة أو مزيفا كما يحدث كثيراً في السوق السوداء.
والطريق الأسلم والأكثر مأمونية لطلب الأدوية عن طريق الانترنت سواءً كان لحاجة عدم توفره بالسوق السعودي أو للفرق في السعر – هو باتباع الخطوات التالية:
أخذ الدواء بناءً على وصفة طبية وتشخيص طبي واضح وعدم الاجتهاد في التشخيص الذاتي ،وطلب الدواء من صيدليات عالمية معروفة وموثوقة في الدول التي تنتمي لها طلب فسح الدواء عن طريق الهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة وذلك للسماح بالشحنة بالوصول إليك من خلال المنافذ الجمركية.
مجهولة المصدر
من جهته أوضح طبيب الأسرة محمد سعود الفقيه هناك العديد من الادوية الخطيرة التي يمكن ان تكون خطرة على صحة الانسان وقد تكون أخطرها هي الأدوية التي لا يعلم مصدرها (مجهولة المصدر) ولا تعرف مكوناتها ولا تحتوي على باركود ليتمكن المشتري من البحث عن مصادر ومكونات هذا الدواء، ومن اشهر هذه الادوية هي الادوية التي تهتم بانقاص الوزن او اطالة الشعر، نظرا لعدم وجوب اظهار وصفة طبية عند الشراء مما يزيد من فرص التلاعب بالمواد الفعالة المكونة للدواء أما بالزيادة مما يزيد من خطر الدواء أو نقص في المادة الفعالة مما يسبب عدم الفائدة. حيث إنه في عام ٢٠١٧ وضعت الهيئة العامة للغذاء والدواء متطلبات لاستيراد الأدوية للاستخدام الشخصي على موقعهم الرسمي ووضعت ملاحظات مهمة منها على صاحب الطلب التأكد من المصادر الموثوقة والمرخصة في بلد الشراء ويحب ان يتم الشحن مباشرة للمملكة العربية السعودية. كما يجب استشارة طبيبك الخاص قبل طلب اي منتج سواء كان بوصفة طبية او بدون وصفة طبية. ولا يسمح بنقل الادوية المخدرة والخاضعة للرقابة. من ناحية اخرى لا تضمن الهيئة سلامة وفعالية وجودة الادوية ، كما أن الكمية المسموح بفسحها تكفي لمدة ٣ أشهر كحد اقصى. والهيئة لا تسمح بدخول المستحضرات ذات الادعاءات الطبية المضللة وغير المثبتة علميا مثل (تخفيف الوزن، زيادة الوزن وغيرها)، اللقاحات ومشتقات الدم.
مسكنات الألم
وقال طالب الصيدلة الاكلينيكية خالد عبد الله البشري إن الأدوية الممنوع شراؤها عبر الإنترنت؛ تتمثل في العقاقير النفسية والعقلية، والمضادات الحيوية، والمنشطات، المهدئات، ومسكنات الألم لافتا إلى ان المواقع الأجنبية لا نعلم مدى حرصهم على تغليف الدواء الامن الذي يحميه من الضرر والتلف فالأفضل الشراء من المواقع السعودية، ونصيحتي انه لا بد من استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل الشراء والاستخدام لأنه استخدام الدواء بطريقة خاطئة مضر بالصحة.
لا للإعلانات المضللة
تحذر الهيئة العامة للغذاء والدواء من شراء الأدوية والمستحضرات الصحية والعشبية عن طريق الانترنت, كما تحذر من الانسياق وراء الإعلانات المظللة في بعض المواقع الإلكترونية في شبكة الإنترنت, والتي تقوم ببيع الأدوية والمستحضرات الصحية والعشبية مجهولة المصدر وغير المسجلة بالهيئة، حيث أن هذه الأدوية والمستحضرات قد تكون ذات خطورة بالغة لعدم معرفة محتواها من المواد الصيدلانية، بالإضافة إلى غياب وسائل تأكيد الجودة والفاعلية للمستحضر.
كما أن نسبة كبيرة من هذه المستحضرات مغشوشة بمواد أخرى أو خالية من المواد الفعالة، وقد يؤدى استخدامها إلى تفاقم الحالات المرضية التي قد تصل إلى حد الوفاة لا سمح الله.
كما تؤكد الهيئة في بيانها التحذيري عبر وسائل الإعلام انه نظراً لخطورة تلك المواقع فإن الهيئة ومن خلال مفتشيها تقوم برصد المواقع الإلكترونية التي تروج للمستحضرات المجهولة وغير المسجلة وتقوم بمتابعة من يسوقها داخل المملكة.