جدة – نجود النهدي
أكد مختصون ضرورة تفعيل إلزامية الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج، وذلك عبر الدورات التي تطلقها عدد من الجمعيات في مختلف مناطق المملكة وذلك لخفض حالات الطلاق ،لافتين إلى أن مثل هذه الدورات تكرس فهم وإدراك مسؤولية الزوجين تجاه الآخر خصوصا أن كثيرا من الشباب والفتيات لا يتقنون فنون الحياة الزوجية، ما يؤدي لفشلهم في التعامل مع زوجاتهم ويحدث الطلاق في السنة والأولى، ما يؤكد أن الشباب والفتيات في حاجة للتأهيل في كل مرحلة من مراحل الحياة من خلال دورات تأهيلية لا تقل عن خمسة أيام يعقبها اختبار وتقديم شهادة للعرسان الجدد.
وفي هذا السياق سبق وأن كشف مدير عام جمعية المودة للتنمية الأسرية محمد آل رضي عن قُرب إصدار قرار يُلزم طَرَفي عقد النكاح إرفاق ما يثبت حضورهما دورات تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج، من الجمعيات والمراكز المعتمدة قبل إجراء العقد.
وأوضح آل رضي أن القرار قيد الدراسة وسيصدر خلال الأيام القريبة المقبلة بإذن الله، وأضاف أن وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي، اعتمد مؤخرا الحقيبة الوطنية للاستعداد الزواجي التي طورتها جمعية المودة للتنمية الأسرية، كحقيبة معتمدة لدورة تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج في المملكة لافتا إلى أنه سيتم تعميمها على كافة الجمعيات والمراكز التي تقدم البرنامج.
وأكد أن تلك الدورات بمثابة جدار حماية تساعد على استقرار الحياة الأسرية وجرعة وقاية لتجنب هدم الحياة الزوجية قبل بدايتها كما تساعد في معرفة سيكولوجية المرأة والرجل وكيف يفكر كل منهما وكيفية التعامل مع شريك الحياة وذلك بهدف تنمية قدراتهما بالمهارات الزواجية المؤدية إلى تحقيق الاستقرار الأسري.
وتحتوي الحقيبة الموحدة على أربعة ملفات، هي المادة العلمية وبها المحتوى النظري فقط، ودليل المدرب وبه الخطة التفصيلية والإرشادات والجلسات التدريبية والمحتوى العلمي والأنشطة والتمارين التي يقوم بها المتدرب.
زواج ناحج
من جهته اوضح الباحث الاجتماعي محمد حمزة بقوله يشير مصطلح “برامج التأهيل للزواج” في الغالب إلى برامج ودورات وورش عمل مصممة خصيصاً للعزاب والمقبلين على الزواج، وهي معلومات صُمِّمَت بهدف تكوين المعرفة والاتجاهات وإكساب المهارات والسلوكيات اللازمة لتحقيق علاقة زوجية حميمة وناجحة، وهي اتجاه “وقائي” يعرض الخيارات والتحديات في العلاقة الزوجية قبل وقوع المشكلات. وهــي برامج توفر معلومات مصممة لمساعده المقبلين على الزواج على تحقيق زواج سعيد وناجح ومستمر، وتهدف إلى نقل المعرفة والاتجاهات وإكساب المهارات والسلوكيات التي تحتاجها العلاقة الزوجية الناجحة والحميمة.
وأظهرت الدراسات الخاصة بتأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج نتائج مميزة لهذه البرامج، مما يدل على أهمية تدريبهم وتأهيلهم للحياة الزوجية لتحقيق عدد من الأهداف، وهي: (السعادة الزوجية وبناء أسرة آمنة مطمئنة، الحد من حالات الطلاق، زيادة الوعي بشؤون الحياة الزوجية، تحقيق الأمن الأسري والوطني، نشر الخير والألفة والمحبة في المجتمع بشكل عام وبين الزوجين بشكل خاص، الحد من حالات العنف الأسري والجريمة في المجتمع، وحماية الأسرة من التفكك والقطيعة والهجران).
وحول أسباب المشكلات التي تحدث بين المتزوجين حديثا قال: يعتبر العام الأول من الزواج الأكثر حدوثًا لحالات الطلاق، لعدد من الأسباب منها عدم توجيه وتوعية المُقبلين على الزواج، وتدخُل الاهل في الحياة الخاصة لأبنائهم المتزوجين، وعدم التكافؤ، والاتكالية على الوالدين، وعدم إحساس الزوج بمسؤوليته تجاه أسرته، وغيرها.
ولتجنب هدم الحياة الزوجية قبل أن تبدأ، يجب على الشباب والفتيات التأكد من الاختيار الصحيح وتحقيق التكافؤ لتقليص حجم الاختلافات الفكرية والثقافية والاجتماعية، ومحاولة التعرف على الطرف الآخر خلال فترة الخُطبة بشكل جيد، بالإضافة إلى الانضمام لبرامج تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج.
ولأن نجاح الأسرة لا يجب أن يكون حقلاً للتجربة ولا يترك في مهب الريح للنجاح أو الفشل، أوصى لقاء الخبراء الوطني حول العنف الأسري بالمملكة، بمنح المقبلين على الزواج برامج تثقفهم على إمكانية إيجاد حلول للإشكاليات بينهم عن طريق الحوار والتفاهم.
فليس الهدف عقد القِران بين الراغبين في الزواج، بقدر السعي إلى بناء أسرة متآلفة متماسكة قوية، يعرف كل فرد فيها ما له وما عليه من الحقوق، ويشعر بمسؤوليته في إنجاح هذه العشرة بكل وسيلة شرعية متاحة، من التعليم، والتدريب، والاستفادة من خبرات أهل الاختصاص واستشارتهم.
ونصح العرسان الجدد بقوله: إن الأسرة هي الأساس الذي تنطلق منه حضارة الأمم وتقدم الأوطان وأمن البلاد، فإذا تأسست على قواعد صحيحة، وسارت على منهج قويم؛ تحقق بذلك ما تصبو إليه من الطمأنينة والاستقرار، ونسب الطلاق تزايدت محلياً وعربيًا بشكل عام خلال السنوات الماضية لأسباب مختلفة، من أهمها المُتغيِّرات الحديثة التي طرأت على الأسرة وأوجدت ارتباكًا في العلاقة بين الزوجين وغياب الثقافة الزوجية بين الشباب، لذلك لابد من تهيئة الشباب والشابات لحياة زوجية مستقرة وسعيدة مبنية على المحبة والمودة، وعلى كل أب وأم إلى الجلوس مع ابنائهم العرسان، ومناقشتهم فـي احتياجاتهم والتعرف على تفكيرهم والاستماع إليهم ومناقشتهم لترسيخ المفاهيم الصحيحة عن الزواج.
نقلة مفصلية
وذكرت الأخصائية أسيل الشمري حول الدورات التدريبية لا أستطيع التعميم فهي على حسب المحاور التي ستتناولها والمدرب أيضا، ولكن ارى انها مفيدة جدًا إذا كانت محاورها تهيئ المقبلين على الزواج لهذه النقلة المفصلية بحياتهم من جميع النواحي النفسية والاجتماعية والمادية والى اخره، والتغيرات التي ستولدها هذه المرحلة ايضا.وعن أسباب المشكلات التي قد تحدث؛ قالت: لعل أغلب المشاكل تكمن في عدم فهم الطرفين للآخر.
أو رفع سقف التوقعات المبنية على المثالية بكل شيء! ولعل محاولة كل طرف بإثارة اعجاب الطرف الآخر اثناء فترة “الملكة” بعرض أفضل صورة له امام الطرف الآخر هي بذرة رفع سقف التوقعات هنا، كما أن عدم فهم كل طرف لدوره الجديد كزوج والمهام المطلوبة منه، وضعف او ربما انعدام معرفته وفهمه لاحتياجات الطرف الاخر قد تكون سببًا آخر، وتكثر الاسباب هنا، ولكن مع الحوار بشفافية لا الجدال وتدخل طرف ثالث بين الزوجين وتفهم وجهات النظر وتقديم بعض التنازلات سيكون حل المشكلات سهلاً جدًا بهذه الفترة.
وعن الأسس التي تقوم عليها الدورات الخاصة بالعرسان الجدد اوضحت أنها يجب أن تكون ملمة بجميع الجوانب، وتراعي اختلاف الثقافات، وان تعطى حقها من الوقت، ومن الجميل جدًا ان تقدم خدمات للمستفيدين بعد الزواج كالاستشارات وما الى ذلك والأهم من كل ذلك ان تقدم من قبل اشخاص متخصصين فعلًا لتتم الاستفادة منها لا من اشخاص يسعون الى جمع المال فقط.
رحمة ومودة
وحول نصائحها للعرسان الجدد قالت إن الزواج يبنى على الرحمة والمودة وهو من أسمى العلاقات الانسانية وأعمقها، الزواج شراكه نتاجها أغلى ما قد يملكه المرء فالدنيا وهم الابناء قطعة منك تهديها للحياة، لذلك اسعوا أن تحسنوا بناء هذا العش بالمحبة والمودة والألفة والكلمة الطيبة حتى يكون نعم الملجأ لكم ولهم. وختامًا قد قال تعالى: “والله جعل لكم من انفسكم أزواجا” أزواجكم هم أنفسكم.
المشاكل المادية
الأخصائي الاجتماعي بدر اليامي أوضح بقوله إن الدورات مهمة للعرسان بحكم عدم خبرتهم ببعض الأمور المتعلقة بالحياة الزوجية فهي تساعد على التفاهم فيما بينهم وكيفية تكوين أسرة متفهمه مبنية على اسس مهمة بين الزوجين، وأن المشاكل كثيرة وليست محصورة على المشاكل المادية أو الغيرة فقط ولكن المشاكل المادية تعتبر من أكثر المشاكل التي تكون بين الزوجين بحكم قد يكون ضعف دخل الأسرة مع الطلب الزائد لتوفير الاحتياجات الاساسية والكمالية للأسرة مما يسبب تفاقم العلاقة بينهم مما يؤدي الى حدوث المشاكل، وأن توضيح بعض المفاهيم المتعلقة بالحياة الزوجية محاولة، نصيحة أخيرة الوضوح والحب فيما بينهم ، عدم المقارنة مع أي شخص يتعلق بحياتهم وعدم إفشاء أسرار البيت وتقسيم الأدوار بينهم من البداية واخيراً الاهتمام والحب والثقة والكلام الطيب الذي يرجع أثره على الشخص إيجابياً.
وعي مستقبلي
عادل بن ثقفان أخصائي اجتماعي أول مدير إدارة الخدمة الاجتماعية الطبية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر ماجستير علم اجتماع قال بلا شك إن الإنسان يتطور وتزيد معارفه في الحياة بطرق مختلفة.. ومنها الدورات التدريبية التخصصية فهي تحسن مستوى الثقافة والوعي المستقبلي، وهذه الدورات تمنح المقبلين على الزواج الخبرة الحياتية والطرق السليمة في التعامل مع حياة جديدة وفريدة؛ الهدف منها الاستمرارية.. دورات ما قبل الزواج تساعد في أداء الواجبات المطلوبة من الزوجين والمتوقعة بطريقة صحيحة. كما أوضح إن حصر مشكلات المتزوجين الجدد في النواحي المادية أو في الغيرة؛ يحجم العلاقة بين المتزوجين ويجعلها في مجال ضيق، ولا يصف حقيقة شمولية الحياة الأسرية والاحتياجات الزوجية والعائلية، فنحن هنا نتحدث عن زوج وزوجة وأبناء وأحيانا عائلة الزوجين، وظروفهما والبيئة المحيطة بهما وكل ذلك لابد أن يكون بعين الاعتبار؛ لحل المشكلات العائلية.
الدروات الخاصة
معرفة الاحتياجات الخاصة بالمقبلين على الزواج بما يتماشى مع ثقافة المجتمع والزوجين..
أن تخضع الدورات لمعايير علمية وتقييم وتقويم دائم ومستمر..
تحديد احتياجات المستفيدين منها بما يتوافق مع الأهداف والخطط..
غرس سلوكيات وطرق التفكير السليمة
نشر ثقافة عادات التضحية والاحترام والنجاح.
تحديد العائد من هذه الدورات، وهو مدى اكتساب المتزوجين من هذه البرامج التدريبية التي خضعا لها لفترة وجيزة.