دير الزور – البلاد
ما أن تدخل مليشيات إيران الإرهابية لمنطقة إلا فسدت فيها، وروعت المدنيين، ونهبت أموالهم، وأستولت على عقاراتهم، مثلما فعلت مؤخراً في مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور، حيث صادرت المليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني منازل المدنيين بالقوة، وحولتها إلى مخازن أسحلة وذخائر، مستهدفة استخدام الأهالي دروعاً بشرية في مواجهاتها العسكرية.
وطبقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مليشيات الحرس الثوري عمدت في منطقة غرب الفرات، خلال الساعات الفائتة إلى نقل كمية من الأسلحة والذخائر من أماكن تخزينها في منطقة المزارع بأطراف الميادين، إلى منازل ضمن أحياء مأهولة بالسكان، كانت قد استولت عليها خلال الأيام الفائتة، فيما تركزت عملية النقل إلى المنازل المستولى عليها في منطقة “شارع 16” بالمدينة. وحذر المرصد من هذه التحركات، مشيراً إلى تخوف المدنيين من عملية الاستيلاء واتخاذ الميليشيات الإيرانية لهم كدروع بشرية.
ولفت أن الميليشيا الإيرانية استولت على عشرات المنازل في الميادين، حيث جرى الاستيلاء على 14 منزلا في شارع الأربعين، و12 منزلا في شارع الـ16، و8 منازل في حي المحاريم، كما شهدت المناطق نفسها مغادرة قاطني المنازل المجاورة لتلك المستولى عليها، تخوفاً من تحويلهم إلى دروع بشرية للإيرانيين وتحويل المنازل المستولى عليها إلى مستودعات للأسلحة والذخائر كما جرت العادة، وهو ما يشكل خطر الاستهداف الجوي سواء من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي.
وقال المرصد السوري، إن ميليشيا الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني، عمدتا الأسبوع الماضي إلى إخراج عدد كبير من الصواريخ “إيرانية الصنع”، من داخل أقبية قلعة الرحبة الأثرية الواقعة في محيط الميادين بريف دير الزور الشرقي بواسطة شاحنات وسط حماية مشددة، حيث شوهدت الشاحنات متجهة نحو سلسلة تل البطين ومنطقة حاوي الميادين، وهي ذات المناطق التي كانت الميليشيات الإيرانية قد نصبت بها منصات لإطلاق صواريخ في مايو الماضي، وجميعها موجهة نحو منطقة شرق الفرات حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية وأقرب منطقة لها هي حقل العمر النفطي.
وفي سياق آخر، لا تزال إيران تراوغ بخصوص الإفراج عن المعتقلين الأمريكيين من مزدوجي الجنسية، لذلك جددت الإدارة الأمريكية تأكيدها على أنها لن تقبل باتفاق جزئي مع طهران في ما يتعلق بملف المعتقلين والسجناء مزدوجي الجنسية، فيما أعلنت الحكومة الإيرانية، أمس، أنها تجري مباحثات مع الولايات المتحدة بشأن هذا الملف الشائك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أن بلاده تجري مفاوضات لإطلاق سراح المواطنين الإيرانيين المحتجزين في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
من جهته، أكد المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي، إن الولايات المتحدة تسعى للإفراج عن جميع المعتقلين الأمريكيين، عبر محادثات مع السلطات الإيرانية، ولن تقبل بالإفراج عن بعضهم فقط، كما حصل سابقا عبر صفقة تبادل الأسرى لعام 2016 حين أفرج عن مجموعة من الأمريكيين دون تأمين الإفراج عن رجل أعمال إيراني أمريكي (سياماك نمازي) محتجز في طهران، مشددا على أن إدارة الرئيس جو بايدن تصر على إطلاق سراح جميع الأمريكيين المسجونين ظلما في إيران، ولن تقبل “بصفقة جزئية” خلال المفاوضات.