البلاد – مرعي عسيري – احمد الاحمدي – حمود الزهراني – ياسر بن يوسف – مها العواوده – رانيا الوجيه – نجود النهدي
أكد عدد من المختصين والمواطنين أن مأساة العروس المغدورة (روان الغامدي) وضعت النقاط على الحروف حول ضرورة تفعيل مجهر الكشف الشامل على العرسان الجدد والتعرف على الاعتلالات النفسية ، لافتين إلى أن فحص الإدمان أولى من فحص الزواج لأن ذلك من موجبات الأمان الأسري والحياة الزوجية البعيدة عن المنغصات ،
وموضحين في الوقت نفسه أن التعامل مع الزوج المدمن أو المعتل نفسيا من أصعب المواقف التي يمكن أن تتعرض لها الحياة الزوجية ، لافتين في الوقت نفسه إلى أن مسألة زواج “القسمة والنصيب” والعفوية في الراهن لا تصلح على الإطلاق، خصوصا أن ايقاع الحياة تغير وتغيرت معه نفوس البشر، ودخلت في حياة الناس عادات وتقاليد لم تكن موجودة أصلا ما يوجب التحري والتمحيص على العريس من أوجب مهمات الآباء والأمهات حتى لا تتكرر مآسي الطلاق وحالات الفجيعة كما حدث في مأساة العروس روان، كما اكدوا أن مسألة ” تزكية ” العرسان من الأقارب والأهل والجيران ليست كافية خصوصا وأن العريس حينما يتقدم لطلب يد إحدى الفتيات يكون ” وديعا ” ولكن بعد عقد القران ربما يتحول إلى وحش بشري كاسر بسبب اعتلالاته النفسية أو ادمانه المخدرات ويجعل حياة الزوجة والابناء على المحك وربما تحدث فواجع نتيجة لذلك.
قصص كثيرة وحيثيات نجدها في فضاءات الحياة عن عرسان حولوا حياة أسرهم إلى جحيم لا يطاق تقول ” ن ” مضى على زواجي منه 10 سنوات واكتشفت ادمانه من الشهر الثاني لزواجنا ذهبت الى اهلي الا انهم رفضوا ان اطلب الطلاق خوفا من الفضيحة وحتى لا يقال عني مطلقة حاولت أثناء ذلك مساعدته وانتشاله مما هو فيه كان يعدني دائما ولكن وعوده كانت كاذبة وأخيرا تخلصت منه.
يقول سعيد بن صمان تقدم عريس لاحدى بناتي وتمت تزكيته من اخي وبعد الزواج ظهر على حقيقته حيث ان لديه اضطرابات في الشخصية وتم تطليقها منه بالشرع.
وثمة حكاية اخرى حيث اوضح محمد آل معيض بقوله زوجت ابنتي ولم ندقق في العريس وبعد فترة تنامت المشكلات بينهما بسبب التصرفات الغريبة للزوج وصرنا نبحث على الخلاص منه وتم ذلك بفضل الله وكان درسا قاسيا ونافعا في نفس الوقت.
توضح الدكتورة فاطمة كعكي استشاري طب نفسي وعلاج الادمان في مستشفى الأمل بجدة بقولها على ضوء مقتل عروس الباحه على يد زوجها بعد مرور اسبوع من زواجها ان هذه جريمه مروعة وبشعة.
اولا : ممكن انه متعاطٍ للمخدرات وخاصة هذه الايام زاد انتشارها عالميا في ضوء وجود جائحة فيروس كورونا مثل كثرة استخدام الشباب المنشطات ومنها مادة المث امفيتامين (الشبو) وهو منشط قوي ويؤدي الى اضطرابات نفسية مثل الذهان ( الشكوك والهلاوس السمعية وهو سماع اصوات تامر المدمن بالقتل او الايذاء واحيانا البصرية) والامفتيامين وهو ايضا من المنشطات ولكنه اخف من المث امفيتامين والحشيش وهو من المهلوسات ويؤدي الى اضطرابات نفسية مثل الذهان والاكتئاب والقلق.
ثانيا: ممكن ان الزوج مصاب باضطرابات نفسية مثل ثنائي القطب أو اضطراب فصام أو ضلالات زورية. وهنا ادعو الجهات المختصة بوضع ضوابط قوية لحماية الفتاة من مثل هذه الجرائم وذلك بوجوب عمل فحص للمخدرات ويكون بامانة قوية في مستشفى الامل الحكومي وعمل فحص نفس الذكر والانثي من قبل طبيب نفسي واخصائي نفسي وايضا في مستشفى حكومي او خاص ولكنه على درجة عالية من الامانة والمصداقية.
انحرافات سلوكية
كما تفسر الاستشارية الاسرية والتربوية دعاء زهران بقولها: في الآونة الأخيرة ازدادت مثل هذة الحوادث (الجرائم) مما جعل الجميع يضع العديد من الاستفهامات تجاه هؤلاء الاشخاص ، والحقيقة زيادة طرق ووسائل الانحرافات السلوكية لدى البعض هي الموجهة الاساسي لمثل هذه الجرائم البشعة. وأهمها انتشار تعاطي المخدرات بشكل كبير ولدى فئات عمرية مختلفة..وتستر الاهل عن أبنائهم خوفاً من الفضيحة ومواجهة المجتمع قد يتسبب بقتل واغتصاب وخطف وسرقة.
حماية الطرفين
ومن الجانب القانوني توضح المحامية والقانونية ساره الأبادي إن هذه الجريمة التي وقعت على الفتاة في أيام عرسها من زوجها هي بمثابة الفاضحة لبعض التصرفات المجتمعية والعادات التي تفضي إلى كوارث ترتكب فيها أبشع الجرائم التي عرفتها البشرية وهي جريمة القتل وخصوصا عندما ترتكب على يد من يعدون أقرب الناس إلى حياة الشخص لذلك الواجب على أهل الطرفين التحقق من الطرف الآخر من جميع النواحي المؤهلة للحياة الطيبة المباركة ، فالواجب التحقق من حال الشخص ومن أهليته لإنشاء رابط الزواج حتى لا تحدث الكوارث وألا يفرض في هذه المسألة كي لا تحدث الكارثة وأن يكون هنالك تنظيم يحمي أطراف هذه العلاقة، أما فيما يخص المسؤول عن إهدار دم الضحية فشرعاً وقانوناً المسؤول جنائياً في جرائم القتل هو الجاني وحده .
حكم قاطع
من جانبه قال الدكتور أحمد بن عبدالعزيز المسند المستشار الاجتماعي والتربوي، عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم:” على الجميع التريث في الحكم في مثل هكذا قضايا وجرائم إلى حين الخروج بحكم قاطع من السلطات المختصة يبين خفايا المشهد ، مؤكدا في الوقت ذاته بشاعة الجريمة المرفوضة على كافة المستويات والتي لا يقبلها الدين والمجتمع وأن الإسلام حرم إلحاق الأذى بالنفس البشرية ويرى أن هذا الحدث يشير إلى أن الرجل معتل نفسيا وإن صح التوقع فهنا نتحدث عن جريمتين.
الجريمة الأولى.. خداع الفتاة بزوج معتل نفسيا أخفي عنها ذلك وهنا يتطلب محاسبة الأهل حيث كان الأجدر إخبار ومصارحة أهل العروس بذلك مع الحرص الشديد على علاجه أولا.
الجريمة الثانية .. في حال كان الزوج سليما ولا يعاني من اي اضطرابات نفسية لكنه سريع الغضب ويمكن أن يخسر أشياء كثيرة في حياته أثناء حالة غضبه يجب إخبار اهل العروس بذلك.
نهج الادمان
في السياق قال المحامي والمأذون الشرعي سعد الحربي” أي شخص ينهج نهج الادمان له عدة جوانب من الناحية الدينية والاجتماعية والثقافية والحل سوف يكون من أحد العناصر التالية حتما – دينيا يقام عليه العقوبة، وثقافيا النظر له بدرجة النقص في المناهج المقالية والمهرجانية وعدم تأهليه بمن كان مستقيما أو محصنا، واجتماعيا الحل إذا ماعوقب ان يكون يستر عليه على ان يقترن بمن خل به كتسوية ستر حالة اجتماعية.
زعزعة المشاعر
بدورها أكدت عبير خياط أستاذ مساعد قسم علم النفس كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة الملك عبدالعزيز أنها حادثة شاذة مؤلمة زعزعت المشاعر وكسرت القلوب ببشاعتها وذلك لقرب الجاني من الضحية وكذلك الوقت الذي من المفروض أن يكون من أجمل واسعد اللحظات في حياة العروسين.
وترى أنه لا تزال هناك الكثير من الأخطاء الشائعة حول الزواج وأهدافه والقيود التي تمنع التعارف بوقت كافٍ العروسين والسماع للطرفين ومنح الحرية في الموافقة أو الرفض.مؤكدة في الوقت ذاته أنه لايمكن أن يقدم إنسان متزن على قتل أو إيذاء شخص آخر.
حادثة غريبة
الدكتور مسفر بن سعيد الزهراني إمام وخطيب جامع الاشتاء بمحافظة القرى قال إن مأساة مقتل العروس روان حادثة غريبة على مجتمعنا في المملكة العربية السعودية. الحقيقة انها حادثة ابكتنا والمتنا. أشد الالم ، فمن واجب ولي أمر الزوجة. ألا يزوج من ولاه الله أمرها الا بعد التأكد من صلاح في الدين والخلق والأمانة. وللأسف أن بعض الشباب قد يقع في الخمور والمخدرات. وقد ينتج عنه الإدمان. والانحراف وارتكاب الجريمة. لذلك أرى من الضروري جدا أن يشمل فحص ما قبل الزواج الفحص عن الإدمان وغيره.
تقييم نفسي
قال الدكتور وسام الصافي المدير الطبي خدمات نفسية إن التقييم النفسي قبل الزواج ممكن ان يكون هناك جهات تشريعية لها الدور الكبير في هذا القرار بعد عمل الدراسات والابحاث وانصح بالتثقيف الاسري ما قبل الزواج عن طريق اشخاص مختصين في هذا المجال (العلاج الاسري) وايضا دور المجتمع بانشاء جمعيات مجتمعية تعزز الجانب الاسري وثقافتها ما قبل الزواج او ايضا خلال وجود المشاكل الزوجية الرجوع لاشخاص ذوي الاختصاص.
جريمة بشعة
من جهته قال الشيخ عبدالله بن هندي البشيري يتحدث المجتمع السعودي من خلال قنوات التواصل الاجتماعي عن حادثة مقتل العروس روان الغامدي من قبل زوجها الذي غدر بها وقتلها بطريقة بشعة هزت المملكه لفظاعتها وطريقة تنفيذ هذا العمل البشع. وانا في نظري ان تزويج الشباب دون ان يتم معرفة سيرتهم الحياتية ومن يصاحبون ويماشون وكيف سلوكهم لان “الصاحب ساحب” كذلك يجب ان يعاد النظر في كشف ماقبل الزواج ويتم الكشف المخبري في مستشفى لديه الاجهزة المتخصصة في معرفة المتعاطين وهذا يجب ان يتم قبل كشف الزواج المتعارف عليه.
من جهته قال المهندس معيض عبدالله الزهرانى خبير هندسة وصيانة الطائرات لاشك ان ما حدث للعروس هو جريمة ودخيلة على مجتمعنا واعتقد ان فحص الزواج مهم جدا للطرفين من عدة اوجه وذلك سيسهم في الحفاظ على اسرة صحية وسليمة ومجتمع خال من كثير من الامراض.
اعتلالات نفسية
وقال فضيلة الدكتور محمد ماطر السهلي استاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة الاسلامية بجامعة ام القرى إن ماحدث هي جريمة شنعاء ونحن هنا لا نبحث عن اسباب هذه الجريمة ودوافعها لأن ذلك من اختصاص الجهات الامنية ، لذا نطالب بضرورة الزام العروسين باحضار تقارير عن الصحة النفسية ولعل اخطرها الادمان على المخدرات لانها تضر، لافتا إلى أن الاعتلالات النفسية بمثابة قنابل موقوتة لا أحد يدري متى وكيف تنفجر .
وقال المحامي فيصل غربي إنها جريمة بشعة ونجد إن كثيرا من القضايا المشابهة يكون السبب فيها إما اعتلال نفسي أو تعاطي مخدرات , وهذه الحادثة الشنيعة ,تؤكد على اصلاح منظومة الزواج بإجراء فحوصات الطبية والنفسية للمقبلين على الزواج من للجنسين.
ويقول الدكتور رجب عبد الحكيم بريسا لي استشاري الطب النفسي في مستشفيات حراء العام والملك خالد للحرس الوطني من الناحية النفسية فأرى أنه ليس من الحكمة بمكان القفز لإيجاد تفسيرات أو تحليلات نفسية من هنا أو هناك للوصول إلى ماهية المرض النفسي الذي يمكن أن يفضي إلى ارتكاب مثل تلك الجرائم التي تدمي الفؤاد ، وتجدر الإشارة هنا أنه سواء كانت هذه الجريمة نتيجة شخصية سيكوباتية مجرمة أو كانت نتيجة تعاطي فهذا لا يعفي ذلك المجرم من المسؤولية الجنائية.
الدكتور عبدالمنان ملا معمور استاذ الارشاد والعلاج النفسي للدراسات العليا ومركز تقارب للاستشارات والأسرية أوضح أنه على ذوي الفتيات معرفة التاريخ المرضي للعرسان وأتساءل هل اللائمة على والد العروس في عدم اختيارة للرجل المناسب كزوج لابنته ام للزوج الذي اخفى ما يعاني منه.
درس قاس
الدكتور حسام مريح قال لا بد من تطبيق فحص المخدرات قبل الزواج لأن كثيرا من الأسر وقعت في مشكلات جمة بعد الزواج لأن العريس يظهر على حقيقته وصار يهدد حياتها بل اصبح فيه خطر على شرفها لانه لا يعي وربما جمع الشللية في بيته.
وقالت الدكتورة سناء أنور، استشارى السموم والمخدرات بمستشفى الحرس الوطني ، إن أشهر حيل المدمنين للتحايل على تحليل اختبار كشف المخدرات، تتركز في تناول المشروبات، التي يمكن من خلالها التشويش على شرائط التحاليل، لعدم إظهار إيجابية العينة، منوهة إلى أن أغلب تحاليل فحص المخدرات، تتم عن طريق شريط تحليل، يشبه شريط تحليل السكر، منوهة إلى أنه بهذه الطريقة، من الممكن التحكم في نتيجته بشرب “الخل”، الذي يتفاعل مع المادة الفعالة في الحشيش وينتج مادة أخرى غير مدرجة بجدول المخدرات “غير معروفة” ما يجعل نتيجة التحليل سلبية.
تبديل العينات
من جهته أوضح خطيب مسجد حمزة بن عبد المطلب بابها الشيخ معيض أن بناتنا امانة في اعناقنا وكذلك ابناءنا فمن حق البنت اذا تقدم لها عريس ألا نسأل فقط من هو والده ونسأل عن امور الدنيا ونتأكد من سلوكه في مقر عمله او ممن هم قريبون منه وكذلك نربي بناتنا على ان تكون زوجة تفهم مسؤليتها وتتحمل في حد المعقول.
الدكتورة ” غزيل البيشي” قالت هناك عدة عوامل قد تكون أسباب أدت إلى ارتكاب الجريمة منها البيئة المجتمعية والتنشئة الاسرية وكثرة المشاكل والضغوط الخارجية وطبيعة علاقته مع المجني عليها ولا نستطيع ان نجزم إلا عند الإلمام بجميع العوامل التي أدت الى هذه الجريمة، وكل ذلك سيظهر بعد اكتمال مرحلتي الاستدلال والتحقيق، وستظهر حينها والدوافع، ومسؤولية الغير إن وجدت، أما عدا ذلك فأقول إن محاولة لوم مجتمع بأسره هي غير عادلة، وعموماً جرائم القتل تعتبر حالات قليلة، وموجودة في كل بقاع العالم، لكن توعية أفراد المجتمع مطلوبة بكل الأحوال وبشكل مستمر، نظراً للتطور السريع للمجتمع، وتطور أساليب الجريمة. ومن جانب آخر ذكر ” تركي السكران ” أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ” المأذون” حول هل هناك اهمية لفحص خلو المقبلين على الزواج من المؤثرات العقلية؛ لا شك أن العقل مناط التكليف، وبه ميّز الله الإنسان عن غيره، وحرّم تعاطي كل ما يؤثر على سلامته، وجعل المحافظة عليه من الضرورات الخمس، وعليه: فمن المهم فحص خلوّ المقبلين على الزواج من كل ما يمكن أن يؤثر على العقل ويعطله، لما لذلك من آثارٍ سلبية على الزوجين وعلى أفراد العائلة عموما.
الكفاءة مطلب شرعي
المحامي والمستشار الشرعي والقانوني والقاضي بديوان المظالم سابقاً الدكتور فيصل بن سعد العصيمي قال الكفاءة بين الزوجين مطلب شرعي ، ومسؤولية مجتمعية يشترك فيها أهل الزوجين ، وترعاها الأنظمة والتعليمات، فالزوجة أمانة في يد زوجها ، ويجب أن تكون الأمانة عند من يصونها ويحفظها ويحميها ، ولذا كان من الواجب الحرص على الوقاية من وقوع مثل تلك الحالات المؤسفة التي يخيب فيها الظن ببعض الأزواج ، وجاءت تلك الاجراءات النظامية للفحص قبل الزواج ، ولازلت تلك الاجراءات قابلة للتطوير ، وكم نتمنى أن تشمل الفحص عن الادمان وسوابق الزوج وحالته النفسية والصحية حتى لايقع ما لا يحمد عقباه.