جدة – البلاد
تتغير وجوه الرؤساء في إيران، غير أن إجرامها ثابت، بل متزايد مع كل عهد، فعندما ذهب روحاني لم يتوقع العالم أن تتبدل سياسة الملالي للأفضل، إنما للأسوأ في ظل تعنت الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، ولم تخب تلك التوقعات، ففي يوم تنصيب رئيسي اختطف مسلحون يتبعون للحرس الثوري الإيراني ست سفن في خليج عمان، ما يؤكد أن طهران ماضية في سياستها الخبيثة في المنطقة، قاصدة عرقلة الملاحة الجوية، وزعزعة الاستقرار.
وعقب الحادثة مباشرة توالت الإدانات الدولية لسلوك إيران المستفز، الذي اعتبرته واشنطن ولندن عدم احترام للقانون الدولي، واتفقتا على وقف سلوكها المزعزع للاستقرار، إذ قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، إن بريطانيا والولايات المتحدة “متحدتان” في إدانة الهجوم الإيراني على ناقلات النفط في بحر العرب، مبينا أنه بحث هاتفياً مع وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن ضرورة وقف إيران “لسلوكها المزعزع للاستقرار”. وتابع: “نواصل العمل معاً لحماية السلم والأمن الدوليين”.
وأكد راب أن بريطانيا أرسلت إلى رئيس مجلس الأمن الدولي رسالة بشأن هجوم إيران على السفينة “ميرسر ستريت”، فيما أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، السفراء في مجلس الأمن الدولي أن من يقف وراء الهجوم في بحر عُمان هو سعيد أرجاني، المسؤول عن وحدة الطائرات المسيرة في الحرس الثوري الإيراني، في وقت كشف كشف مركز الأمن البحري العماني، عن نشر القوات البحرية عدة سفن للمساعدة في تأمين المياه الدولية بالمنطقة بعد حادث “سفينة خليج عمان”، مؤكدا أن الناقلة “أسفالت برينسيس”، التي ترفع علم بنما، تعرضت لحادث اختطاف. وأفادت وكالة الأمن البحري البريطانية،
وفي وقت سابق، بأن سفينة “أسفالت برينسيس” “قد تكون تعرّضت لعملية خطف” في خليج عمان، موصية السفن التي تعبر المنطقة بالتزام “الحذر الشديد”، فيما قالت الولايات المتحدة وإسرائيل، إنّ تقييمات أجهزتهما الاستخباراتية خلصت إلى أن طائرة مسيرة إيرانية نفذت الهجوم على إحدى السفن في خليج عمان. من جهته، قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس: “لاحظنا سلوكا معاديا يثير قلقا كبيرا من جانب إيران، ويشمل ذلك المجال البحري”، فيما قال قائد الجيش البريطاني: “إيران ارتكبت خطأ كبيراً وعلينا الرد”، ما يعني أن المملكة المتحدة تتولى زمام المبادرة في الرد الدولي على إيران ومن المقرر أن تثير القضية في اجتماع لمجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة. وظلت إيران في حالة إجرام متواصل على مدى فترات رؤسائها السابقين، من واقع دعمها للمليشيات في المنطقة لنشر الفوضى والدمار والإرهاب، وقتل المدنيين، وتواصل بذات النهج مع استلام الرئيس الجديد مهام الحكم، ما يعني أن “الوجوه تتعدد على كرسي الرئاسة وإجرام الملالي ثابت”.