جدة ـ البلاد
تكتنز منطقة الباحة “جوهرة الجنوب”، إرثاً وجمالاً لا يضاهى، فهي تتخذ من حصونها وقلاعها شاهداً على تاريخها الضارب في القدم، لتقدم لوحة فنية بديعة تمزج التراث بالطبيعة الخلابة.
ومن الطبيعة إلى التاريخ، حيث تعرف منطقة الباحة بوجود قرية ذي عين الأثرية التي تقع في محافظة المخواة، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 400 عام، وتقع على قمة جبل أبيض، بنيت بالحجارة، فيما تزين أحجار المرو شرفات منازلها ال 58 على شكل مثلثات متراصة ، كما تحتضن مسجداً صغيراً، وسقفت بيوت القرية الأثرية بنيت بأشجار العرعر التي نقلت من الغابات المجاورة، في مهمة صعبة وشاقة أنجزها الأجداد، وبها عين ماء لم تنضب، تغذي مزارع ذي عين الخضراء، ولا تزال الحصون الدفاعية للقرية شاهداً على أهميتها وموقعها الاستراتيجي، فيما يعد جوها ممطراً صيفاً، كونها ترتفع عن سطح البحر بنحو ألفي متر.
كما عرفت منطقة الباحة بأسواقها الشعبية التي تزدان بالمنتجات المصنوعة يدوياً، ومرافق الإيواء التي تتوسط الطبيعة البكر، وتجعل الوصول إلى المواقع السياحية والأثرية سهلاً.
ففي ظل الأجواء المعتدلة، تبرز شلالات خيرة في محافظة بني حسن، وهي مياه صافية تتدفق من أعلى جبال الغابة لتصب في باطن الوادي، وهي جزء من متنزه الأمير مشاري بن سعود، الذي يتميز بمدرجاته الزراعية لتخزين المياه، إلى جانب ما جُهز به المتنزه من جلسات وألعاب حيث يفضله الزوار والمصطافون لبعده عن صخب المدينة، فضلاً عن نسمات الهواء الباردة التي تهب على المكان. وليست غابة خيرة هي الغابة الوحيدة في الباحة، فجوهرة الجنوب مليئة بالغابات التي يصل عددها إلى أربعين غابة، منها غابة الشكران، رغدان، مهران، الزرائب وغيرها من الغابات التي ينمو فيها شجر العرعر والطلح والزيتون، وتجري في بعضها الأودية، فيما اشتهرت بعض الغابات بزراعة الفواكه، مثل البرتقال والليمون والموز والمانجو، وتمثل سلة غذاء للمنطقة، ومقصداً للسائح القادم من مناطق المملكة، وكذلك سياح الخارج.