السمنة في مرحلة الطفولة هي إحدى المشكلات الخطيرة التي تصيب الأطفال، نظراً لأن الوزن الزائد لهم يستصحب معه مشكلات صحية كثيرة مستقبلاً أهمها مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول بالإضافة إلى المشكلات النفسية الأخرى التي تصيب الأطفال ذوي السمنة الزائدة كالاكتئاب وغيره جراء نظرة الآخرين لهم.
هنالك أسباب عدة ــــــــــ لا يتسع المقام لذكرها جميعاً ــــــــ تؤدي لإصابة الأطفال بالسمنة سواء من حيث عدم تناول الطعام الصحي أو عدم ممارسة النشاط البدني بشكل كافٍ، وأهم التدابير الوقائية التي يمكن اتخاذها لتجنيب الأطفال السمنة المبكرة هي اتباع النمط الغذائي الصحي مثل الإكثار من الخضروات والفواكه في وجبات الطفل والابتعاد عن الأغذية الجاهزة والأخرى الغنية بالسكر والدهون والسعرات الحرارية والتقليل من تناول المشروبات المحلاة التي تعطي قيمة غذائية متواضعة وتجعل الطفل يشعر بالشبع ولا تسمح له بتناول الأطعمة الصحية، كذلك تجنيب الأطفال الوجبات السريعة وتناول الطعام في جو أسري بعيداً عن شاشات التلفاز والكمبيوتر التي تؤدي إلى سرعة التهام الطعام دون الانتباه للكمية التي يحتاجها الطفل، كذلك ضرورة تقديم مقادير غذائية مناسبة للأطفال وغيرها، ومع هذا كله ينبغي على الأسرة التي يصاب طفلها بالسمنة أن تستشير الطبيب أو أخصائي التغذية لوضع نظام صحي خاص به.
وهناك الأنشطة البدنية والرياضية التي ينبغي على الأطفال البدناء القيام بها والتي تعمل على حرق الدهون والسعرات الحرارية كما أنها تساعد الأطفال على النوم الصحي ليلاً واليقظة في النهار، وبخلاف كرة القدم أو السلة أو الطائرة أو السباحة وغيرها، فإنه منوط بالأندية الصحية الكبيرة مثل وقت اللياقة والجولدزجيم وارينا واولمبيا وغيرها إنشاء قسم خاص بالأطفال في جميع فروعها كما يمكن تخصيص مراكز تغذية خاصة بالأطفال ذوي السمنة، بجانب أن تقدم مراكز الوجبات الصحية كدايت سنتر ودايت ورلد وجبات خاصة لهم، كما يمكن أن تقوم مراكز الأحياء بتقديم بعض الرياضات للأطفال البدناء مثل “ايروبيك” أي التمارين الرياضية الهوائية و”بودي بومب” ، و”كروس فيت”، وتمارين انسانيتي و رياضة “كيك بوكسينج” وغيرها.
وأخلص إلى أن مرض السمنة يعد في عالم اليوم من أكبر المشاكل الصحية الذي لا يواجه تداعياته الأطفال فحسب وإنما كل الفئات العمرية، لذا ينبغي رفع الوعي بأضراره لا سيما على شريحة الأطفال حتى لا تتحول إلى سمنة مزمنة أو مفرطة تجلب معها الكثير من الأمراض على أطفالنا الذين هم عماد المستقبل.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@