في عصر الثورة الصناعية الرابعة ، تبدلت معايير التطور من مقياس الزمن وما كان يستغرقه من سنوات وعقود ، إلى المنجز النوعي للتقدم وأبحاثه وابتكاراته المتسارعة في مجالات حيوية تغير الكثير من سياق الحياة البشرية وطبيعة الاقتصاد والتجارة العالمية والخدمات المجتمعية ، ويبدو ذلك جلياً في الذكاء الاصطناعي، والسيارات ذاتية القيادة، والطائرات دون طيار، وانترنت الأشياء، والمدن الذكية وغيرها من تقنيات ومجالات باتت واقعاً.
في هذا السياق سجلت المملكة بدعم كبير من القيادة الرشيدة ، حضوراً قوياً ومبكراً من خلال رؤيتها الطموحة 2030 ، لاستشراف استحقاقات المستقبل ، وها هي تواصل إنجازاتها النوعية العملية في هذا الاتجاه ، باستثمارات ضخمة في البنية التحتية المتقدمة، وفي المشاريع الحديثة المتخصصة، بل المدن الذكية التي تؤسس للمستقبل وفق معطيات وآفاق الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها، ومن هنا امتلكت المملكة القدرة العالية على الإسهام في التطور الحضاري العالمي والتأطير له.
واليوم يأتي انطلاق أعمال المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة، الذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، عنواناً مضيئاً لتقدم المملكة وإسهامها في التطور العالمي وتحدياته، ومنها بناء أنظمة رعاية صحية قادرة على الصمود.