جدة ــ حليمة أحمد
اهتمت الكثير من الدراسات والإحصائيات والحقائق المهمة بالألعاب الإلكترونية، وتأثيراتها المباشرة على سلوك مستخدميها، وفهم آثارها المتفاوتة على فئة الشباب والأطفال والمراهقين، في ظل ما تشهده تلك الألعاب من إقبال كبير من خلال نظامها التفاعلي والتقنية المتطورة المستخدمة في تنفيذها وصناعتها.
واعتاد فئات كثيرة من المجتمع، على ممارسة تلك الألعاب وإعطائها مساحة كبيرة من الوقت، حيث جعلت التعايش معها ومع مراحلها وأطوارها من أهم الأسباب للاستمرار لفترات زمنية طويلة يقضيها معظمهم لتحقيق المطلوب عند كل مستوى يمر عليه، فيما تنوعت ممارسة تلك الألعاب من خلال المنازل، أو عبر أجهزة الهواتف المحمولة، والمواقع والمنصات الإلكترونية الخاصة بها بقصد التسلية والترفيه، والتواصل مع الآخرين، والتنافس عبر الأونلاين وما يشكله ذلك من خطرٍ عليهم وإمكانية استغلالهم وبخاصة صغار السن.
ومن الشباب المهتمين بتطوير الالعاب الالكترونية سلطان الجربا الذي يحكي عن بداياته معها بقوله : تخصصي تقنية معلومات بدأت تعلم تطوير الألعاب عام 2017 ومنذ البداية أحببت هذا المجال لكن حصل لي نوع من التشتت لأنني لم أكن أعرف ما هي بيئة التطوير المناسبة لي ، لذلك تعلمت في أكثر من ثلاث بيئات مختلفة ، ثم طورت لعبتي الأولى في بيئة واحدة واللعبتين الاخريين في بيئة مختلفة ، والألعاب التي طورتها ” كل المتاهة ” وهي اول لعبة طورتها ، ” تمرير ” ، “سوتر” ، وكانت تجربة تطوير الألعاب ممتعة ومثيرة. وعن خطوات تطوير الألعاب التي عمل بها قال: في البداية لا بد من البحث عن الفكرة ، وتصميم الشعار وواجهته ، وإيجاد البيئة المناسبة لها ، والتطوير والبرمجة ، والتأكد من إمكانية لعب اللعبة في جميع الظروف ومحاولة حل جميع مشاكلها ، ومشاركة اللعبة مع المهتمين في هذا المجال للتأكد من جاهزيتها للإطلاق ،ونشرها على App Store، Play store ، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي ومحاولة الحصول على العدد المناسب من التنزيلات لها، وتظهر أحيانًا بعض المشكلات بعد الإطلاق العام ويتم حلها ونشر تحديث نهائي. وحول مزايا تطوير الالعاب قال: المتعة في تحويل الأفكار إلى واقع ، ويعتمد بعض الأشخاص من خلال تطوير الألعاب عليه كمصدر رزق من خلال توفير بعض عمليات الشراء داخل اللعبة أو عرض إعلانات داخلها ، ويفكر الجربا جديا في تطوير ألعاب تعليمية عربية تستهدف جميع الأعمار. وعن التحديات التي واجهها وكيف تغلب عليها قال: اكبرها كان البحث عن بيئة التطوير المناسبة ، وعن دورات عبر الإنترنت باللغة العربية ، والحصول على العدد المناسب من التنزيلات ، وتمكنت من التغلب عليها من خلال تجربة بيئات تطوير متعددة ثم الحصول على بيئة مناسبة ، وبسبب قلة الدورات التعليمية باللغة العربية اعتمدت على دورات باللغة الإنجليزية ،ونشر اللعبة بشكل مستمر على مواقع التواصل والاعتماد على اعلانات المشاهير.
وأشار إلى أن الجهات والشركات التي تحتاج إلى تطوير الألعاب هي الترفيه، وأن أطول فترة طور فيها لعبة كانت 4 أشهر بسبب افتقاره للمعرفة والخبرة ، بينما استغرق في الالعاب الاخرى شهرًا واحدًا فقط.
وبخصوص الأدوات المستخدمة في تطوير الألعاب قال: تصميم واجهات وشعارات الألعاب في photoshop و illustrator ، وبيئات التطوير التي استخدمها buildbox ، construct, unity 3d.
ولفت إلى أنه بعد دخوله مجال تطوير الألعاب وحضوره أكثر من فعالية تتعلق بمطوري الألعاب، وجد إقبالاً جميلاً وخبرات رائعة من الشباب في هذا المجال.
وعن طموحاته المستقبلية قال: تجميع فريق متميز وتطوير ألعاب موجهة لجميع الفئات، والتنافس على انتشار الألعاب التي نطورها على المستوى العالمي.
وينصح من يرغب في دخول المجال قائلاً: ابدأ في تطوير ألعاب بسيطة 2d التي لا تعتمد على البرمجة مثل: buildbox construct ، ثم الانتقال تدريجياً إلى تطوير الألعاب بشكل أفضل للعبة في البيئات الاحترافية. مثل: unity 3d ، unreal engine ، وتجربة أكثر من بيئة للحصول على البيئة المناسبة لك، والتطوير المستمر.