في خضم حديث المعلق والناقد الكبير الأستاذ نبيل نقشبندي عن التعليق في البرنامج الإذاعي (بين اثنين) تحدث عن حال التعليق والمعلقين حيث ذكر أن المعلقين أصبحوا يركزون على السجع والمبالغة في الوصف بطريقة جعلت التعليق أمًرا متكلفًا، وأزيد على كلامه أن الكثير من الجماهير أصبحت تميل إلى إغلاق الصوت والاكتفاء بالمشاهدة.
للأسف الشديد، تحول التعليق الرياضي إلى حصص من الصراخ، ففي اعتقاد المعلق أن ما يضفي الحماس على اللقاء ويحمس المشاهد أو نوع آخر من التعليق يجعلك تحس أنك في إحدى حصص البلاغة لمدرس غير متمكن، فختم الجُمَل و بدئها بكلمات متقاربة ليس لها علاقة بسياق الجملة أو ببعضها البعض هو من السجع المبالغ به، وآخرون يكيلون قصائد المديح للاعبين والرؤساء بدون أي مناسبة ودون احترام لجماهير المنافس… انتهاء إلى من هم في رأيي الأسوأ وهم من يقلدون الأسماء الكبيرة- ليس فقط في الأسلوب- ولكن حتى نبرة الصوت مما نتج عنه نسخة مملة من المعلق الأصلي.
إن التعليق ليس بالأمر السهل، فهو يعتمد على المعرفة الموسوعية والقدرة على وضعها في الكلمات الصحيحة في لحظات غير متوقعة ، بالإضافة إلى الإحساس بالحدث، فعلى المعلق أن يكمل الصورة وذلك أمر شاق فهو ليس لديه سيناريو مكتوب مسبقاً، وعليه اتخاذ القرارات في أسرع وقت ثم إبداء الرأي إضافة إلى أنه في مدارس التعليق التقليدية لدينا في العالم العربي يكون المعلق منفردًا ولكن عالمياً أصبح المعلقون المساعدون أكثر انتشارًا حيث يقدمون وجهة نظر مختلفة عن الفروق الدقيقة في اللعبة ليقوم بتشريحها وغالباً ما يكون لاعبا سابقا.
أصبح التعليق محوريًا في تجربة المشاهدة والاستماع والطريقة التي يتم بها تسجيل لحظات كرة القدم وتذكرها ، وعلى المعلق محاولة عكس المشاعر السائدة في تلك اللحظة كُلً بطريقته الخاصة المتفردة، والخالية من المبالغة.
بُعد آخر
المعلق الرياضي ستيف كرام في الألعاب الأولمبية عندما فاز العداء البريطاني محمد فرح بميداليته الذهبية الثانية، وعند تجاوز فرح الخط منتصراً علق كرام بكلمة مؤثرة ومختصرة قائلاً “جميلة”.
MohammedAAmri@