جدة- نجود النهدي
يعد اختيار شريك الحياة من الأمور التي قد يحتار فيها البعض، خاصة إذا كان هناك فرق عمري بين الطرفين، وهناك مَن يوفق في اختيار الشخص المناسب للزواج منه، والآخرون قد ينتهي بهم المطاف للطلاق.
وتحدث خبراء ودراسات عن الفارق العمري المثالي بين الأزواج، ومنهم استشاري الطب النفسي، طارق الحبيب، الذي أفاد بأن الفارق العمري الأنسب بين الزوج والزوجة يتراوح بين ثلاث وخمس سنوات ويُسمح أن يمتد إلى عشر سنوات.
وأكد “الحبيب” أن لكل قاعدة شواذ، وأن الزواج تكامل الاحتياجات، فيما كشفت دراسة سابقة أجراها باحثان من جامعة إيموري في أتلانتا، عن نسب حدوث الخلافات بين الأزواج مقارنة بفارق السن.
من جهتها أوضحت الأخصائية والمستشارة أسرية” أسماء راشد الشليل” إن الزواج عبارة عن شراكة ما بين الطرفين، ويكون باقتناع وقبول وليس بالإجبار، وحتى يكون الزواج ناجح؛ من الضروري أن يكون قائم ومرتكز على الاحترام والثقة ما بين الزوجين، والصدق والمشاركة وتحمل المسؤولية ، لافتة إلى أنه يجب التنويه على فارق العمر الذي ما بين الزوجين ينبغي أن لا يكون الفارق بينهم أكثر من عشر سنوات أو أقل من خمس سنوات؛ لأن ذلك ربما يتسبب في احداث عواصف تقصف بالزواج وينتهي الامر بالطلاق ، بسبب اختلاف التفكير وفي تفسير وتحليل المشكلات. لأن الحياة الزوجية لا تكون على وتيره واحدة، بل تعتريها أيام وأشهر وسنوات جميلة ووردية وقد تكون أيام رمادية فالحياة الزوجية ليست بلون واحد. ولاسيما مع اختلاف الزمن المستمر، قد يكون هنالك اختلاف كبير بين الرجال والنساء في تحمل المسؤولية وإدارة شؤون الحياة الزوجية ومعرفة الاحتياجات الضرورية لكِلاهما؛ ولذلك من الافضل والانسب ان يكون الفارق الموجود بين الزوجين أكثر من خمس وألا يتجاوز العشر سنوات.
وأضافت أن زواج الشاب من امرأة تكبره ممكن وليس بالضرورة أن يكون الزواج فاشلا ولكن في مثل هذه الحالات يجب ان يكون هناك توافق في التفكير لان السبب الرئيسي في فشل بعض الزيجات يتمثل في عدم التوافق في العادات والتقاليد ، عدم التكافؤ في البيئة الاجتماعية والمستوى المادي والمستوى التعليمي، ولا ينجح الزواج إذا كان مبنيا على تحقيق أهداف معينة لطرف واحد على حساب الطرف الاخر خاصةً إذا كانت هنالك غاية مادية ومصالح مثل اكتساب منصب أو مسكن ، كما أنه لا ينجح اذا كان الزواج بالإجبار وليس بالإقناع وهذا أكبر سبب لفشل الزواج . وعندما تكون هناك أمور واحتياجات يحتاجها الرجل والمرأة ولم تتوفر لديهما، يبدأ الرجل بالبحث عن امرأة أكبر منه سناً، لكونها أكثر علم وخبرة ونضج بالحياة عامةً كما كما أنه إذا كان هناك تأخر في الزواج من قبل الرجل، فقد يولد عنده نوع من أنواع الخوف من فشل الزواج وعدم نجاحه ظنًّا منه بعدم فهم وإدراك الزوجة بمعنى الزواج ومتطلبات الحياة العامة والحياة الزوجية لصغر سنها ولذلك يفضل الارتباط بفتاة أكبر منه.
من جهتها قالت الأخصائية النفسية روان المطيري تختلف وجهات النظر هنا حيث أرى أن الفارق العمري المناسب من ٣ الى ٤ سنوات. وفي النهاية الجانب النفسي مهم جدًا لكلا الطرفين فلابد من وجود اتزان بالعلاقة، ايضًا هناك عوامل اخرى ممكن ان تؤثر بالعلاقة بعيدًا عن العمر مثل ” العامل النفسي والاجتماعي والاقتصادي والعاطفي”.
من ناحية اخرى أكد خبراء آخرون أنه من الأفضل أن ينتمي الزوجان لنفس الجيل أي لا يزيد الفارق العمري بينهما على 15 عاما، مضيفين في الوقت ذاته أنه من الصعب تحديد فارق عمر مثالي؛ كون بعض العلاقات تنجح برغم الفارق العمري الكبير بين الأزواج، في حين تفشل زيجات البعض الآخر برغم التقارب العمري بينهما.