متابعات

الفيتامينات لا تؤخر الشيخوخة والإعلانات عنها مضللة

جدة – نجود النهدي

أدت وفرة الإعلانات المختلفة، عن ضرورة تناول الفيتامينات إلى اقتناع الكثيرين بجدوى استخدامها بمختلف انماطها ، خصوصا وأن الاعلانات عن الفيتامينات تؤكد أنها تؤخر الشيخوخة وتدعم صحة الانسان ، ما جعل الكثير من الناس يدخلون في معركة بلا رحمة ضد نقص الفيتامينات وفي الوقت نفسه، يحكم معظم الناس أن لديهم نقص فيتامينات من خلال مقالات على الإنترنت أو نصيحة من الأصدقاء، دون عناء الخضوع للاختبارات أو حتى مجرد طلب المشورة الطبية. لكن أكد عدد ةمن المختصين أن جرعة زائدة من الأدوية لا تقل مشكلة عن نقصها.

وفي هذا السياق أوضح أخصائي طب الأسرة الدكتور أحمد الحويفي ” بمركز السكري في مستشفى الملك في المدينة المنورة أن الانجرار وراء الإعلانات المنتشرة بكثرة في هذه الأيام خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي عن أدوية او منتجات تحتوي فيتامينات معينة، وفي الغالب فإن هذه الإعلانات تحتوي على معلومات مضللة وغير صحيحة ومن ضمن المعلومات تلك التي تدعي على سبيل المثال وجود منتجات تحتوي على فيتامينات تجدد الشباب، تعطي نضارة للبشرة أو تحمي من الشيخوخة، علما ان كل هذه المعلومات مغلوطة ولا توجد فيتامينات تعطي هذه النتائج، كذلك أود التنبيه بأن اتباع نظام صحي منتوع ومتوازن يغني عن تناول هذه المنتجات لاحتوائه على اغلب الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، ونصيحتي للجميع بالابتعاد عن هذه الإعلانات و ما تروج له ومراجعة الطبيب عند الرغبة باستخدام أو فيتامينات معينه وإذا رأى الطبيب حاجه لها أو نقص لديك، سوف يقوم بصرف النوع و الجرعة المناسبة لك، ب كما أود أن اذكر الجميع بضرورة التأكد من وجود ترخيص عن طريق هيئة الغذاء و الدواء لأي منتج طبي قبل استخدامه.

من جهته أوضح الدكتور”راشد أحمد النافع” أخصائي تغذية علاجية بمستشفى الملك خالد الجامعي أن بعض معظم الاعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي مجرد ” فقاعات صابون ” والقصد منها الربح وأن المعلن لا يهمه ما تسببه تلك الاعلانات على صحة مستخدم المنتج وخصوا الاعلانات المتعلقة بالمستحضرات والفيتامينات، حيث يروج الكثيرون لانواع مختلفة من الفيتامينات على انها تكافح الشيخوخة وتحافظ على صحة الانسان ولكن في الحقيقة ان الطعام المتوازن هو الذي يحافظ على صحة الانسان، لافتا إلى ان الفيتامينات مهمة لتجديد الشباب ولكن ليست الفيتامينات التي يتم الاعلان عنها وانما تلك الموجودة في الطعام المتوازن. واستطرد أن جسم الإنسان يحتاج للفيتامينات بكميات قليلة يمكن الحصول عليها من النظام الغذائي الصحي المتوازن دون الحاجة للجوء إلى المكملات الغنية بالفيتامينات، ولكن المكملات تعتبر مهمة للأشخاص الذين يعانون سوء تغذية بسبب مرض معين أو بعد عمليات جراحية تؤثر على كمية الغذاء أو الامتصاص كما في عمليات السمنة مثلاً.

وأضاف أن زيادة الجرعات من الفيتامينات أكثر من احتياج الجسم قد يؤدي إلى أثر سمي يؤثر على أنسجة الجسم والعمليات الحيوية ، مثلاً زيادة كمية فيتامين “د” تسبب فرط الكالسيوم الذي يسبب غثيان وقيء وضعف عام ومشاكل في الكلى كحصوات الكالسيوم، كذلك زيادة فيتامين سي قد يسبب حصوات الكلى، ومن الأمثلة زيادة كمية فيتامين ب١٢ قد يسبب مشاكل كبرى كاختلال وظائف الكبد وقد يؤدي إلى تلفها وكذلك يؤدي لارتفاع ضغط الدم بسبب ان زيادة فيتامين ب١٢ يخفض نسبة البوتاسيوم في الدم ويؤدي كذلك الى اضطرابات النوم واضطراب الجهاز الهضمي والتنميل والطفح الجلدي.
وأضاف لهذا كله نوصي بعدم الانجراف خلف الإعلانات أو مجرد القراءة عن أهمية فيتامين معين والتسرع في تناوله بدون استشارة طبية فالفيتامينات كغيرها زيادتها قد تسبب أضرار لا تحمد عقباها، استشر طبيبك دائماً في كل ما تتناوله من عقاقير أو مكملات غذائية. من جهته أوضح الدكتور ‏”حازم سعيد رفّاع”، أخصائي طب الأسرة في الشؤون الصحية في أبها أن ‏الفيتامينات مهمة جداً لصحة الإنسان الجسدية والنفسية والعقلية، حيث نقصانها يؤدي إلى عدة اعراض وعلامات وبعض الامراض مثل شحوب البشرة وشيخوخة الجسد وقلة التركيز؛ ولكن هذا لا يعني أخدها من مصادر خارجية وبدون مشورة طبية، حيث التنويع فالأطعمة يفي بالغرض ولا يحبذ الانجراف وراء الاعلانات الترويجية لها ولا اخذها بشكل عشوائي، لأن ذلك قد يؤدي إلى الضرر أيضًا، لذلك نحذر من استخدامها دون مشورة ووصفه طبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *