جدة – نجود النهدي
يتجدد النقاش حول ثقافة التسوق ، وتحديدا ظاهرة التخفيضات وأسباب انتشارها ، وهل تؤثر المبالغة في عروضهاعلى ثقة المستهلك بشأن الجودة. في التالي نستطلع آراء عدد من المستهلكين والرأي الاقتصادي والإرشادات بشأن ذلك.
بداية يوضح أستاذ إدارة الأعمال والتسويق البروفيسور حبيب الله التركستاني ،أن هناك علاقة بين التخفيضات وسيكولوجية المستهلك أو ما يعرف بسلوك المستهلك والمتمثلة في ضعف الثقة ما بين المنتجات التي يتم عرضها منخفضة من قبل الموردين وربطها بالشعور بانخفاض الجودة من قبل المستهلك.
ويضيف: هذا الربط ليس بالضرورة أن يكون صحيحا ، وذلك لأن التخفيضات هي نوع من نشاط الترويج لبيع سلع انتهى موسمها أو سيارات تقادمت موديلاتها ولو لعام. فمثلاً سيارات تباع كموديل ٢٠٢١ عندما تأتي منتجات ٢٠٢٢ لا شك أنها تؤثر على سلوكيات المستهلك حيث يتجه لشراء الجديد ، وكذلك ما يسمى بـ “استوكات” السلع في المستودعات ، ولتحفيز المستهلك يقوم المورد أو البائع بمخاطبة فئة من المشترين وهذه الفئة لا يهمها الموديل بقدر ما يهمها السعر فيتم استهدافها بالتخفيضات.
خلاصة ذلك أن التخفيضات ليس لها علاقة بانخفاض الجودة او نحو ذلك ، إنما لتحفيز الشراء أو لتحسين العلاقة مع المستهلكين أو لنشر العلامة التجارية او لزيادة المبيعات أو لجميع ما ذكر.
شفافية التخفيضات
ومن النصائح حول نشاط التخفيضات؛ ينصح الدكتور حبيب الله ، ألا تتكرر التخفيضات بصورة مستمرة حتى لا نفقد الثقة في السوق، لأن هذا الاستمرار قد يعطي انطباعا سلبيا بالخطأ ، مثل الشعور بقلة الجودة ، أو يعتقد المستهلك أن الاسعار كان مبالغاً فيها وأن المورد حق أرباحا عالية ، فيقدم عدة تخفيضات في السنة دون وجود اسباب منطقية.
ومن النصائح أن تكون التخفيضات ونسبتها واضحة بالنسبة للمشتري بأن يتم الافصاح عن سعر كل سلعه قبل التخفيض ليعرف نسبة التخفيض التي حصل عليها من أسعار المنتجات حينما يقوم بشرائها.
من جانبه يقول فراس سندي: هنالك بعض الشركات التي تستخدم التخفيضات، كأداة تسويقية لرفع المبيعات، ويصبح الوضع معتاداً لديهم، والأهم؛ كثرة التخفيضات تجعل العميل يفقد الثقة .. خذ مثالا على شركات العطور حيث لم يعد لجملة (تخفيض ٥٠٪) أي معنى!
وفي السياق ترى سعاد الفضل ، أن التخفيضات قد لا تشمل السلع الجديدة ، إنما على سلع قديمة أو تلك التي ليس عليها إقبال، لذا يفتقد البعض الثقة في مثل هذه التخفيضات.