النوادي والاتحادات واللاعبون يستفيدون من بث الأحداث الرياضية، و مبدأ التشفير ليس بغريب على المجتمع الرياضي السعودي، ففي السابق نقلت عدة قنوات متخصصة بطولات محلية وإقليمية وعالمية، واشتركت فيها الجماهير السعودية، وبعض هذه القنوات نجح في النقل والآخر لم يقدم المأمول منه، و لكن هل مشكلتنا مؤخراً مع مبدأ التشفير أم مع مقدم الخدمة؟
عالمياً، لسوّق التلفزيون المدفوع علاقة متداخلة بين الجمهور والأرباح من المعلنين، فكلما زاد جمهور القناة، ارتفعت معدلات الإعلان التي يتقاضاها المشغل، فالنقل الرياضي (خصوصاً إن كان مشفراً) له عوامل ومقومات كبيرة، فالترتيب المسبق للعملية اللوجستية لتحضير النقل وتوفير الاشتراكات والباقات والأجهزة قبل بدء الدوري بفترة كافية عملية كبيرة، إضافة الى عامل آخر مهم وهو المحتوى، فالقدرة على تقديم محتوى إعلامي وفني قوي أمر مهم جداً حيث ترتكز المنافسة بين مشغلي شبكات التلفزيون المدفوع على تمييز البرامج والابتكار، كل ذلك يضاف للتعاطي الإعلامي الذي يجب أن يبتعد عن السلبية.
الانتقال إلى التلفزيون المدفوع يغير بشكل كبير طبيعة المنظمات الرياضية لكل من ينخرط في الرياضة (اللاعبون والمتفرجون في الملعب ومشاهدو التلفزيون) حيث يقدم التلفزيون المدفوع (المشفر) منظور المنظومة التجارية البحتة حيث زادت عائدات البث في السنوات الأخيرة وفقًا لـ Deloitte ففي 2016 نمت إيرادات البث بنسبة 8٪ إلى5.8 مليار يورو ، ووصلت إيرادات البث للدوري الإنجليزي إلى 2.34 مليار يورو في 2014/2015 ، وهو ما يمثل 53٪ من إجمالي إيرادات الدوري، وتلك بلا شك أرقام هائلة.
لطالما كان تحديًا كبيرًا للمنظمات الرياضية أن تقرر أفضل السبل لعرض رياضتها على التلفزيون ، فقبل 50 عامًا ، كانت هناك تحذيرات بأن التلفزيون التجاري غير المنظم وغير الكفء سيسعى إلى « استغلال الرياضة إلى أقصى حد سعياً وراء الربح فقط» وذلك على حساب عشاق الرياضة ، ولكن في خضم كل ذلك لازال هناك الكثير من المشجعين العاديين، ليس لديهم أي مشكلة في البث المشفر، ولا تمثل قيمة التشفير مشكلة بالنسبة لهم بشرط الحصول على الجودة في النقل والتعليق والتحليل، والتنوع البرامجي، فهل هذا الأمر صعب بالنسبة للناقل؟