رسخت المملكة مكانتها العالمية وحضورها القوي في العمل الإنساني والتطوعي وتقديم المساعدات الإنسانية على مستوى العالم، التي تتضح عبر ما تقدمه من برامج إغاثية مالية ومادية بسواعد وطنية في مناطق الكوارث والحروب والصراعات، من خلال ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يمثل قيمة إنسانية وإغاثية في العالم أجمع.
ويأتي اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي تحتفي به المملكة ضمن دول العالم الذي يوافق غداً التاسع عشر من أغسطس، للوقوف مع أبطال العمل الانساني من المتطوعين والعاملين في هذا القطاع، ونشر ثقافة حقوق الإنسان بمختلف المجالات وتوعية الشباب وتحفيزهم للمشاركة في الأعمال الإغاثية الإنسانية بمهنية واحترافية عالية وفق المعايير المعتمدة بهذا الشأن، حيث ينطلق العمل الإنساني من قيم راسخة دأبت عليها هذه البلاد المباركة منذ نشأتها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه -.
وتكمن ريادة المملكة في مجال العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم في العديد من المبادرات الإنسانية والمساعدات من منطلق إيمانها بأهمية الدور الإنساني والتنموي الفاعل الذي تقوم به تجاه الدول المحتاجة والمتضررة، لتجعل من البعد الإنساني نهجاً ثابتًا في سياستها، حيث جاء تدشين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ، ليكون مركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة، ويكون مظلة للأعمال الإنسانية والإغاثية الخارجية للمملكة، والجهة الوحيدة المخولة باستلام أي تبرعات إغاثيه أو خيرية أو إنسانية ، سواءً كان مصدرها حكومياً أو أهلياً ، لإيصالها إلى محتاجيها في الخارج وفقاً للأنظمة.
ويأتي هذا اليوم العالمي وقد سجل مركز الملك سلمان للإغاثة حضوراً دولياً لافتاً في المشهد الإنساني من خلال تنفيذه لـ 1.705 مشاريع إنسانية وإغاثية في 69 دولة حول العالم، بقيمة تجاوزت 5 مليارات و430 مليون و528 ألف دولار أمريكي، شاملة تلك المشروعات قطاعات حيوية عدة، ويشكل العمل التطوعي ركنًا هامًا في أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة، إذ نفذ 159 برنامجا تطوعيا في مجالات متعددة في 19 دولة حول العالم، استفاد منها أكثر 362 ألف مستفيد، منها برامج طبية في مكافحة العمى والأمراض المسببة له، وجراحة القلب المفتوح والقسطرة، إلى جانب برامج الجراحات المتخصصة، وذلك بمشاركة كوادر سعودية متطوعة من الأطباء والمتخصصين، والذي تمكنوا من إجراء أكثر من 46 ألف عملية جراحية وتقديم العلاج لآلاف المستفيدين من الأسر ذوي الدخل المحدود في الدول المستهدفة.
ويضع المركز العمل التطوعي ضمن أهدافه الرئيسة، ساعيًا إلى تطويره، وتوعية الشباب عن أهميته وتحفيزيهم للمشاركة فيه، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 بزيادة أعداد المتطوعين إلى مليون متطوع.
وإلى جانب هذه الجهود، يأتي البرنامج الطبي السعودي لفصل التوائم السيامية، والذي يعد البرنامج الوحيد من نوعه على مستوى العالم الذي يتكفل بكافة نفقات العملية والعلاج والتأهيل لما بعد العملية، إذ قام على مدى 3 عقود باستقبال حالات التوائم السيامية من مختلف دول العالم ودراستها وتقييمها قبل إجراء العملية، وقد بلغت عدد الحالات التي جرت دراستها حتى الآن 117 حالة من 22 دولة في 3 قارات حول العالم، تم إجراء عملية فصل لـ 50 حالة منها وتكللت جميعها بالنجاح ولله الحمد، وذلك في رقم قياسي ريادي عالمي يضاف إلى سجل المملكة الطبي والإنساني.
وتشكل المشاريع والبرامج الإنسانية الكبيرة لمركز الملك سلمان للإغاثة، علامة بارزة في سجل المملكة الإنساني، وقطرة من فيض عطاءها، وستبقى – بإذن الله – أيادي المملكة البيضاء تُمد بسخاء، وسجلها الناصع يمتد بالعطاء، وفق توجيهات كريمة من القيادة الحكيمة، انطلاقاً من التعاليم الجليلة لديننا الإسلامي، وتجسيدًا لأسمى معاني التضامن الإنساني.