كابل – البلاد
خرج الوضع عن سيطرة الحكومة الأفغانية، وباتت حركة طالبان أقرب للسلطة من أي وقت مضى، عندما أعلنت أمس (الأحد)، دخول مقاتليها للعاصمة كابل من كل الاتجاهات، وهو ما أكدته وزارة الداخلية الأفغانية، بينما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية، أن بلاده تعمل مع دول أخرى لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول أفغانستان، مع قرب الاستيلاء الكامل على السلطة من قبل طالبان. وقال المسؤول الروسي زامير زابولوف، وفقا لوكالات أنباء روسية: “نعمل على ذلك، هناك اجتماع سيُعقد قريباً”، بينما يعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دعوة البرلمان المعلق حاليا بسبب العطلة الصيفية لعقد اجتماع طارئ خلال الأسبوع لمناقشة الوضع في أفغانستان. في وقت حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، حركة طالبان من رد عسكري عنيف إذا ما هوجمت مصالح واشنطن، كما حذرها من أي عمل يعرض الموظفين الأمريكيين للخطر، رافعا عدد القوات الأمريكية التي ستصل أفغانستان إلى 5 آلاف جندي، محذّرا حركة طالبان من عرقلة هذه المهمة. وقال بايدن إنه بعدما أجرى استشارات مع فريقه للأمن القومي قرر إرسال “نحو خمسة آلاف” جندي أمريكي، أي أكثر بألفين من العدد المقرر، موضحا أن هؤلاء الجنود سينتشرون في أفغانستان لتنظيم الإجلاء وإنهاء المهمة الأمريكية بعد 20 عاما من العمليات الميدانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن بلينكن وغني “بحثا في الضرورة الملحة للجهود الدبلوماسية والسياسية من أجل خفض منسوب العنف”، مؤكدا أن أمريكا ستجري محادثات مع “جهات إقليمية رئيسية فاعلة” حول الأوضاع في أفغانستان. وفيما كشفت مصادر أمنية في كابل عن مغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد عقب قبوله الاستقالة، قالت مصادر مسؤولة إن وفداً من طالبان بدأ مفاوضات داخل القصر الرئاسي، مشيرة إلى ورود أنباء عن تخلي الرئيس الأفغاني عن السلطة وتشكيل حكومة مؤقتة. وطبقا لشبكة “سي إن إن”، قال مصدر بالقصر الرئاسي في أفغانستان إن ثمانية أو تسعة ممثلين عن طالبان وصولوا للقصر الرئاسي بينهم شقيق نائب زعيم الحركة، مبيناً أن من بين الممثلين أنس حقاني شقيق نائب زعيم طالبان سراج الدين حقاني، فيما أفادت مصادر دبلوماسية باختيار علي أحمد جلالي الأكاديمي المقيم في أمريكا ووزير الداخلية السابق لرئاسة حكومة مؤقتة في أفغانستان. وأكدت وزارة الداخلية الأفغانية أن تسليم السلطة في العاصمة كابل سيتم قريبا. وطالبت حركة طالبان بتسليم العاصمة كابول، سلميا، من أجل تفادي القتال، بينما سيطرت الحركة على أكبر سجن في أفغانستان وأطلقت سراح السجناء، حيث تم تسليم قاعدة باغرام لطالبان بما في ذلك السجن الذي يضم 5 آلاف سجين، وفق ما أعلن مسؤول أفغاني. وكان مسؤول أفغاني، أعلن في وقت سابق أمس أن طالبان تسيطر الآن على كافة المعابر الحدودية للبلاد، مؤكدا أن مطار كابل هو المخرج الوحيد الباقي تحت سيطرة قوات الحكومة.
وعقب إعلان وزارة الداخلية الأفغانية أن حركة طالبان بدأت الدخول إلى العاصمة كابل من جميع الاتجاهات، اندفع أهالي العاصمة لسحب أموالهم من البنوك خوفا عليها، حيث أظهرت فيديوهات من قلب العاصمة، اصطفاف العشرات من الأفغانيين أمام محلات الصرافة في انتظار دورهم لسحب ودائعهم، فيما أظهرت مقاطع أخرى إغلاق البنوك أبوابها أمام العملاء في بعض أجزاء من العاصمة الأفغانية بسبب نقص السيولة النقدية اللازمة لسحب أرصدتهم. aمن جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حركة طالبان لوقف هجومها فورا، محذرا من أن “الوضع في أفغانستان يخرج عن السيطرة”، بينما أعلنت لندن إعادة نشر 600 عسكري لمساعدة الرعايا البريطانيين على مغادرة البلاد، وأرسلت ألمانيا طائرات عسكرية إلى أفغانستان لإجلاء موظفي سفارتها، معلنة إغلاقها، وكشفت السويد أن كل العاملين في سفارتنا بكابل سيغادرون. وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن نحو 400 ألف مدني اضطروا لترك منازلهم منذ بداية العام منهم 250 ألفا منذ مايو الماضي.