لندن – البلاد
يجمع العالم على أن عدائية إيران أصبحت مهددة للأمن والسلم الدوليين، فضلا عن تهديدها للملاحة وعرقلتها لحركة السفن من خلال اختطافها لعدد منها في خليج عمان عبر مسلحين يتبعون للحرس الثوري، وفق تقارير دولية، توقعت أن تكون هناك ضربة عسكرية دولية حاسمة تجاه طهران لإيقاف ممارساتها السالبة في المنطقة والعالم.
وقطع قائد الجيش البريطاني، الجنرال نيك كارتر، أمس (الأربعاء)، بأن الوقت قد حان للتشدد في التعامل مع إيران، غداة سلسلة حوادث استهدفت حركة الناقلات العالمية تقول لندن إن طهران متورطة فيها. وقال في مقابلة إذاعية: “ما نحتاج إلى القيام به، بشكل أساسي، هو تحميل إيران مسؤولية سلوكها المتهور للغاية. لقد ارتكبوا خطأ كبيرا في الهجوم الذي قاموا به ضد سفينة ميرسر ستريت الأسبوع الماضي. لقد أدى إلى تدويل حالة اللعب في الخليج إلى حد كبير. وفي النهاية علينا إعادة الردع لأن مثل هذا السلوك هو الذي يؤدي إلى التصعيد”.
وشدد كارتر على أن السلوك الإيراني في حال عدم ردعه “يمكن أن يؤدي ذلك بسهولة شديدة إلى سوء التقدير وسيكون ذلك كارثيا للغاية على جميع شعوب الخليج والمجتمع الدولي”، فيما بدأ الخبراء يتحدثون عن سيناريوهات للرد العسكري الدولي على إيران على خلفية استهداف ناقلة النفط الإسرائيلية “ميرسر ستريت” في بحر العرب، قبل أيام، واختطافهم لست لسفن في خليج عمان، معتقدين أن أن الرد على هجوم الناقلة لن يخرج عن 4 احتمالات هي ضربات عسكرية، أو فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية جديدة، أو إلزام طهران بدفع تعويضات، كما تشمل السيناريوهات أيضا استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لخنق نظام الحكم في إيران سياسيا واقتصاديا. وطبقا لصحيفة “التايمز”، فإن مسلحين حاولوا توجيه الناقلة “أسفلت برينسس” إلى إيران لكن الطاقم أغلق محركاتها، ليهرب المسلحين من الناقلة بعد وصول سفن أمريكية وعمانية، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمس، إنه أبلغ السفراء في مجلس الأمن الدولي أن من يقف وراء الهجوم في بحر عُمان هو سعيد أرجاني، المسؤول عن وحدة الطائرات المسيرة في الحرس الثوري الإيراني، مؤكدا أن هناك تحركا دوليا لكي يضع المجتمع الدولي حدودا لإيران لتتوقف عن سلوكها العدواني.
وأبلغت كل بريطانيا ورومانيا وليبيريا مجلس الأمن الدولي بأن من “المرجح للغاية” أن تكون إيران قد استخدمت طائرة بدون طيار أو أكثر لتنفيذ هجوم دام على ناقلات نفط الأسبوع الماضي قبالة سواحل عُمان، بينما قال مسؤولون أمريكيون في اجتماعات غير رسمية، إنهم يراقبون الوضع عن كثب للوصول إلى الرد المناسب على طهران. ولا تزال طهران تستخدم ملف مزدوجي الجنسية للضغط على الغرب، إذ أصدرت محكمة تابعة للحرس الثوري الإيراني حكماً بالسجن لأكثر من 10 أعوام على مواطنين مزدوجي الجنسية، هما ألمانية وبريطاني من أصل إيراني، بزعم أنهما يؤثران على الأمن القومي.
وألقى الحرس الثوري القبض على العشرات من المواطنين مزدوجي الجنسية والأجانب في الأعوام القليلة الماضية لتهم يرتبط معظمها بالتجسس والأمن القومي، بينما يتهم ناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان، إيران بمحاولة اقتناص تنازلات من بلدان أخرى عبر مثل هذه الاعتقالات.