غنى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الجندول وقال: مسافر زاده الخيال .. والسحر والعطر والظلال .. وأتساءل .. هل يمكننا اليوم .. وفي زمن كورونا ..إسباغ هذه الصفات على السفر .. أم هي قلق وتوتر وخوف وضغوط نفسية ..؟!
بعد رحلة مليئة بالمنكهات والمنغصات .. وفي مطاري الإقلاع والوصول .. كان الزحام شديدا .. ومعظم المسافرين كانوا غير عابئين بارتداء الكمامات .. والتباعد الاحترازي .. كل الوعود التي تطلقها ادارات المطارات وشركات الطيران في العالم .. لا يمكن الركون اليها 100 % حيث أن تصرفات البشر وسلوكياتهم غير مأمونة أو مضمونة ، بالرغم من إجراءات التطهير والتعقيم وتعليمات السلامة الصحية التي تقوم بها الجهات المختصة .. فإن الكثير من الإجراءات والأجهزة والمعدات تتسبب في انتشار عدوى المرض .. مثل إجراءات الأمن التي تتطلب وضع أغراض الركاب اليدوية وأحذيتهم ومعاطفهم داخل حاوية لإدخالها في جهاز التفتيش .. وحيث أن الأحذية تحمل الكثير من الفيرسات والميكروبات .. فإنها تنتقل إلي الركاب الآخرين من خلال ارتداء المعاطف والأغراض اليدوية.
وعلى الطائرات .. لا يمكن ضمان التباعد الاحترازي بين الركاب .. وخصوصا إذا كانت مقاعد الطائرة محجوزة بالكامل.
وقائمة المخالفات والتحديات والمخاطر تطول والأسئلة تنهال عليك .. هل تنصحنا بالسفر .. وهل البلد الذي ذهبت إليه آمن؟ !!
فأرد عليهم وأقول : إذهبوا أينما تشاؤون من بلاد العالم .. طالما أن إصابات كورونا منحسرة هناك .. لأن المسافر حر طليق في إقامته وتجواله واختيارات الأماكن التي يزورها .. ويمكنه أن يكيف حياته كما يفعل في موطنه .. والشيء الوحيد الذي لا يمكن إدراكه في جميع أنحاء العالم .. هو الضمانة في إجراءات المطارات والطائرات وسلوك المسافرين الآخرين .. أما الاختيارات الأخرى مثل الفنادق والمطاعم والمسارح والمنشآت السياحية فهي خاضعة للتقييم والإختيار من قبل المسافر نفسه.
القلق والتوتر الذي يصيب المسافرين عادة .. أسبابه معروفة .. ولكن في زمن جائحة كورونا .. فانه يتضاعف كثيرا .. فلا بد لمن يريد السفر أن يدرك هذه الحقيقة .. وأن يتعامل معها بوعي وسلوك مدروس كي يخفف عنه هذه الضغوط .. ويمكنه تحقيق ذلك عن طريق تطبيق الخطوات التالية ..
** قرار السفر يعني اقتحامنا للمجهول .. فذلك يعني أننا سنتعرض لبعض المخاطر .. ولا بد أن نكون واعين ومستعدين لها .. والتعامل معها وتفهمها.
** التأكد من أخذ لقاحات التحصين ضد كورونا لك ولمرافقيك.
** التعرف الجيد علي مسببات القلق ووضع خطة للتعامل معها.
** يجب دراسة الأماكن المراد الإقامة فيها أو زيارتها من فنادق ومطاعم وترفيه .. ووضع خطة لتجنب مخاطرها .. وذلك بالإطلاع على أوضاعها قبل زيارتها ومناقشة الموضوع مع المرافقين في السفر والتحوط للأمور التي ليست تحت سيطرتك وضوابطك.
** وأخيرا أشجع كل مسافر أن يكتب تجربة سفره وينشرها بعد عودته كي يستفيد منها كل من يخطط للسفر.
السفر يعني أنك تخرج من فقاعتك الصحية التي تحميك .. وتعرض نفسك لأحوال جديدة .. مخاطرها تكاد أن تكون غير محسوبة .. وهذا يعني أن متعة السفر منقوصة.