جدة – نجود النهدي
جولة أسبوعية جديدة حول الأسعار والتخفيضات الموسمية ، ومن ثم الوعي الاستهلاكي للمواطن . حيث رصدنا فروقات أسعار لمنتج أعشاب البيتزا ٢٥جراما فوجدناه في أحد السوبرماركت بسعر٢٣ ريالا، بينما على أحد المواقع الالكترونية بسعر ٢٠.٥ ريال.
فكيف يرى المستهلكون فارق الأسعار بين منفذ وآخر ، وماذا يقول الاقتصاديون عن ثقافة الاستهلاك وضوابط التسوق.
بداية يرى عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبد الله بن فهد الصقعبي ، أن هناك انخفاضا في مستويات الثقة بشأن التخفيضات واقترانها بقلة الجودة ، فأحيانا تلجأ بعض الشركات والمحال التجارية إلى تقديم عروض وتخفيضات جزئية أو كلية وذلك كنوع من التسويق لمنتجاتها في ظل اشتداد المنافسة وتنوع الخيارات أمام المستهلك والتي كانت تتسم بنوع من العشوائية والفوضوية وعدم المصداقية ، ونجد أنه في الفترة الماضية كانت هناك عشوائية وفوضوية في عمل تلك التخفيضات دون وجود ضوابط أو قيود تؤكد سلامة تلك العروض وصحتها وسلامتها من التلاعب ، ولكن بعد صدور نظام مكافحة الغش التجاري في صيغته المحدثة عام 1429هـ والذي قنن عمل التخفيضات او القيام بعروض دون الحصول على تصريح من الجهات المختصة ، ولذا ارتفع التزام الجهات وتحسنت مصداقية تلك العروض ، وهذا لا يعني وجود بعض العروض الوهمية أو محاولة بعض الجهات التخلص من المخزون واستغلال حماس ورغبة الناس في الاستفادة من العروض.
كلمة للمستهلك
*سألته: وماذا عن الإرشادات بشأن التعامل مع التخفيضات؟ فقال: يجب على المستهلك أن يكون واعيا ولا ينجرف مع أي عروض او تخفيضات تقوم بها الجهات، لكي يستفيد بالشكل المناسب من تلك العروض ولعل أهم النصائح للاستفادة من التخفيضات هي:
– أولا: دراسة الاحتياج وتحديد المتطلبات الي يرغب المستهلك الحصول عليها قبل البدء بالتسوق.
– ثانيًا: معرفة أوقات ومواسم التخفيضات وتحديدها بالشكل المناسب.
- ثالثا: البحث عن مجموعة البدائل المتاحة استغلال التقنية والمواقع التي تقارن بين أسعار المنتجات فنجد أن بعض المنتجات قد تكون متوفرة في مكان ما أرخص بكثير من مكان اخر يقوم بعمل تخفيض على المنتج.
– رابعاً: عدم المبالغة في التسوق والشراء على قدر الاحتياج خصوصا في المنتجات التي لها تاريخ صلاحية او المنتجات المعرضة للفساد والتلف بعد التخزين.
أما التخفيضات الموسمية فأراها فرصة رائعة في حال تم استغلالها بالطريقة المثلى بأن يشتري المستهلك احتياجاته فقط دون المبالغة، ويحدد البديل الأمثل المناسب الذي يغطي احتياجاته الاستهلاكية، مع التأكد من جدوى المنتجات وكذلك تاريخ صلاحيته ومدى حاجته الحقيقية للمنتج وليس بسبب السعر المغري.
الثقة في التخفيضات
من جهته قال سعد العيسى: بالنسبة للتخفيضات التجارية المعلنة بين الحين والاخر ، فمن الطبيعي أن يتبادر للذهن انها قد تكون قليلة الجودة وليست كما نريد، بل كما يريد التاجر حيناً فهو يبحث عما يستزيد به تجارته وزيادة الارباح في خزينته ، لأنه قد لا يبحث عن الجودة التي ترضي المستهلك.
في المقابل هناك تخفيضات من نوع آخر وذات مصداقية عالية تعطي الثقة في البحث عنها والحصول عليها بل حتى سرعة الوصول لها خصوصا من كبار التجار والشركات التموينية التي تعودنا الحصول على اسعار بمتناول اليد للجميع على حد سواء خصوصاً مع تزايد الطلب على بعض السلع الاستهلاكية وبشكل يومي ، إلا أن التاجر الناجح يرى مصداقية نزول الاسعار وكسب ثقة المستهلك هي الاهم حتى وان تناقص الربح ، من هنا تعطي التخفيضات الموسمية مزيدا من المصداقية بين جودة المنتج وثقة المستهلك اذا وجدت بضائع ذات منتج جديد .
وعموما أصبحت التخفيضات واسعة وتشمل المواد الصناعية والاجهزة المستخدمة وحتى السيارات وهذا بحد ذاته سبب لنجاح التخفيضات متى ادرك المستهلك قيمة السلعة المخفضة.
من جانبه قال خالد بن تنباك: مع الطفرة التسويقية غير التقليدية اختلفت نظرة المستهلك للتخفيضات، فسابقاً يتم التأكد من صحة التخفيضات بموافقة وزارة التجارة ويتم تعليق صورة من هذه الموافقة على مدخل المحال التجارية، أما الآن فتحولت كفة الاعلان لمشاهير قنوات التواصل الاجتماعي مما أحدث هزة في الثقة بصحة التخفيضات! وأصبحت الثقة تعود للمعلن لا المنتج.