جدة – هلال سلمان
لم تكن المباراة النهائية لكأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، كغيرها من المباريات النهائية التي تصيب المتابعين المتحمسين بالملل، وتبدأ بجس النبض ويقتلها مدربا الطرفين بالتكتيك والحذر، فقد دخل الفريقان في (الموضوع) منذ البداية وتبادلا اللعب التنافسي الشرس منذ أول دقيقة حتى نهاية اللقاء، مقدمين للمشاهدين سهرة كروية من الطراز (الفاخر) مليئة بالكفاح والتنافس الشريف والروح الرياضية العالية.
من النادر أن تشهد المباريات النهائية هذا الكم من الأهداف (8 في كل شبكة)، لكن الاتحاد والرجاء أثبتا أنهما استحقا بكل جدارة الوصول للنهائي، واحتارت الكرة معهما فتارة تجدها متحيزة لأصحاب الأرض، وأخرى تنصف الضيوف وتخضع لهم لأنهم نمور جائعة متعطشة للفوز باللقب، وبعد أن احتارت اختارت أن تجعل ركلات الحظ الترجيحية هي من يفصل بينهما بعد صراع كروي ماتع ومشوق.
سيناريو مجنون شهدته (ملحمة الرباط) حيث تقدم الاتحاد بهدف مبكر برأسية البرازيلي برونو هنريكي بعد 4 دقائق فقط، ولم يفرح الاتحاديون بهدفهم حتى سجل الرجاء التعادل برأسية أيضا، ثم تقدم بهدف ثان، قبل أن يظهر الفارس البرازيلي رومارينيو رجل المباراة النهائية وهداف البطولة ويسجل أول أهدافه في اللقاء معدلا النتيجة(2-2) لكن أصحاب الأرض أبوا أن يخرجوا من الشوط الأول إلا وهم متقدمون فجاء الثالث بمساعدة الحظ أيضا.
ومع مطلع الحصة الثانية سجل الرجاء هدفه الرابع فظن الجميع أن النتيجة حسمت لأصحاب الأرض، وتناسوا الروح القتالية العالية والحماس المميز الذي تتميز به كتيبة (النمور) الذين سجلوا الثالث والرابع عبر (روما) وكأن كل الطرق تؤدي إليه، كيف لا وقد رفع رصيده في صدارة هدافي البطولة إلى 10 أهداف.
وبسبب ظروف جائحة كورونا لم نستمتع مع الفريقين بشوطين إضافيين، حيث فرض النظام اللجوء لركلات الحظ الترجيحية مباشرة فهي الحل الوحيد للفصل بين البطلين، وللأسف عاند الحظ روح النمور وتميزهم، فأهدر هنريكي ركلة طوح بها عاليا، وتبعه فهد المولد الذي تصدى لتسديدته الحارس المغربي.
وبعد هذا النهائي المشرف للكرة العربية، لا نملك إلا أن نقول شكرا من الأعماق للفريقين الرائعين لما قدماه من تنافس رياضي مشرف وفروسية راقية وعرض كروي استمتعنا به وكنا نتمنى أن تعود الكأس مع البعثة الاتحادية لكنها اختارت أصحاب الأرض هذه المرة.
ومع أن الاتحاد خسر النهائي بشرف، إلا أنه كسب محبة واحترام الجميع، وخرج برأس مرفوعة، ولعل هذه التجربة تبعث روح الإصرار والعزيمة لدى اللاعبين والإدارة، وتمنحهم جرعة ثقة معنوية عالية بقدرتهم على المنافسة بكل شراسة على الألقاب المحلية هذا الموسم، فالعميد اقترب كثيرا من الفوز بالدوري في الموسم الماضي، وربما يتمكن هذا الموسم من اقتناص اللقب في حال إجراء بعض التعديلات البسيطة على تشكيلته وخطته، وأهمها التعاقد سريعا مع رأس حربة تقليدي، وقد تكون إدارة الاتحاد قد انهت الأمور مع الفرنسي من أصول مالية يوسف نياكاتي الذي تألق مع الوحدة الموسم الماضي، وسيجد نفسه بشكل أكبر مع كتيبة النمور في حال التعاقد معه.