لا حاجة إلى التفكير الطويل لكي تعرف السبب وراء اختيار محافظة أملج ضمن 11 وجهة سياحية رئيسية لصيف هذا العام تحت مسمى “صيفنا على جوك ” ، فهذه المدينة الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من مملكتنا الغالية تتميز بلون بحرها الفيروزي الجميل ورمال شواطئها البيضاء وجزرها الرائعة التي يتجاوز عددها 103 جزر وكثبانها ” طعوسها ” الذهبية وجبالها المتعددة الارتفاعات والألوان ، ونخيلها العتيقة المتمايلة في مزارعها وعلى شواطئها وأشجار المانجو التي تقف بكل شموخ مرحبة بالزوار وأعماق بحرها الذي يتزين بالشعب المرجانية والأحياء البحرية التي تسر الناظرين فتبارك الله أحسن الخالقين.
صيفنا على جوك وفر الخيارات وجعل القرار بيد السياح ، حيث وفرت هيئة السياحة نوعين من الوجهات بحرية وجبلية ، ورغما عن أن أملج تجمع بين البيئتين إلا أن البيئة البحرية رجحت كفتها فبحر أملج في غاية الروعة حيث الإبحار بالقوارب يستهوي كثيراً من السياح كما أن الاسترخاء على شواطئ مليئة بالنخيل كشواطئ الدقم يجعل للرحلة طعماً آخر ، ويمكنهم زيارة مزارع المانجو الغناء ، أو زيارة المناطق البرية المحيطة بالمحافظة لكي يستكشفوا مرتفعات الشبحة وحرة لونير وفوهات ومخاريط البراكين التي يقع بعضها وسط كثبان رملية ذهبية وكأنه عالم مختلف تماما عن كثبان رمل الساحل الأبيض.
أملج اليوم واجهة ووجهة سياحية للجميع وغداً إن شاء الله سوف تكون وجهة سياحية عالمية ، فهي تحتضن مشروع البحر الأحمر الذي سوف يبدأ في استقبال السياح في نهاية العام القادم ٢٠٢٢ ، المجتمع المحلي المحيط بالمشاريع السياحية على مستوى العالم أحد عوامل نجاح لهذه المشاريع لأن له دوراً كبيراً بالتعريف بالثقافة المحلية للمكان المحيط بالمشروع ، ويعتبر هذا المجتمع كنزاً حقيقياً حيث يترجم الثقافة المحلية واقعاً يشاهده السائح ، فمثلا القرى والهجر والأرياف لها ثقافات جميلة في طريقة الحياة ، فالثقافة هي سلوك اجتماعي ومعيار موجود في المجتمعات البشرية وتعدّ مفهوما مركزياً في علم الأنثروبولوجيا ، لذلك من المهم أن ندرك أهمية هذا المجتمع ونحرص على أن يكون عنصر نجاح وتطور لمشاريعنا السياحية العملاقة ، وكلنا في خدمة الوطن.
manjaber@gmail.com