قبل أيام دشن صالون ديوانية ومتحف المناخة الثقافي في محافظة أملج ركن “كتاب من تبوك” وكانت تلك الأمسية عبارة عن عرس ثقافي تحاورت فيه العقول قبل الألسن واستمتعنا بالمداخلات التي أثرت تلك الأمسية الأدبية خاصة فيما يتعلق بالثقافة المحلية للمجتمع ، ومما زاد من سعادتي التفاعل الذي أحدثه الصالون الثقافي في المجتمع وإبرازه للمواهب التي كان انتاجها حبيس الأدراج ، نسأل الله لمؤسس هذا الكيان اللواء مساعد سلامه الفايدي الرحمة والمغفرة ونقدم الشكر والتقدير لأخوته ومن معهم الذين يبذلون جهوداً كبيرة للمحافظة على هذا المتحف الذي أصبح اليوم مقصداً للجميع وواجهة مشرفة نفتخر بها.
الثقافة المحلية لأي مجتمع هي كنز لا يقدر بثمن فهي من يميّز المجتمعات عن بعضها ومتى ما أدركنا أهميتها فإننا سوف نحرص على المحافظة عليها وتطويرها بما يتناسب مع التحولات المختلفة دون المساس بالقاعدة الأساسية التي هي نواة الهوية الثقافية ، التي ندرك جميعاً إنها عنوان حياة لتلك الشعوب التي تقاوم من أجل المحافظة عليها والوقوف في وجه تلك المتغيرات المتسارعة.
التوجه الذي اتخذته المملكة لجعل السياحة أحد عوامل دعم الاقتصاد الوطني يوجب زيادة الاهتمام بالثقافات المحلية المختلفة خاصة أن مملكتنا الغالية تحوي الكثير من الثقافات المختلفة وهذا سوف ينعكس على ازدهار ونجاح السياحة ، لذلك علينا أن ندرك أهمية هذه القيمة ونفكر كيف نجعلها عامل نجاح وجذب وذلك من خلال إيجاد برامج توعوية وتدريبية تركز على تنمية الثقافات المحلية للمجتمعات المحلية خاصة التي تقع داخل نطاقات المشاريع السياحية الكبيرة التي عما قريب سوف تكون وجهات سياحية عالمية.
الثقافة المحلية تتجسد في المفردة اللغوية “اللهجة” والعادات والتقاليد والأعراف ونوع الأطعمة وطرق تقديمها والفنون الشعبية والمهن والحرف والملابس، ومتى ما أدركنا قيمة الثقافة المحلية فإننا سوف نحقق النجاح بل التميّز لأن الثقافة المحلية هي نمط الحياة الذي يعيشه ذلك المجتمع وكما هو معروف فإن لكل مجتمع ثقافة تميّزه عن المجتمع الآخر الذي قد يكون مجاوراً له، وكلنا في خدمة الوطن.
manjaber@gmail.com