إعداد – عبدالله صقر
في ابريل عام 1965م نشرت (البلاد) رئيسيا في صدر صفحتها الثالثة خبرا بعنوان سمو الأمير مشعل عقد اجتماعا هاما لمناقشة فكرة تجهيز إدارة تختص بشؤون الحج حيث طرح سموه على المجتمعين فكرة تخصيص إدارة تنحصر مهمتها في القيام بأعمال الحج وان يشترك فيها كل إدارة من الدوائر الحكومية بقدر احتياجات موسم الحج للتمكن من توحيد المسؤولية في جهة واحدة.
واليوم وبعد زهاء 46 عاما من إنشائها تؤدي لجنة الحج العليا عملها بكل خبرة واقتدار مع الأخذ بأسباب التطور والتقنية وتسخرها في تحقيق رغبة ولي الامر في العمل والإبتكار للتسهيل على حجاج بيت الله منذ وصولهم للمملكة وحتى مغادرتهم كما تنشط وزارة الحج والعمرة في مبادراتها لحقيق رغبة القيادة في تنظيم الحج.
وقد اصبحت خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما من أجل أهداف ومهمات المملكة الأساسية وواجباتها المقدسة، من خلال إعمار الحرمين الشريفين، وخدمتهما، وتوفير الأمن، والرعاية لضيوف الرحمن بما يمكّن من أداء الحج والعمرة، والزيارة، بيسر وطمأنينة . شرعت المملكة منذ التأسيس في وضع الأنظمة والتعليمات وإنشاء المصالح الحكومية التي تختص بمسؤوليات الحج
وحرصت القيادة السعودية على تفعيل أجهزة موجودة مسبقاً ولها خبرات طويلة في إدارة الحج ومنحها المزيد من الصلاحيات ومنها لجنة الحج العليا التي تعد جهاز خاص على مستوى عالي من الكفاءة والاقتدار في وضع الخطط ومراقبة أوضاع الحج وتلافي القصور.
تضم اللجنة في عضويتها عددًا من الوزارات والجهات ذات العلاقة بأعمال الحج وأمير منطقة مكة المكرمة وامير منطقة المدينة المنورة ويترأسها عادة وزير الداخلية وترتبط مباشرة مع المقام السامي من خلال رفع توصياتها ومشورتها الى الملك مباشرة في كل ما من شأنه التيسير على ضيوف الرحمن وتسهيل خدمتهم وتطوير الخدمات المقدمة لهم أولا بأول
تأسست لجنة الحج العليا بالمرسوم الملكي الصادر في يناير من عام 1975م ـ حيث تقوم بالإشراف على كافة الأعمال المتعلقة بالحج في المملكة من خلال التخطيط والتطوير والتنظيم والإشراف.
ويتفرع منها لجنة الحج المركزية بمكة المكرمة التي يرأسها سمو أمير منطقة مكة المكرمة ولجنة الحج بالمدينة المنورة التي يرأسها سمو أمير منطقة المدينة المنورة. تعتبر لجنة الحج العليا هي المحرك الرئيس والعقل المفكر في سلسلة الخدمات التي تقدمها المملكة للحجاج وتتشكل عادة من قبل الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية، وتشرف على وضع الخطط والبرامج والخطوط العريضة لخريطة الحج بشكل عام من خلال مراجعة الخطط التشغيلية لمختلف أجهزة الدولة المعنية بشؤون الحج والحجاج ومتابعة تنفيذها و المتابعة المستمرة لتنفيذ خطط الحج الأمنية والصحية والوقائية والتنظيمية والمرورية.
كما تقوم اللجنة بالتحضير المسبق لموسم الحج من خلال الإجتماعات المتعددة التي تسبق الموسم التي تلي أيضا موسم الحج للوقوف على الجهوزية والتحضير ومعرفة ما تم إنجازه ميدانيآ و تطوير الخطط و تعزيز الجوانب الإيجابية وتلافي مكامن القصور في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وذلك لرفع مستويات التنسيق بين الأجهزة المختلفة من أجل تحقيق الأمر الملكي بتمكين ضيوف الرحمن من أداء النُسك بكل يُسر وسهولة وأمن واطمئنان منذ لحظة وصولهم الى المملكة وحتى مغادرتهم وعودتهم الى اوطانهم.
وزارة للحج والعمرة حصراً
يشكل عام 2016 م نقطة تحول في تطوير منظومة الحج وخدمة الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة بما يتوافق ومكانة المملكة كحاضنة للحرمين الشريفين.
وجاءت رؤية المملكة 2030 لتقدم استراتيجية متكاملة لتطوير هذه المنظومة وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المسلمين في تأدية مناسك الحج ولتحقيق ذلك فقد أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً ملكياً بتعديل مسمى وزارة الحج إلى وزارة الحج والعمرة وذلك إنطلاقا من مبدأ التخصيص وحصر المهمات لتنظيم القطاعات والإدارات العاملة في هذا المجال بما في ذلك تنفيذ سياسة الدولة فيما يتعلق بأمور الحج والعمرة، وتتولى المسؤولية المباشرة عن أوضاع ضيوف الرحمن.
توحيد أنظمة الحج في مسارات ذكية
وضعت وزارة الحج والعمرة بالتزامن مع انطلاق رؤية المملكة 2030 حزمة من المبادرات الإستراتيجية بدءاً من عام (2016) هدفت إلى تطوير قطاع الحج ليحقق طموحات هذه الرؤية ومن هذه الخدمات “المسار الإلكتروني الموحد للحج والعمرة” حيث استهدفت وزارة الحج والعمرة بناء منصة تفاعلية تربط 52 نظاماً وتتكامل مع 30 جهة حكومية وأهلية من داخل وخارج المملكة تعنى بشؤون الحجاج، وتعمل هذه المنصة كعمود فقري لخدمات الحج والعمرة، وبموجب ذلك فقد تم إنجاز نحو 8 ملايين عملية على المسار، وخدمة أكثر من 700 شركة و7500 مقدم خدمة، كما تم توثيق تعاملات تجارية تناهز 22 مليار ريال، منها 1.75 مليار ريال عوائد مباشرة للدولة بعد أن كنا نشهد سابقاً وجود عدد من المنصات الحكومية غير المترابطة التي تؤدي إلى تأخر الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
