جدة ـ ياسر بن يوسف
يوما بعد آخر، تتصدر تحذيرات أطباء ومنظمات صحية عالمية الواجهة، بشأن تأثير مواقع التواصل وإدمان الإنترنت والألعاب الإلكترونية على الأطفال ومخاطره، حيث يؤكدون ضرورة أن تقوم مواقع وسائل التواصل الاجتماعي وشركات الألعاب عبر الإنترنت بـ “واجب رعاية قانوني ” لحماية الأطفال من مشاكل الأمراض العقلية وسوء المعاملة والسلوك الإدماني. واتساقا مع ذلك يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد اعجاز لـ”البلاد” ، قد يكون من الصعب حماية الأطفال عندما يستخدمون أي محتويات أو الألعاب على الإنترنت، ولكن مراقبتهم ضرورية ، حيث يلاحظ أن 70 % من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ست سنوات وتسع سنوات يستخدمون الإنترنت يوميًا ، وبالتالي فأن ترك الأجهزة بأيديهم قد يكون مشكلة في حال دخولهم في مواقع ومحتويات محظورة ، وخصوصًا هناك العاب تدعو للعنف والعدوانية والتدخين وغير ذلك ، وهذا ما يجعلهم عرضة لتقليدهم. ورأى أن برنامج المراقبة الأسرية هو الحل ، إذ تتوفر ميزة “البحث الآمن” لبرنامج المراقبة الأسرية كحل مستقل وضمن حزم أمن الإنترنت، وهي تحظر المحتوى غير الملائم ، وتوفر معظم برامج الأمن تقارير مفصّلة لكي تضمن متابعة كل نشاطات الأطفال على الإنترنت ، ولكن في بعض الأحيان، تبدو بعض المواقع آمنة من الخارج ولكنها في الواقع تفسد الأطفال ، لذا فأنه يجب مراقبتهم تمامًا .
ونبّه الدكتور اعجاز إلى أن الدراسات والأبحاث أكدت وجود علاقة بين الأجهزة الإلكترونية والتعرض لمختلف الأمراض، ومن ذلك التأثير على صحة العين. ويتفق الباحث الاجتماعي طلال الناشري، مع الرأي السابق ويقول: لا يمكن مع التطور التقني والانفتاح العالمي منع الأطفال من التقنيات ، إذ أصبحت الحياة كلها تدار بالعالم الرقمي ، ورغم ذلك فإن هذه الأجهزة تظل سلاحا ذا حدين عند الأطفال ، فمع صغر سنهم قد يدخلون في مواقع محظورة ، كما نلاحظ أن هناك العاب الكترونية أصبحت الآن تنافي القيم والأخلاق ، لذا فأن مراقبة الأطفال من خلال تحديد المحتويات يكون أفضل حل لمواجهة الكثير من المشاكل.
وأضاف ، أنه مع جائحة كورونا زاد اهتمام شركات الألعاب على إنتاجاتهم الموجهة للأطفال وزادت المخاوف المتعلقة بحماية الأطفال عند استخدامهم للإنترنت والهواتف الذكية في المنزل، وتوجد بالفعل العديد من أدوات الرقابة التى يمكن الاستعانة بها، بجانب وجود العديد من التطبيقات التى تساعد على مراقبة ما يفعله الأطفال عند تصفحهم الإنترنت.
وبين أن الأطفال غالبا ما يفقدون الإحساس بالوقت عندما يلعبون على الأجهزة وهو ما ينعكس أثره سلبًا على صحتهم ، لذا يجب على الأسرة تعليم على إدارة الوقت .
وأكد أن جمعية الأطفال الأمريكية أوصت أولياء الأمور والأسر بتحديد عدد ساعات التعرض لوسائل التكنولوجيا للأطفال كل يوم، وبما لا تزيد عن ساعتين للأطفال ما بين 5 – 18 سنة، والذين دون الرابعة من العمر يجب ألا يتعرضوا نهائيا لهذه الوسائل، مثل التلفاز والكمبيوتر وألعاب الفيديو الالكترونية أو الأجهزة اللوحية.