يقول المتنبي:
وما الموت إلا سارق دق شخصه
يصول بلا سيف ويسعى بلا رجل
توفي الشهر الماضي زميلنا وصديقنا محمد بن وصل الله الثبيتي في مدينة الطائف التي ولد بها ، وعاش فيها حتى وفاته رحمه الله
والاستاذ محمد هذا ليس زميلا فقط بل وصديقا للوالد رحمهما الله .. وكان يبيت بعض الليالي في منزلنا بالحجون في
مكة المكرمة .. يحضر مجلس الوالد ويأنس بلقاءاته واحاديثه التي كان يستمتع بها مع زواره الكثر الذين لا ينقطعون عنه بعد صلاة كل عصر .. وهو رجل كريم بكل ما في كلمة كريم من معنى .. تكاد سكينه لا تكف من ذبح الخراف لضيوفه.. وحيث اني اعتدت قضاء الصيف في الطائف فقد كنت لا افوت فرصة الا وازوره في بيته رحمه الله .. الواقع على ضفاف وادي وج .. من جهة الشرق.
كان زميلا وصديقا للاستاذ عبدالله بن حمد الزامل ،وهما معا موجهان تربويان في منطقة الطائف التعليمية.. رحلا مرة لزيارة منطقة القصيم في موسم قطاف التمر وهاله ما رآه من وفرة في التمور، والخضار ،والفواكه المحلية .. وقال له: أيننا في الطائف من هذا الخير الوافر؟ .. والله لو ان في العمر بقية وبعض شباب لاستوطنت القصيم ..!
وروى لي الاستاذ محمد رحمه الله مرة قصة زميل كريم اخر قال: منح هذا الزميل منحة زراعية في القصيم وذهب من الطائف ليراها ، فلما وقف عليها حرص ان يتعرف على جيرانه وكانت كبيرة المساحة .. فرأى احد الجيران وسلم عليه وقال له: انا جارك الجديد واريد ان اعرف الحدود بين مزرعتينا ..!
فما كان من الرجل القصيمي الشهم الا ان بادره قائلا: مزرعتنا واسعة فخذ منها ما تريد .. يا ولدي ..! واضفه الى مزرعتك ..!
يقول : فامتلأت خجلا من قوله .. واسرعت في العودة الى مزرعتي وانا اقول في نفسي: يا الله ، اين نحن نتخاصم على شبر من الارض وهذا كلام الرجل النبيل ..!
كنا نزور والده الشيخ وصل الله في متجره المطل على شارع حسان حيث يبيع السمن والعسل ذي الجودة العالية .. والذي كان يهش لمقدمنا لمعرفته بصلتنا بولده محمد رحمهما الله ..!
وللاستاذ محمد علاقات وصداقات واسعة جدا ،ليس بزملائه بدار التوحيد بل وفي العمل وخارجه .. وهو من الرجال الذين لا ينكر معرفته قطاع كبير من الناس .. يدل على ذلك انني عرفت بوفاته من مدير ورشة كنت اصلح سيارتي عنده في الطائف ..!
ولقد اطلعت على المقالة المنشورة عنه في جريدة الجزيرة بقلم الاستاذ الفاضل والوفي لكل زملائه عبدالعزيز الخريف
جزاه الله خيرا واطال في عمره على الخير .. ضمنها معلومات مفيدة لمن يريد معرفة المزيد عن بن وصل الله رحمه الله
واسكنه فسيح جناته والهمنا وذويه فيه الصبر والسلوان.
(انا لله و إنا اليه راجعون).
الطائف 16 ذو الحجة 1442هـ