جدة – البلاد
جرّد الشعب الإيراني المرشد الأعلى على خامنئي من قدسيته، وعراه أمام المجتمع الدولي عندما اتهمه بمعاونة نظام الملالي بالفساد، معتبرا أنه أكبر معيق لتحسن الأوضاع في البلاد، مطالبا في الوقت ذاته بمساءلته عن مصدر الثروة الطائلة التي يمتكلها، فيما تكررت الهتافات ضده خلال التظاهرات الجارية حالياً، وحرق المحتجون صوره، ما يشير إلى أنه أصبح في نظرهم مجرماً كبقية أفراد النظام ولا يستحق المكانة التي يتمتع بها سابقاً.
وأظهرت صورا انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تجمعات في ساحة ولي العصر في بهارستان بأصفهان وفي إيوان غرب، وفي بهارستان، أمس، حيث علت أصوات المحتجين بعبارات مناوئة للنظام الإيراني والمرشد الأعلى علي خامنئي، فيما حرق آخرون صوره، وسط هتافات مثل: “خامنئي اخجل واترك البلد”، و”الموت لخامنئي”، وغيرها من الهتافات الرافضة لسياسات النظام الحالي التي تتم بإيعاز من المرشد خامنئي.
وركزت التظاهرات الجارية حالية بالمدن الإيرانية بما فيها العاصمة طهران، بشكل خاص على ضرورة إبعاد خامنئي من منصبة ومحاسبته على أفعاله، بينما لا تزال الحكومة تمارس قمعها للمحتجين، ومنعهم من نقل الصورة للعالم عبر قطع الإنترنت وتقييده، مثلما فعل البرلمان أمس، عندما صوت بالموافقة على مشروع “تقييد الإنترنت”، بحظر كل تطبيقات الشبكات الإلكترونية الخاصة التي يستخدمها الإيرانيون لتجاوز الرقابة.
وأثار مشروع القانون الذي قدمه المتشددون في البرلمان، انتقادات حادة في مختلف أنحاء إيران، وبشكل رسمي، يتعلق مشروع القانون بالإشراف على الإنترنت وتأميمه. ويخشى النقاد من أن العديد من المنصات ستتوقف عن العمل، فيما أفادت صحيفة “اعتماد” اليومية بأن القانون الجديد يمكن أن يمنع الوصول حتى إلى محرك البحث “غوغل”، وهو ما يحد من وصول المعلومة كاملة عن التظاهرات الإيرانية الحالية.
ولا تزال إيران مستمرة في خروقاتها على المستويين الداخلي والخارجي، سواء أن بقمع المحتجين واعتقالهم، أو توقف مفاوضات فيينا بخصوص الملف النووي، خصوصا أنها لم تمضي كما يشتهي نظام الملالي، بعد إصرار الولايات المتحدة على موقفها الرافض للمشروع الصاروخي الإيراني، وامتلاك طهران لقنبلة نووية، ومراجعة الملف النووي بالكامل بما يتماشي مع المعاهدات والدولية الملزمة.