جدة – نجود النهدي
مع العد التنازلي لعودة المدارس أكد عدد من المختصين ضرورة ايجاد آلية للتعامل مع الطفل الخجول ودمجه مع اقرانه بالتدريج ، لافتين في الوقت نفسه إلى انه يجب عدم تكليف الطفل الخجول بأدوار كبيرة في القصل أو الاذاعة المدرسية بحيث يجب تكليفه اولا بالمهام الصغيرة كما انه يمكن دمج الخجول مع اقرانه خطوة بخطوة ومن ثم منحه الثقه بغد ذلك .
وفي هذا السياق أوضح المستشار التربوي عبد اللطيف الحمادي أن الطفل الخجول لديه حالة عاطفية مفرطة وشعور بالنقص، وهو طفل متردد في قراراته منعزلا، يرغب بالجلوس لوحده دائما لا يستطيع التكيف ومخالطة الآخرين وهنا نستعرض بعض الأسباب التي تجعل الطفل يميل إلى الخجل وتتمثل في الأطفال الذين يعانون من حرمان لاحتياجاتهم الأساسية مثل المأكل والمشرب والنوم ، الخوف الزائدة في حماية الطفل من الوالدين وحرمانه من اللعب مع اقارنه بحجة الخوف عليه فهذا التصرف غير التربوي يساعد في نمو الخجل لدى الطفل، حيث ينشأ الأبناء ولديهم خوف من كل ما يحيط بهم سواء في الشارع أو مع الأقران، ويتولد لديهم شعور أن المكان الآمن الوحيد لهم هو وجودهم بجوار الأم.
فضلا عن عيوب الطفل الجسمية مثل قصر القامة او السمنة وهنا لابد من إعطاء الثقة للأطفال وتقبلهم لذواتهم.
رابعًا: التدليل الزائد في التربية وتلبية كل ما يطلبه الطفل من جانب الوالدين، وعدم ترك الطفل يعتمد على نفسه.
واضاف أن على الوالدين توفير الحب والحنان، واشعارهم بالأمان دائما والتعامل معهم بلطف ونصحهم وارشادهم بأسلوب لين وتربوي والبعد عن القسوة والشدة في التعامل والضرب لأن ذلك يهدم ويكسر شخصية الطفل.
ومن جانب آخر قالت أخصائية التحليل السلوكي” إسراء دوران أن كثيراً من الاطفال لديهم الخجل الاجتماعي لأسباب عدة، وقبل البدء بأي خطة يجب علينا معرفة أسباب الخجل عند الطفل أو أي مشكلة سلوكية أخرى، وبعد معرفه الأسباب نبدأ بعلاج تلك الأسباب ومواجهتها مع الطفل وكيفيه التعامل معها، حتى يستطيع أن يندمج الطفل ويتعامل مع أقرانه بصورة سليمة وأنصح في بداية الأمر التدخل عند دمج الطفل وحل المواقف معه مثل عرض طريقة للتعامل مع الموقف الذي يواجهه الطفل وتعويده على المبادرة حتى يكتسب الثقة بنفسه وتعزيزه عند ذلك حتى لو أظهر استجابة طفيفة، بعد ذلك أنصح بسحب المساعدة بشكل تدريجي والمتابعة عن بعد، ايضا عند التدخل انصح بدمج الطفل بعدد صغير من اقرانه ويتم التوسع بشكل تدريجي وليس مفاجئا، بالإضافة إلى الطلب من الطفل سرد المواقف التي حصلت معه خلال ذلك ولكن ليس بشكل صريح مثل ان يحكي الوالدين ما حصل معهم خلال يومهم وكيف واجهوا الصعوبات ثم السماح للطفل بسرد قصته واقتراح وجهات نظر الأسرة عند مثل هذه المواقف مثل القول للطفل: لقد أبليت جيدا اليوم ولكن لو كنت في موقفك لفعلت ذلك، وأخيرا تعزيز الطفل بكلمات رائعة مثل كنت رائعا جدا ومدحه أمام الأسرة في المنزل بعد أي مبادرة لإعطائه الدافع للقيام اشياء اخرى أفضل.
وحول أسباب الخجل الاجتماعي قالت انها عديدة ومنها عدم ثقة الطفل بنفسه، التوبيخ أو استخدام العنف في المنزل أو خارجه، عدم السماح للطفل للتعبير عن رأيه، او الاستهزاء والاستهانة بآراء الطفل وعدم تعنيفه، عدم إعطاء الطفل مهام مناسبة لعمره للقيام بها وجعله طفلا غير واثق من قدراته ونفسه.
وأيضا بيئة المنزل من الاسباب المهمة في بناء شخصية الطفل ونمو مهاراته وقدراته داخل وخارج المنزل فكلما كانت بيئة المنزل مريحة وهادئة ومتفهمة ساعدت في بناء شخصية قوية ومعبرة ومؤثرة وكلما كانت البيئة خلاف ذلك ساهمت في نمو المشاكل السلوكية المختلفة عند الطفل.
والحديث أمام الطفل أو للآخرين انه خجول ولا يستطيع فعل ذلك يجعله يتمسك بذلك أكثر.
ومن جانب آخر ذكرت الأخصائية النفسية ” أروى العيسى” سنذكر بعض الأمور التي ممكن أن تساهم في علاج الخجل؛ أولًا: تدريب الطفل على التخيل والمحادثة الوهمية مع الأصدقاء قبل أن يخوض تجربة الدمج بالمدرسة مما يسهل عليه التغلب على الخوف والخجل مع التدريب.
وتغيير الحديث الذاتي، تدريب الطفل على مواجهة خوفه بتغيير نمط تفكيره اتجاه الافكار التي تزيد الخجل.
ودمجه مع مجموعة جديدة تناسب هوايات الولد مثل دمجه مع أطفال يحبون الرسم مثله وإعطاء الطفل كتيبات للرسم يشاركه مع الأطفال الآخرين وهكذا.
