جدة – رانيا الوجيه – مها العواودة
تخطو المملكة بثبات نحو (المناعة المجتمعية)، مسخرة كافة إمكاناتها في سبيل حماية المواطنين والمقيمين على أرضها من فيروس كورونا المستجد، بتوفير اللقاحات في المراكز المختلفة بجميع المدن والمحافظات والمناطق، مع تنظيم دقيق لعملية تلقي اللقاح، بعد الاستجابة والتفاعل الكبير من المجتمع مع توجيهات وزارة الصحة المطالبة دوماً بتلقي جرعتي اللقاح، لتأتي المؤشرات إيجابية والأعداد في تزايد، في انتظار أن تكتمل (المناعة المجتمعية) في العاشر من أكتوبر المقبل، وفقا لما هو مخططا له.
ويرى استشاري الأمراض المعدية الدكتور وائل باجهموم، أن “المناعة المجتمعية” تمكّن من السيطرة على المتحورات، لافتا إلى أنها تعني أن يكون 70 إلى 80% من أفراد المجتمع حاصلين على مناعة ضد فيروس كورونا، وتكون هذه المناعة بتلقيح غالبية المجتمع أي أكبر عدد من المجتمع لديه مناعة قوية ضد الفيروسن مبينا أن المناعة المجتمعية عن طريق التطعيم هي أفضل وسيلة لمكافحة أي وباء.
وأضاف: “نحن نعيش سباقا مابين تلقيح المجتمع للوصول للمناعة المجتمعية وما بين التحورات في فيروس كورونا، وإذا ما وصل المجتمع إلى المناعة المجتمعية باخذ الأفراد للجرعتين في وضع أزمة كورونا حاليا فستكون فعالة جدا، حيث ذكرت بعض الدراسات أن نسبة نجاعة التطعيم تصل إلى 88% ضد المتحور (دلتا) الذي يغير في مسار تفشي المرض بانتشاره السريع”. واعتبر استشاري العدوى والمناعة في صحة المدينة المنورة الدكتور إسماعيل محمد التركستاني، أن حكومة المملكة وفرت أفضل المختبرات لفحص كورونا، ومن ثم وفرت اللقاحات للجميع بلا استثناء، لذلك جاء التفاعل إيجابيا مع تلك المجهودات التي تؤكد أن المملكة تهتم بصحة الإنسان. وأضاف “الإقبال بحمد الله كان جيدا، خصوصا أن أن عدد متلقي اللقاح تجاوز 28 مليون شخصا، بما في ذلك من تتراوح أعمارهم ما بين 12-18 عاما، ليتمكن الجميع من ممارسة حياتهم الطبيعية”. ويرى استشاري الطب الباطني والأمراض المعدية الدكتور نزار باهبري، أن الاستمرار بالمعدل التصاعدي في إعطاء التطعيمات والوصول لمليون متطعم كل عدة أيام يبشر بالوصول في أكتوبر أو نوفمبر على مناعة مجتمعية كبيرة جدا وجاهزية للعودة للحياة الطبيعية، مؤكدا أن التطعيم حماية للفرد والأسرة والمجتمع.
وتقول المواطنة شذى الخولي، إنها ترددت في بادئ الأمر في أخذ لقاح كورونا بسبب الحديث وقتها حول تعرض بعض الأشخاص لجلطات بسببه، وشائعات أنه يسبب العقم، ولكن مع التوعية المستمرة أدركت حقيقة أن اللقاح مهم وآمن، ولابد منه لحماية المجتمع من خطر الفيروس، ليعيش الجميع حياة صحية. ويوافقها في الرأي عاطف بن سعيد، موضحا أنه خشي على نفسه من الأعراض الجانبية، ولكنه سيأخذ جرعتي اللقاح وقطعت سامية عبدالعزيز، بأن فرصة الحصول على اللقاح التي وفرتها المملكة للمواطنين والمقيمين لم توفرها أية دولة في العالم، حفاظا على سلامة الفرد والمجتمع وإيقاف إنتشار الفيروس، مؤكدة أن السعودية تهتم بصحة الإنسان، لذلك سخرت كل إمكاناتها في سبيل حماية المجتمع من الوباء الفتاك. إلى ذلك، قال مهند حسين: “حتى يكون هناك مناعة وحصانة مجتمعية لابد أن يكون لنا دور في مجتمعنا بطمأنة المتخوفين من أخذ اللقاح بأن كل ماينشر ويتداول على وسائل التواصل الاجتماعي مجرد إشاعات لا حقيقه لها، فاللقاح أثبت مأمونيته وفاعليته”، مؤكدا أن الآثار الجانبية السلبية ظهرت لأشخاص قليلين للغاية، مقابل نسبة كبيرة جدا من الأشخاص اللذين أخذوا اللقاح ولم تصبهم أي أعراض جانبيه. وأضاف “أخذت اللقاح وأصبت بعدها بكورونا، وقد خففت عني جرعة اللقاح أعراض كورونا كثيرا، لذلك أنصح الجميع بالتوجه للمراكز لأخذ الجرعتين”.