جدة ـ ياسر بن يوسف
أكد عدد من رجال الأعمال والمستثمرين أهمية إنشاء استراحات متكاملة الخدمات على الطرق السريعة، تخدم المسافرين من المواطنين والمقيمين والزائرين، عبر تقديم خدمات ذات جودة عالية، وطالبوا بدراسة التجارب في العالم التي حولت استراحات الطرق إلى منتجعات سياحية فاخرة وقيمتها الاقتصادية المضافة.
وطالبوا في تصريحات لـ”البلاد” ، القطاع الخاص على ضخ وتطوير استثماراته ، حيث يوجد أكثر من 1,200 استراحة قائمة على شبكة الطرق السريعة بأطوالها الممتدة لآلاف الكيلومترات، والحركة المرورية بين المدن التي تبلغ نحو مليوني مركبة يوميا بحسب الإحصاءات الرسمية.
يقول رئيس لجنة النقل البري في غرفة جدة سعيد البسامي: لدينا أفكار ودراسات عالية المستوى لاستثمار الطرق السريعة من خلال الاستراحات المتطورة ، كما يمكن الاستفادة من التجربة اليابانية وغيرها في هذا المجال، حيث حولوا الاستراحات من مجرد محطات بنزين تقام بجانبها مواقف سيارات ودورات مياه ومطاعم، إلى منتجعات صغيرة وغرف للمبيت ومناطق ألعاب وغيرها من الخدمات المختلفة ، لتتغيير من مجرد أماكن راحة من عناء الطريق إلى مشاريع ترفيهية تجتذب أعدداً كبيرة من المسافرين.
ويضيف: أصبحت هناك استراحات تقدم برامج سياحية حيث توقف سيارتك الخاصة في الاستراحة ، وتستقل حافلة سياحية من الطريق السريع لزيارة الأماكن السياحية المجاورة وغيرها من البرامج التي يمكن الاشتراك بها، ليس هذا فقط، بل يوجد في استراحات الطرق الترفيهية الشاملة بعض أنواع الخبز والحلوى الخاصة والتي لا تباع في أي مكان آخر كذلك علب الطعام الخاصة بكل منطقة وفروع المطاعم الشهيرة، إلى جانب العديد من الخدمات مثل أماكن للتنزه، وصالات لمشاهدة المناظر الطبيعية.
ويؤكد أن استراحات الطرق تحولت من مركز بسيط للخدمات إلى مناطق ترفيهية شاملة تنال الإعجاب والترحيب، وخصوصاً بعد خصخصة القطاع العام للطرق في اليابان والذي اهتم بالأرباح بطبيعة الحال ليبدأ في تقديم المزيد من الخدمات التي تلبي الاحتياجات المختلفة للعملاء والزبائن، ويجري دعمها ماليا من أجل إقامة استراحات نموذجية متعددة الأغراض تضم (موتيلات) صغيرة قليلة التكلفة وكافيهات للمسافر وغيره من راغبي الراحة لبعض الوقت ، أو البعد عن ضجيج، ومحبي النزهة الخلوية.
مهرجانات ترفيه
ويطالب المستثمر في قطاع الترفيه محمد الخلف بأن تشمل المهرجانات والمواسم الترفيهية التي تقام بمختلف المدن الطرق السريعة، ويقول: لو تُركت نشاطات الاستراحات من هذا النوع لمجموعة تجارية من أهل كل منطقة تمر بها أو حولها طرق سريعة، سنرى الإنفاق على المهرجانات والقدرة على إدارتها في مواسم عديدة، امتدادا لبرامج وأنشطة المدينة أو المنطقة سياحيا.
ويضيف: لو بادر رجال أعمال وجهات رسمية والغرفة التجارية في منطقتهم والهيئة العامة للسياحة بتولي تجربة كهذه ، فستكون بداية عمل استثماري ودعائي مبهج للوطن الذي يمر بطرقه ملايين المسافرين يوميا وكذلك العابرون من الحجاج والمعتمرين والزائرين، فيجدون المياه النظيفة وأماكن الصلاة والراحة والمبيت إن رغبوا، وتكون أيضا مصدر دعم وإسناد لأمن الطرق الساهرين على أمن وسلامة مرتادي الطرق.
وشدد الخلف على إقامة هذه المشاريع التي تقدم خدمات متكاملة على الطرق بين المدن، تساهم في انخفاض معدل الحوادث للمسافرين التي تنجم عن التعب والارهاق، من خلال توفير وحدات سكنية لاقامة ليلة أو أكثر بها، داعياً أن يشمل المشروع وحدات سكنية وخدماتها، محل وجبات خفيفة و عصائر، مركز اسعافات أولية، سكن العاملين والمخازن، مطاعم متطورة ، محلات مشروبات، مطبخ، متجر تموينات، مواقف للسيارات، دورات مياه ، مصلى، غرف الادارة و الخدمة.
فرص استثمارية
من جهته، حث المستثمر في التطوير العقاري احمد الرويلي على تطوير استراحة الطرق بجميع خطوط النقل الحيوية بالمملكة بالتعاون بين القطاع الخاص وجهات حكومية، وأكد أن تخصيص وتطوير مناطق الاستراحات له العديد من الآثار الإيجابية على منظومة النقل من حيث الأمن والسلامة وتقلل من الحوادث من جهة ورفع كفاءة السائقين من جهة أخرى، مشيرا إلى أن بعض الطرق الرئيسية في الوقت الحالي تفتقد إلى وجود مناطق استراحة مجهزة كافية ونزل للإقامة، ومطاعم وخدمات صيانة سريعة بما يتناسب مع احتياجات المسافرين اليومية.
وأكد الرويلي أن من شأن استثمار هذه الفرصة سيؤدي إلى خلق فرص استثمارية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في هذا المجال، وتطوير البنية التحتية وبيئة العمل الخاصة بقطاع النقل وتشجيع الاستثمار في هذا المجال، والذي سينعكس إيجاباً على توليد وظائف وتطوير الخدمات المقدمة لقطاع النقل البري، وكذلك إنشاء مواقف للشاحنات على طول الطرق المخصصة للنقل الثقيل وتزويدها بالخدمات للسائقين بعد كل 50 كلم على طول الطرق الحيوية ، ومواقف خاصة خارج المدن وإيصال الخدمات لها على أن تكون متصلة بالطرق الرئيسية.