جميعنا ينتظر بداية الموسمٍ الاستثنائي في التعاقدات، والرضا عن غالبية الإدارات، ومع هذا الانتظار أخشى على دورينا من الأشخاص الذين يظهرون عند الانكسارات ويتبنّون نظرية المؤامرة، وأقصد هنا الأشخاص الذين يعتقدون بأنّ هناك فريقاً من النفوذ القوي يعمل لتحقيق الانتصار على فريقهم، ومع الأسف الشديد فإنّ هذه الأطروحات تصل إلى شرائح المجتمع، حتى وصلنا إلى المرحلة التي ومع كلّ هزّة فنية لهذا الفريق أو ذاك تظهر لنا هذه النظرية التي لا أساس لها مِن الصحة، خاصةً وأنّ مَن يتبنّاها يعيش في الزاوية الضيقة التي ليس فيها إلّا تخيّلاته وأوهامه التي ينثرها على المجتمع، وهو يعلم جيداً بأنّ ليس لديه نقد هادف ولا حلاً واضحاً، فتجده يتفرغ فقط لتوزيع الاتهامات عند الانكسارات، في حين تختفي هذه النظريات في المسرات، والأمر الجوهري هنا ليس ما إذا كان ما يفكر فيه أو يعتبره مؤامرة فعلاً أو لا ؟ لأن هذا الأمر يمكن مناقشته بعيداً عن الإساءات والتقليل من الكيانات. ولكن المشكلة أنّ العقلية التي تؤمن بنظرية المؤامرة هي فريسة سهلة للأوهام التي في رأسه. وحالته تتدهور مع مرور الوقت إلى حالة انفصال تام عن الواقع الصحيح الذي يراه المشاهد الرياضي.، وأسهل ما يكون دائماً مواجهة هؤلاء بما يناقض ما يتبنّوه بالرقم والدليل والمنطق رغم أنّ الطبيعي جداً بأنهم سيرفضون تصديقها أو تصديق من يقولها، لأنّ نظريات المؤامرة دائما وأبداً لا تعترف بالواقع ولا بالمنطق، ولأجلِ ذلك أوجه رسالتي لكلّ من لديه مِنبر رياضي، والمنابر كثيرة وهي رسالة محب عبر صحيفة البلاد:
لن يضرّ المسؤول فوز هذا الفريق أو ذاك ، والدليل أنّه يدعم فريقك كما يدعم غيرك، فلا تُحاول الخروج مِن الملعب إلى نظريات لا يستفيد منها المتلقي.
خاف الله عزوجل فيما تقول أو تكتب، واعلم أنّ فريقك حينما يخسر هو بِحاجة إلى معرفة الأخطاء وانتقاد العمل الخاطئ، لأنّ الانتقاد يرتقي بالأمم، كما أنّك طالما انتقدت شيئاً فيجب أنْ تذكر الحلول.
ابتعد عن التشكيك في الآخرين، فالمنافسات مباريات عديدة، والقوي داخل أرض الملعب هو من يستحق أن يحقق ماشاء مِن البطولات.