طهران – البلاد
تمددت الاحتجاجات الشعبية الإيرانية ضد نظام الملالي وسياساته التي تضر بالبلاد والمنطقة، فيما تحركت قوات من الحرس الثوري الإيراني لقمع المحتجين في مناطق جنوب البلاد، غير أن المتظاهرين لم يتوقفوا وظلوا يهتفون ضد النظام القمعي في الأهواز، ومعشور، والخفاجية، والفلاحية، لليوم التاسع على التوالي أمس (السبت)، على الرغم من انقطاع التيار الكهربائي وحملة الاعتقالات الواسعة التي طالت المحتجين لقمع الإنتفاضة، مع حظر التجوال غير المعلن.
وشهدت عدة مدن في خوزستان احتجاجات شعبية، بينما اعتقلت قوات الحرس الثوري عشرات المتظاهرين في مدن الأهواز والخفاجية والفلاحية والحميدية ومعشور ونقلتهم إلى مواقع غير معروفة، وفقا لمصادر محلية، مبينة أن الكثير من المتظاهرين أصيبوا ببنادق الوحدة الخاصة، غير أنهم رفضوا الذهاب إلى المستشفى، خوفاً من عمليات الاعتقال التي تقوم بها القوات الأمنية، بينما شهدت مناطق مثل حي علوي وكمبلو ولسكرأباد وكيانشهر، مظاهرات حاشدة، في وقت تمركز فيه الآلاف من القوات الخاصة والحرس الثوري وقوات الأمن في مناطق متفرقة من الأهواز وتصدوا للمحتجين بالغاز المسيل للدموع والرصاص.
وقطعت حكومة الملالي الكهرباء في مناطق واسعة من مدينة الأهواز، خاصة في المناطق التي يتظاهر فيها الشعب، وأوقفت إمداد شبكة الإنترنت عبر المحمول في مدينة الأهواز والمدن الأخرى، كما عطّلت الإنترنت المنزلي.
فيما جددت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، دعوتها للأمم المتحدة لإدانة عمليات الإعدام في إيران واتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ حياة السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، مؤكدة أمس، ضرورة إحالة قضية الانتهاكات الخطيرة والمنهجية لحقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن، كما أوضحت أن النظام في طهران يلجأ إلى زيادة عمليات الإعدام لتطويق الاحتجاجات وخلق جو من الإرهاب.
من جهة ثانية، تواصل إيران التمدد والتغلغل داخل الأراضي السورية، وذلك عبر وسائل وطرق متعددة تقوم بها الميليشيات التابعة لها من مختلف الجنسيات، وعبر أذرعها المنتشرة في سوريا، حيث أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الميليشيات الإيرانية عمدت بأوامر من القيادة إلى تجنيد أشخاص من أبناء الميادين والبوكمال ومناطق أخرى في دير الزور، وأرسلتهم إلى مناطق نفوذ النظام في محافظة الرقة، بغية انتزاع وشراء عقارات من أراض ومنازل ومحال تجارية هناك. وتمكن المجندون منذ مطلع الشهر الجاري من انتزاع وشراء 78 عقارا على الأقل بين محال ومنازل وأراض، وذلك في معدان ومحيطها وبلدات وقرى خاضعة للنظام بريف الرقة، وطلبوا من أصحاب المكاتب العقارية إطلاعهم على أي عروض بيع تتم في المنطقة.
وداخل الأراضي السورية، لقي القيادي البارز في صفوف الحرس الثوري الإيراني سيد أحمد قرشي، حتفه خلال الساعات الفائتة، طبقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي بين أن القرشي يعتبر أحد أبرز قيادات ميليشيا لواء فاطميون، وهو إيراني الجنسية، متواجد في سوريا منذ عام 2013، وقد شارك في العديد من العمليات العسكرية برفقة قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، موضحا أن ظروف مقتل القيادي الإيراني مازالت مجهولة حتى اللحظة، ولا يعرف ما إذا كان قد قُتل بالضربة الإسرائيلية الأخيرة على ريف حمص أو بظروف أخرى.